الديوان » مصر » مصطفى صادق الرافعي » تعالي وإن لم تجملي فترفقي

عدد الابيات : 27

طباعة

تعالي وإن لم تُجملي فترفقي

فحسبي أنَّا ساعةَ الموتِ نلتقي

وإن شئتِ أن أبقى وقد أهلكَ الهوى

ذويهِ وإلَّا فأْمرينيَ ألحقِ

وقد كنتُ لا أرضى بدنيا عريضةٍ

فلما دنا يومي رضيتُ بما بقي

وما حيلتي إن لم تكنْ ليَ حيلةٌ

وهل بعدَ ما ترمينَ لحظكِ أتقي

خفي اللهَ ما أقوى على كلِّ نظرةٍ

وألاّ تخافيهِ فرحماكِ واشفقي

ألم يكفِ أن كانتْ خدودكِ فتنةً

لنا فتزينينَ الخدودَ بيشمقِ

وزدت فتونَ الجيدِ حتى تركتني

أموتُ على نوحِ الحمامِ المطوَّقِ

وقد بعثتْ عيناكِ في الحلي نسمةً

فكيفَ انثنتْ عنهُ المعاطفُ ينطقِ

وألقتْ عليهِ من غرامكِ مسحةً

فما انفكَّ مُصفرَّاً حذارِ التفرُّقِ

وتبعدهُ ثدياكِ ثمَّ تضمُّهُ

كدأبِ الهوى في العاشقِ المتملقِ

تعلمتُ منهُ ما توَشيَّ يراعتي

وما كلُّ شعرٍ بالكلامِ المنمقِ

وما القولُ إلا الحظُّ كثرُ من أرى

يظلُّ يهِ يشقى ولمّا يُوَفَقِ

فإن يحسدوني شيمةً عربيةً

فيا ربَّ فحلٍ إن هدرتُ يُنَوَّقِ

وما لهم هاموا وما عرفوا الهوى

فقولي لمن لم يعرفِ العشقَ يعشقِ

وذي عذلٍ لما مررتِ أشارَ لي

فقلتُ لهُ ناشدّتُكَ اللهَ فارفقِ

أرى الروحَ سهماً بينَ فكيكَ مودعاً

فإنْ تتحركُ هذه القوسُ يمرقِ

وداريتهُ حتى إذا قالَ أبعدتْ

عن العينِ قلتُ الآنَ فاسكتْ أو انهقِ

وما الليثُ أقوى مهجةً غيرَ أنني

متى أبصرُ الغزلانَ يمرحنَ أفرقِ

ولي قلمٌ كالنابِ ما زالَ مرهفاً

ولكنْ متى ما مسَّهُ الدمعُ يورقِ

وما أنا من يطوي على الهمِّ جنبهُ

ولكنَّ شيئاً إن عرى البدرَ يمحقِ

رُوَيْدَكِ لا تقضي عليَّ فرُبَّما

رأيتِ بريقَ التاجِ يوماً بمفرقي

وما أخرتني في بني الدهرِ شيمةٌ

بلى ومتى أطلقتُ للسبقِ أسبقِ

ومن كانَ ذا نفسٍ ترى الأرضَ جولةً

فلا بدَّ يوماً للسمواتِ يرتقي

ومهلاً أضئ آفاقها ثمَّ أنطفي

كما أطفأتْ أنفاسَ حبكِ رونقي

أليسَ ليَ القولُ الذي إن نظمتهُ

أو انتثرتْ حباتهُ يتألقِ

وحسبكِ قلبٌ بينَ جنبيَّ شاعرٌ

متى هجستْ أفكارُهُ يتدفقِ

ولن تجدي غيري يقولُ إذا بكى

لعينيكِ ما يلقى الفؤادُ وما لقي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مصطفى صادق الرافعي

avatar

مصطفى صادق الرافعي حساب موثق

مصر

poet-mostafa-saadeq-al-rafe@

346

قصيدة

2

الاقتباسات

1477

متابعين

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد ابن أحمد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. عالم بالأدب، شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده ووفاته في طنطا (بمصر) ...

المزيد عن مصطفى صادق الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة