الديوان » العصر العباسي » التهامي » إن كنت تصدق في ادعاء وداده

عدد الابيات : 51

طباعة

إِن كُنتَ تَصدُقُ في اِدِّعاء وِدادِهِ

فافكِكهُ مِن أَسرِ الهَوى أَو فادِهِ

لا تَمحِ بِالهُجران نور وَصالَه

فَصَميم حبّك في صَميم فُؤادِهِ

أَأَمَتَّهُ بِالهجرِ قَبلَ مَماتِهِ

فاعِده في الأَسعافِ قَبلَ مَعادِهِ

رِفقاً بِهِ فَهوَ الجموح إِذا أَبى

شَيئاً فَلا يغررك لين قِيادِهِ

زَوِّدهُ مِن نظرٍ فأقنَع من تَرى

مَن كانَ لحظ العين أَكبَر زادِهِ

لا أَنتَ عِندَ اليُسرِ مِن زُوّارِهِ

يَوماً وَلا في العُسرِ مِن عُوّادِهِ

أَرَأَيت سَيفاً غَيرَ لَحظِكَ صارِماً

يَفري رِقاب القَومِ في أَغمادِهِ

أَمضى اللحاظ أَكلهُنَّ وَكُلَّما

أَكللت لحظك زدت في إِحدادِهِ

إِنَّ الهَوى ضِدَ العقول لأَنَّهُ

ضربت جآذِرَهُ عَلى آسادِهِ

وَآفى إِليَّ كِتابه عَن نُبوَةٍ

كانَت بِعاداً مردفاً لِبعادِهِ

أَفدي الكِتابَ بِناظِري فَبَياضِهِ

بِبَياضِهِ وَسَوادِهِ بِسَوادِهِ

يا عاذِلَ المُشتاقِ دَعهُ بَغيّهِ

إِن أَنتَ لَم تقدر عَلى إِسعادِهِ

أَرواكَ فقدان الهَوى وَبِقَلبِهِ

ضَمأ إِلى عذب الرِضابِ بَرادِهِ

وَأَظُن عين سعاد قَد قلبت لَهُ

هاء فَكُل سهادِهِ بِسعادِهِ

يَخفي ضِراماً من هَواها مِثلَما

يَخفي ضرام النار عود زِنادِهِ

فَتُهاجِرُ الأَجفان آخِر عَهدِهِ

يَوم الفِراق بِظَعنهم وَرِقادِهِ

تَسعى صروف الدَهر في إِصلاحِهِ

يَوماً وَطول الدَهر في إِفسادِهِ

أَبَداً يَجيل الطَرف في أَمثالِهِ

صُوراً وَفي الأَفعال مِن أَضدادِهِ

وَإِذا جَفاكَ الدَهر وَهوَ أَبو الوَرى

طراً فَلا تَعتَب عَلى أَولادِهِ

فَلأَنهَضَنَّ بِجَحفَل فُرسانِهِ

مِن سمرة وَنَحافَة كَصعادِهِ

وَلأَقضينَّ الدَهرَ غيرُ مُقَصِّرٍ

ما كانَ أَسلَفَنيه مِن أَحقادِهِ

بَل كَيفَ تخطيني العلى وَأَنا امرؤ

أَرتادُ عاريهن مِن مِرتادِهِ

يا صاح إِنَّ الدَهرَ قَدَّم بِالغِنى

وَعداً فَها أنذاكَ مِن ميعادِهِ

هَذي طَرابلس وَما دونَ الغِنى

إِلّا نِداؤُكَ بِالحُسَينِ فَنادِهِ

شفع ابن حيدرة عَلى ثانيه في

هَذا الزَمان وَكانَ مِن أَفرادِهِ

بِأَبي مُحَمَدٍ الَّذي يأوي العُلى

ما بَينَ قائِم سَيفِهِ وَنَجادِهِ

بِمُهَذَّبٍ صَعب الآباء حرونه

في حَقِّهِ سلس النَدى منقادِهِ

متجلِلاً ثَوب الرِئاسَة معلماً

بِبَهائِهِ وَوَفائِهِ وَسَدادِهِ

سالَمَهُ ما كانَت حَياتك مغنماً

فَإِذا مللت مِنَ الحَياة فَعادِهِ

حازَ العَلاءَ بِجَدِّهِ وَبِجِدِّهِ

فاختال بَينَ طَريفِهِ وَتِلادِهِ

لَم يَجعَل الآباء مُتَّكلاً وَلا

آباؤُهُ اتَّكَلوا عَلى أَجدادِهِ

خرق يعد الجودَ بيت قَصيدَة

وَالمطل مِثلَ زِحافِهِ وَسِنادِهِ

يَثني النَوال إِذا أَتاهُ بِمِثلِهِ

إِنَّ النَوال يَلذ في تِردادِهِ

ما العُرفُ إِلّا جَوهَرٌ فجمعته

في العقد مَعنىً لَيسَ في أَفرادِهِ

ما إِن حسبت الخيل تألف ضَيغماً

حَتّى تبدى فَوقَ ظَهرِ جَوادِهِ

يَكسو المُدَجَّجُ مجسداً بِدمائِهِ

فَيَعودَ بَعدَ النقع لون حِدادِهِ

وَالبيض مِن تَحتِ الغُبارِ كَأَنَّها

جَمرٌ تَأَلَّق في خِلالِ رَمادِهِ

وَالمَجدِ تَحتَ ظَبي السُيوف يَجوزه

مَن كانَ وقع جِلادِهِ كَجِلادِهِ

كَم جَحفَل غادَرَت فيهِ وَدائِعاً

قَضباً مِن الخَطيِّ في أَجسادِهِ

صدرت صدور قناك تَشكُر رِيّها

مِنهُ وَكانَ الوَرد في إِيرادِهِ

أَمّا الإِمام فَشاكِر لَكَ أَنعُماً

عَمَّت جَميعَ عِبادِهِ وَبِلادِهِ

وَأَنَرتَ ما سدت أَكفَّ جِيادِهِ

وَهتكت ما نسجَت يَدا زِرادِهِ

كَم طرزت أَرض العَدوِّ دَماً إِذا

طرزَت طرسك نَحوَهُم بِمدادِهِ

خَفَّقَت بِالأَقلامِ عَن أَرماحِهِ

وَبمحكم الآراءِ عَن أَجنادِهِ

يا ذا الَّذي يُعدي اليَراعَ بِفعلِهِ

وَبِفَضلِهِ وَبِبأسِهِ وَبآدِهِ

كذب المَبخَل لِلزَّمانِ وَأَنتَ مِن

جَدوى أَنامِلُهُ وَمِن أَرفادِهِ

أَبداك فَرداً وابتَغى لَكَ في الوَرى

مَثلاً فَلَم يَقدِر عَلى إِيجادِهِ

لَمّا علوت الناس جدت عَلَيهم

وَالطود يَقذِف ماءه لوهادِهِ

تَبغي صِيانة ما حويت بِبَذلِهِ

في خُفيَةٍ وَبَقاؤُهُ بِنَفادِهِ

تَخفي نَداكَ وَلَيسَ يَخفى وَالنَدى

كَالمِسكِ يَهتِفُ ريحُهُ بِزِيادِهِ

حَيّاك مِن ذي سؤدد وَرَعاكَ مَن

أَحياكَ وَاستَرعاكَ أَمر عِبادِهِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن التهامي

avatar

التهامي حساب موثق

العصر العباسي

poet-al-tohami@

105

قصيدة

3

الاقتباسات

241

متابعين

أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي. من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية ...

المزيد عن التهامي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة