الديوان » مصر » حفني ناصف » أحسن الأيام أيام التلاق

عدد الابيات : 42

طباعة

أحسنُ الأيامَ أيامُ التلاقْ

وأمرّ الدهر ساعاتَ الفراقْ

وألذّ الوصلِ عندي ما خلا

عن حرامِ وأبى بَعد المشاقْ

وأجلّ القولَ ما دلّ على

قصدِ مبديهِ وفي الألفاظِ راقْ

أحمق الناس مطيع للورى

وهو لله إله الكل عاقّْ

سُخطُه سهلٌ عليه هيّن

ويرى سخطَ الورى ما لا يطاقْ

ساتر العورةِ أغلى ملبْسٍ

ومقيتَ الروحِ أحلى ما يذاقْ

وأعزّ الناس في الدنيا امرؤ

للورى ماءَ المحيا ما أراقْ

فدع الحرص على الرزق فما

دمتُ فيها باقياً فالرزقُ باق

وأرضَ بالقسمةِ واعلم أنهُ

لا يقي مما قضاهُ الله واقْ

وتصبّر لزمانَ قد بغي ال

ناس فيه وتنادوا بالشقاقْ

وأضاعوا العرف فيما بينهم

وعلى المنكر قد شدوا النطاقْ

احسن الناس لديهم عيشةً

أقدرُ الناس على صنع النفاقْ

يسمعون الجهل من ذي ثروة

فيقولون كذا فحوى السياق

صدق الأستاذ فيما يدّعي

إن للجلّ على هذا اتفاقْ

يجهد الإنسان منهم نفسهُ

كي يرى فيه جناساً أو طباقْ

وإذا قال خليّ أعرضوا

أو يقولوا ليس ذا إلاّ اختلاقْ

إن رأو قبحاً به هشوا لهُ

أو بهاءً أغمضو عنه الحداقْ

ذهب الخير وسارت أهله

وعلى الحرّ فسيحُ الكونِ ضاقْ

ووهَى الفضلُ فلولا أحمدٌ

لاعترى الفضلَ أنمحاء وانمحاقْ

ومضى الناس فلولا كونهُ

ما تمنيتَ البقا قدرَ فواقْ

الإمام البارعُ الندب الذي

علمهُ عمّ من الأرضِ الطباقْ

زهرة الدنيا ومن فاق على

كل مَن في هذهِ الأيامُ فاقْ

والذي كل الورى قد لهجت

بثناه في اصطباح واغتباقْ

راق لفظاً وتسامى رتبةً

وهو طولُ الدهرِ في العلياءِ راقْ

فاجتنِ السكّر من ألفاظهِ

وانتشق من عَرْفها أيّ انتشاقْ

وانظر السحر الذي حلّ بها

وتأمل في معانيها الدِقاقْ

طلبَ العلياءَ فانقادت لهُ

وعنَتْ وانخفضتْ منها المراقْ

وعزيزُ القولِ قد ذلّ لهُ

والقوافي دأبها معْهُ الوفاقْ

أيها الطالبُ مرمى سهمه

ليس في الإمكان يا هذا لحاقْ

إنّ من رام العلى مفتقرٌ

أن يرى سهلاً عليه كلَّ شاقّ

لست بالراقي لما يرقى ولو

بلغت من نفسكَ الروحُ التراقْ

سله عما شئتَ فيما شِئتهُ

وتعجّب بعد ذا مما يساقْ

لا تقل زهر الربى مبتسماً

والدراري في اتساق وانتساقْ

أقبل العلم إليهِ عَنَقاً

فالتقاهُ بقبولٍ وعناقْ

أي فنّ ليس فيهِ مفرداً

أو سياق لم يحز فيه السباقْ

لك يا رأس الخليج المنتهى

في البها إذ للهدي فيك ائتلاق

فعلى الشام ومصرَ افتخري

وازدهِي تيهاً على أرض العراقْ

يا أبا العباس لا زلتُ ترى

أبداً قلب الأعادي في احتراقْ

في صفاتِ البدرِ قد شاركتهم

وأرى كلاً لما لاقاهُ لاقْ

فلك الرفعةَ منها والسنا

ولهم منها مع الخسفِ المحاقْ

هاك يا قطب المعاني غادةَ

ما لها إلا الرضى منك صداقْ

ثم عذراً فهي ما في قدرتي

لا يسامُ المرءُ إلاّ ما أطاقْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حفني ناصف

avatar

حفني ناصف حساب موثق

مصر

poet-hifni-nasif@

352

قصيدة

3

الاقتباسات

456

متابعين

فني (أو محمد حفني) بن إسماعيل بن خليل بن ناصف. قاض أديب، له شعر جيد. ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية - بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم، ...

المزيد عن حفني ناصف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة