الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » قربا مني القلاص العتاقا

عدد الابيات : 41

طباعة

قرّبا مِنِّيَ القِلاصَ العِتاقا

وخذاها رحلةً وفراقا

ودعا عنّي أنّي حليمٌ

ربّ أمرٍ ضقتُ عنه وضاقا

عصفتْ بِي عنكما عاصفاتٌ

ويقيمُ المرءُ فيما أطاقا

لستُ أرضى منكما برفيقٍ

حسبُ نفسي قد سئمتُ الرّفاقا

موثِقاً كنتُ حياءً وحِلْماً

فاِتركاني قد قطعتُ الوَثاقا

لا سقى اللَّهُ شِعابَ خلافٍ

لم أُصِبْ قطُّ بهنّ وِفاقا

وإذا البرقُ حداهُ رُكامٌ

فَحماهُ اللَّه تلك البِراقا

ليس قلبي يا خليليَّ مِنِّي

إن نزا شوقاً إليها وتاقا

غيرَ هذا الحيّ عُلّق وُدِّي

وسواه هاج قلبي وشاقا

كلَّ يومٍ في صَفاتي ثلومٌ

سوف تقيك ردىً أن تُذاقا

وَاِعتِراقُ النَّحْضِ من عارِقيهِ

جَعَلَ العِرْقَ سريعاً عُراقا

أعِراقٌ أنتَ فيه أميمٌ

فَاِتَّخذْ غيرَ العراقِ عراقا

إنّ بالزَّوْراءِ دارَ أُناسٍ

أُنْشَقُ الشّرَّ بها وأُساقى

سَجَنونا بَينهمْ ثمّ نادوا

لا تروموا من يدينا أَباقا

عجّل اللّه فراقِيَ قوماً

تركوني لا أذمّ الفراقا

أنَا في كلّ وَقاحِ المُحَيَّا

لا يريك الوُدَّ إلّا نفاقا

إنْ كبا عن تَلْعَةٍ للمخازي

نزع العِرقُ به فَتَراقى

معشرٌ إنْ خُبِروا فغصونٌ

حَسُنَتْ مرأىً ومَرّت مَذاقا

كلّما زِدتُهُمُ من جميلٍ

زدتُهمْ مَقْلِيَةً وشِقاقا

وإذا عاتبتُهمْ أوسعوني

كلماتٍ أوسعوها اِختِلافا

نَتَلاقى وسقامُ قلوبٍ

لا نداويه بأنْ نتلاقى

أمِنَ الأشجانِ كنتُ خَلِيّاً

حين حادِي الذَّوْدِ زَمّ وساقا

قاد قلبي منهُمُ أحْوَذِىٌّ

رشّحوهُ ليقودَ النِّياقا

قلْ لمنْ عانقني ثمّ ولّى

سوف أحيا لا ألذُّ العِناقا

عَجِبَ الرّكبُ ضُحىً يوم بانوا

كيف لم نَزِدْ هوىً واِشتياقا

ثمّ قالوا نحن نعتدّ عذراً

إنْ تفرّقْنا وعشتَ فُواقا

قد أفاق الواجدون وملّوا

والّذي يهواكُمُ ما أفاقا

ليس عندي لسواكم خَلاقٌ

فَاِجعَلوا عِندكمْ لي خَلاقا

نَحنُ قَومٌ في ذُرا باسقاتٍ

ضرب العزُّ عليها رِواقا

نَقْتَنِي إمّا رماحاً طِوالاً

للأعادي أو سيوفاً رقاقا

في خيامٍ للقِرى ماثلاتٍ

ربطتْ أطنابُهنَّ العِتاقا

وإذا ما جُلْتَ حول فِناءٍ

فاقَ مَنْ نُؤْويه منّا ففاقا

لم تَجدْ إلّا مَجرّاً لرمحٍ

أو نجيعاً من عدوٍّ مُراقا

ونَمَتْنا من قريشٍ بُدورٌ

طالعاتٌ لا تُخاف مُحاقا

لَبِسوا المَجدَ فإمّا رداءً

سحبوا هُدّابه أو نِطاقا

قد خَلَوْنا بعدكُمُ بالمعالي

نتعاطاها كؤوساً دِهاقا

لم يَعُقْنا عن بلوغ الأماني

في المعالِي ما ثناكمْ وعاقا

عجّ هذا الدّهرُ يا قومُ منّي

كعجيجِ الفحلِ أمَّ الخِفاقا

كلّما ثبّطنِي عن مرامٍ

زادنِي ضنّاً به واِعتِلاقا

إنّ للدّنيا حِبالَ غرورٍ

فاِختَرقها تنجُ منها اِختراقا

مَن أراد العزَّ فيها مقيماً

فلْيُبِتْها كلَّ يومٍ طلاقا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

93

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة