الديوان » مصر » أحمد محرم » أرأيت حكمة سيد الكرماء

عدد الابيات : 39

طباعة

أَرأَيت حِكمةَ سيِّدِ الكُرماءِ

وعَرفتَ شيخَ السَّداةِ الحُكَماءِ

تلك السياسةُ حَزْمُها ودهاؤُهَا

ناهيك من حزمٍ وفَرْطِ دَهاءِ

مُرْ يا محمدُ وَاقْضِ مالَك عَائِبٌ

في كلِّ أمرٍ ترتضي وقضاءِ

وَلرُبَّما خَفِيَ الصّوابُ فأسفَرتْ

عنه وُجوهُ الرأيِ بعد خَفاءِ

بَدأ النبيُّ بغيرِ من كانوا له

خَيْرَ الصَّحابةِ عند كُلِّ بَلاءِ

يرجو مَوَدَّتَهم وَيَبني منهمُ

لِلدّينِ صَرحَ أمانةٍ وَوفاءِ

أعطى أبا سُفيانَ وَابْنَيْهِ فما

أنْدَى سَجايا الواهبِ المِعْطَاءِ

وَحبا حَكيماً ما أرادَ ثلاثةً

ونهى هَواهُ فكانَ خيرَ حِباءِ

وأصابَها مِئَةً له من نفعها

ما جَلَّ عن عَدٍّ وعن إحْصاءِ

قال ارْعَويْتُ فلستُ أرزأُ بَعدَها

أحداً وآلَى حِلفَةَ الأُمناءِ

يُدْعَى لِيأخذَ من أبي بكرٍ ومن

عُمَرٍ فما يَزدادُ غيرَ إباءِ

يا وَيْحَ للعبّاسِ يَغلبُ حِلْمَهُ

أنْ كان دُونَ مَراتبِ الرُؤساءِ

أبْدَى الشكاةَ فكان صُنْعُ مُحمّدٍ

صُنْعَ الطبيبِ يُريدُ حَسْمَ الدَّاءِ

قال اقْطَعُوا هذا اللِّسانِ بنفحةٍ

عَنّي وتلك سَجِيَّةُ العُظماءِ

صَفوانُ أسلمَ فانجلتْ غَمراتُه

وأفاقَ بعد غَوايةٍ وغَباءِ

لمّا رأى الإسلامَ يَسطعُ نُورُه

كَرِهَ الضلالَ وضَاقَ بالظلماءِ

ومَشى على الأثرِ الكريمِ يَزِينُه

خُلُقُ الهُداةِ ومَظهرُ الحُنَفاءِ

صَفوانُ سِرْ في نُورِ ربِّكَ إنّه

يَهْديكَ في سَيْرٍ وفي إسراءِ

يا زَيْدُ قُمْ بالأمرِ وَاكْتُبْ وَاجْتَنِبْ

خَطَأ الغُواةِ وكَبْوَةَ الجُهَلاءِ

أحْصِ الرجالَ وآتِ كُلّاً حَقَّهُ

ممّا أفاءَ اللهُ ذُو الآلاءِ

ما أكرم الأنصارَ والصَّحْبَ الأُلى

حُرِمُوا فَمِن صَبرٍ ومن إغضاءِ

نزلوا على حُكمِ النبيِّ وسَرَّهم

ما كان من ثقةٍ وحُسنِ رَجاءِ

قَومٌ رسا الإيمانُ مِلءَ قُلوبِهِم

وسَما عَن الشَّهواتِ والأهواءِ

لا تَملكُ الدنيا عليهم أمرَهم

في شِدّةٍ من دَهرهِم ورَخاءِ

ما ضرَّ مَنْ يَسخو بِمُهجةِ نفسِهِ

أنْ لا يفوزَ من امرئٍ بِسَخاءِ

نالوا بفضلِ اللهِ عند رسولهِ

ما لم يَنَلْ أحدٌ من النَّعماءِ

إنّ الثّناءَ إلى الرجالِ يَسوقُه

لأجلُّ من إبلٍ تُساقُ وشَاءِ

خَسِرَ الذي آذَى النَّبيَّ بِقولِهِ

ظَلَم الرجالَ ولجَّ في الإيذاءِ

أثِمَ المنافقُ إنّها لَكبيرةٌ

وكذاكَ يَأثمُ نَاطِقُ العَوْراءِ

صبراً رسولَ اللهِ لستَ بأوّلٍ

ما حِيلةُ الحُكماءِ في السُّفهاءِ

مُوسى أخوكَ أُصيبَ من أعدائهِ

بأشَدِّ ما تَرمِي قُوَى الأعداءِ

إن أنتَ لم تَعدلْ فمن ذا يُرتجى

للعدلِ تحت القُبَّةِ الزّرقاءِ

نَفَر الحِفاظُ بخالدٍ ورفيقهِ

والموتُ مُصغٍ والمهندُ راءِ

لولاكَ إذ جاوزْتَ أبعدَ غايةٍ

في الحِلمِ جاوزَ غايةَ الأحياءِ

قُلتَ اسْكُنا لا تقْتُلاَهُ فإنّه

سيكونُ رأسَ الشِّيعةِ النّكراءِ

يغلونَ في دينِ الإلهِ فَيخرجُوا

مِنهُ خُروجَ السَّهمِ يومَ رِمَاءِ

لا يذكرِ الأقوامُ أنّ محمداً

يَجزِي الأُلى صَحبُوه شرَّ جَزاءِ

تِلكَ النُّبُوَّةُ يا مُحمّدُ فَاضْطَلِعْ

منها بأعباءٍ على أعْباءِ

أدِّبْ وعلِّمْ تِلكَ مدرسةُ الهُدَى

فُتِحتْ وأنت مؤدِّبُ العُلماءِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد محرم

avatar

أحمد محرم حساب موثق

مصر

poet-ahmad-muharram@

442

قصيدة

1

الاقتباسات

684

متابعين

أحمد محرم بن حسن عبد الله. شاعر مصري، حَسَن الرصف، نقيّ الديباجة. تركيّ الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر (محرم) فسمى أحمد محرَّم. وتلقى ...

المزيد عن أحمد محرم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة