الديوان » مصر » أحمد محرم » إن جل غنم المسلمين بخيبر

عدد الابيات : 34

طباعة

إن جَلَّ غُنْمُ المسلِمينَ بخيبرٍ

فَلَما غَنِمْتِ أجلُّ منه وأكبرُ

اللَّهُ أكبرُ يا عروسَ مُحمّدٍ

هذا هو الشّرفُ الأعمُّ الأوفرُ

هذا مكانكِ عالياً ما مِثلُه

في السُّؤدُدِ العالي مَكانٌ يُؤثَرُ

يا دُرّةً صِينَتْ لِتاجِ جَلالةٍ

الدُّرُّ مِن لَمحاتِهِ والجوهرُ

الشَّأنُ شأنُكِ أنتِ خيرُ صَفِيَّةٍ

والتَّاجُ أنتِ به أحقُّ وأجدرُ

أدركتِ بالإسلامِ في حَرَمِ الهُدَى

جُهْدَ المنى مما يُتاحُ ويُقدَرُ

أدركتِ دُنيا الصالحينَ ودِينَهمْ

فظفرتِ بالحُسنى ومِثلُكِ يَظْفَرُ

ولقد غَنيتِ وَدُونَ ما تَجدِينَهُ

دُنيا مُذمَّمةٌ وَدِينٌ مُنْكَرُ

ذُعِرَ الوطيحُ فأسلمتكِ حُماتُه

وحَللتِ بالحصنِ الذي لا يُذعَرُ

ما مِثلُ رُؤياكِ التي كانت أذىً

رُؤيا تُفسَّرُ للنِّيامِ وَتُعْبَرُ

أَفَكنتِ ناسيةً فجدَّدَ ذِكرَها

أثرٌ بِعينكِ يا صفيّةُ أخضرُ

يا وَيلتَا لابنِ الربيعِ يغيظُه

هذا المقامُ الصَّعبُ كيف يُيَسَّرُ

لَطمتكِ من سَفهٍ وسُوءِ خَلِيقَةٍ

يَدُهُ وتلكَ جنايةٌ ما تُغْفَرُ

ماذا رَأيتِ من الذي أبغضتِهِ

ونَقمتِ ما يَرضى وما يَتخيَّرُ

أردَى أباكِ وهَدَّ زوجَكِ بأسُهُ

وأصابَ قومَكِ منه موتٌ أحمرُ

ماذا رأيتِ أما عَذرتِ سُيوفَهُ

وَعَلِمتِ أنَّ عدوَّه لا يُعذَرُ

ولقد بَلوتِ خِلالَهُ فوجدته

نِعمَ الخليلُ إذا يَسوءُ المَعشرُ

أحببتهِ الحبَّ الكثيرَ على القِلَى

ولَحُبُّ ربِّكِ ذي الجلالةِ أكثَرُ

ذَهَب الرُّعاةُ فما يَسُرُّكِ صاحبٌ

ورعاكِ صاحبُكِ الأبرُّ الأطهرُ

آثرتِهِ ورَضيتِ رَبَّكِ إنّها

للَّهِ عِندكَ نِعمةٌ لا تُكْفَرُ

أعْلَى مَحَلَّكِ فانعمي وتقدّمي

بأجلِّ ما يُثْنَى عليه وَيُشْكَرُ

ولأنتِ إن عظُمتْ فوائدُ خيبرٍ

أسْنَى وأعظمُ ما أفادتْ خَيبرُ

يا قُبَّةَ المُختارِ دُونَكِ ما بَنَى

في مُلكِهِ كِسْرَى وشيَّدَ قيصرُ

مَثوىً يهولُ الناظرين ومنظرٌ

عَجَبٌ يروعُ مقامُه والمظهرُ

فيهِ الجلالُ الضَّخمُ ترتدُّ المنى

من دُونِهِ مذعورةً تتعثّرُ

فيهِ السَّلامُ لكلِّ جِيلٍ يُبتغَى

فيه النظامُ لكلِّ عصرٍ يُذخَرُ

فيه الحياةُ تُسَلُّ من أكفانِها

هَلْكَى الشُّعوبِ إذا تموتُ وتُقبَرُ

إيهٍ أبا أيوبَ ما بِكَ رِيبةٌ

إنّ المحبَّ على الحبيبِ لَيسهرُ

تَأبَى الكرَى وتطوفُ حول مُحمّدٍ

والسَّيفُ يَقظانُ المضاربِ يَنظرُ

ماذا تخافُ على حبيبِكَ من أذىً

واللَّهُ كافٍ ما تخافُ وتَحذرُ

اهْنَأْ بدعوتِهِ فتِلكَ وقايةٌ

من كلِّ ذِي جَبرِيَّةٍ يتنَّمرُ

تِلكَ الولائمُ في رِحابِ مُحمّدٍ

شَتَّى تُسَرُّ بها النُّفُوسُ وتُحْبَرُ

الصَّحبُ من فرحٍ عليها عُكَّفٌ

والرُّسْلُ أجمعُ والملائكُ حُضَّرُ

عُرْسُ النبيِّ وأيُّ عُرسٍ مِثلُه

هَيهاتَ تلك فضيلةٌ لا تُنْكَرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد محرم

avatar

أحمد محرم حساب موثق

مصر

poet-ahmad-muharram@

442

قصيدة

1

الاقتباسات

686

متابعين

أحمد محرم بن حسن عبد الله. شاعر مصري، حَسَن الرصف، نقيّ الديباجة. تركيّ الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر (محرم) فسمى أحمد محرَّم. وتلقى ...

المزيد عن أحمد محرم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة