الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » يا حامل الكأس ناولني مشعشعة

عدد الابيات : 29

طباعة

يا حاملَ الكأس ناوِلْني مُشَعشَعةً

لم تَقْرِ همّاً ولا بُخلاً بواديها

أحسِرْ بها غَيْهَبَ الأحزانِ عن فِكَري

فكم ليالٍ بها زيّدتُ وارِيها

لَم أدرِ لمّا اِمتطتها كفّ حاملها

أَحلّتِ الكأسَ أم خَدَّي مُعاطِيها

وَعائبٍ لمشيبي وَهو لابِسُهُ

ولم يَعِبْ حُلّةً في النّاسِ كاسيها

لم يدر أنّ مشيبَ الرّأس من فكري

لَم يَسْرِ رَكْبُ مشيبٍ في نواحيها

أَليسَ ينقص يوماً في ذُراً لهمُ

ماءُ الشّباب غزيرٌ في عَزاليها

وما الفناءُ بموقوفٍ على حَدَثٍ

وَالنّابُ في الذَّوْدِ أغْنى من حواشيها

وعاذلٍ من صنيعٍ قد تدرّعه

وليسَ يَشفِي مِنَ الأمراضِ شاكيها

طويتُ كشحَيَّ عنه ثمّ قلتُ له

ما العيشُ إنْ جَنَحَتْ نفسِي لِلاحيها

دَعْني أنَلْ من زماني بعضَ لَذَّتِهِ

فقد وثِقْتُ بأنّ الدّهرَ يَفْرِيها

وكيف آنسُ بالدُّنيا ولستُ أرى

إلّا اِمرءاً قد تعرّى من عَواريها

كأنّها غُصّةٌ حلّتْ بِمَبْلَعِها

أوْ كالقَذاةِ أقامتْ في مآقِيها

نَصبوا إليها بآمالٍ مُخَيَّبَةٍ

كَأنّنا ما نرى عُقْبى أمانِيها

في وَحشةِ الدّار ممّنْ كان يسكنها

كُلُّ اِعتبارٍ لمن قد ظلّ يأويها

لا تكذِبنَّ فما قلبي لها وطنٌ

وقد رأيتُ طُلولاً من مَغانيها

كم قد ركبتُ إلى العلياءِ ظهرَ فَلاً

تضلّ فيه قَطاةٌ عن مَجاثيها

وَقفرةٍ تُنكرُ الأنْس الوحوش بها

ولا يُرجّي ورودَ الماءِ صاديها

إذا تراخَتْ رِكابي عن مَهامِهِها

رَكِبتُ فيها اِعتزاماً لا يُباليها

هانَت عليَّ مَخوفاتُ الخطوبِ فما

أَثْنِي يمينيَ عن قُصْوى مَراقيها

كَأنّما قَد نعَى الدّنيا مُخَلَّدُها

أَوْ في يديَّ أمانٌ من لياليها

وَمنْ تَكنْ نفسُهُ لم يَمْلَها جَزَعٌ

فزجرُ مُهْرِك في الهيجاءِ ماليها

وإنْ تكن لم تَذَرْ كُثْرَ الأنامِ لها

قُلّاً فَشِلوُ هَزيلِ الجَنْبِ كافيها

نَفسي تُنازِعُني حالاً يضيق لها

عَرضُ البلادِ فمن لي مِن تقاضيها

لقد دَعَتْ سامعاً لم تَكْدَ دعوتُهُ

وطالبتْ بعظيمٍ مَنْ يُؤاتيها

أَقلِل لَديَّ بِأَنباءِ الزّمانِ فما

أهابُ نفسي لأنّي لا أُرَجِّيها

لا تَجتَنِ العِزَّ إلّا من حدائِقِهِ

فكم رياضٍ عِراضٍ خاب جانيها

ما عزّ من ذلَّ في تطلابِ عِزَّتِهِ

مجاوِرُ النّارِ من قُرٍّ كصاليها

إنَّ المعالِيَ لا تُعطيك صَهْوَتَها

وما سَعَتْ لك رِجلٌ في مساعيها

لم تَنتَهِزْ ما دنا من فرعِ دَوْحتِها

فكيف تسمو إلى ما في أقاصيها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

91

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة