الديوان » العصر المملوكي » البرعي » أيرجع لي قرب الحبيب المعاهد

عدد الابيات : 54

طباعة

أَيرجع لي قرب الحَبيب المعاهد

وَتَجديد عهد الوصل بين المعاهد

وَهَل بعد شت الشمل وصل علائق

علقن بقلب فاقد غير فاقد

فَما زلت مطلولا دمي وَمدامعي

عَلى طلل بالابرق الفرد هامد

وَسفك دمي عَن سفح دمعي مفهم

بان عيون العين سم الاساود

وَبين بطاح الرمل من شعب عامر

خدور بدور ناعمات نواهد

كأن شعاع النور في قسماتها

شَقائق حسن في رياض خرائد

يرنحها سكر الشَبيبة وَالصبا

فعند الهَوى العذرى مطل الموارد

فَيالَيتَ شعري عَن خيمات حاجِر

وَسكان ذاك البرزخ المُتَباعِد

وَعن روضة كانَت مقيلا وَمسمرا

لنا وَلليلى في الزَمان المساعد

وَما كانَ من علم الفَريق وَما حكموا

عَن الطالِب المَهجور خلف العَضائد

قفا بي بذات الاثل من أَيمن الحمى

لا نشد قَلبا لا يرد بناشد

وأستخبر النجدى ان هب عائدا

بربع اللوى عَن ظنتي وَعقائدي

لعل عَليل الريح يهدى روائحا

لراحة صب للصبو مكابد

أَماوَالَّذي حج الملبون بَيتَه

يؤمونه بالهدى ذات القَلائد

ومن طافَ بالبَيت المعظم ناسِكا

وَشاهد من أَنوار تلك المشاهد

لئن ندرت لي عطفة بوصا لكم

عَلى بعد دارينا وَقرب الحواسِد

لاستغرقن العمر شكرا عَلى الَّذي

مَنَنتُم بِهِ مستعز ما غير جاحد

فَما صدني من بعدكم بعد منزلي

وَلا خوف قطع من ظَلام الشَدائد

وَبين قبا وَالشام شمس جَلالة

جلا الكَون سامى نورها المُتَصاعِد

نبيّ نضاه اللَه سيفا لدينه

وَمكنه من كل عاد معاند

وَناداه باسمي أَحمَد وَمُحَمَّد

عَلى أَنه مستجمع للمحامد

فَها هو خير الخلق من خير أُمة

يدل عَلى نهج لا رَشاد قاصِد

وَنحن به نَعلو عَلى الامم الَّتي

مضت وَكتاب اللَه أَعدل شاهِد

أَتانا بنور الحق وَالشرك عامر

فأصبح رسم الشرك واهى القَواعِد

وَمد عَلَينا منه ظل هداية

وَأَمطَرنا من بره كل جائد

ألا يا نَسيماهب من قبر طيبة

بثثت رياح المسك بين التَلائد

أَعدلي الى تلك الرياض هدية

لا كرم ساع في الانام وَقاعد

سلاما كعد الرمل وَالقطر وَالحصى

وَنبت الاراضيوَالنجوم الشواهد

جَديدا عَلى مر الجديدين جاريا

الى أَبدالا باد لَيسَ بنافد

عَلى خير خلق اللَه حيا وَمَيتا

وأشرف مَولود لا شرف والد

حَبيب زرعت الحب في كبدي له

وَلست لزرع الحب أَوّل حاسِد

وَقدمت مدح الهاشمي تجارة

الى موسم الارباح كنز الفَوائد

اليك شَفيع المذنبين انتهت بنا

طَلائِع فكر تَبتَغي حق وافد

كان فتيت المسك مسود خطها

وألفاظها تزرى بدر الفَرائد

هنيأ لها ان أَدركت مطلب الغنى

لديك وأَضحى سوقها غير كاسد

أَتَتكَ من النيابَتين مجيدة

بمدحك تَرجو منك مهر القَصائِد

لقائلها عَبد الرَحيم بن أَحمد

وَصاحبه عانى الذنوب ابن راشد

فَما زالَ في أَرضي المَغارِب حامِلا

لثقل ذنوب كالجبال الرواكِد

فَقيراً حَقيرا مستقرا بذنبه

يُبارِز بالعصيان أَعدل ناقد

وَذَنبي يا مَولاي أَضعاف ذنبه

وَبحرك للراجين عذب المَوارِد

وَجودك مَوجود وَفضلك فائض

وَمَهما سئلت الشيء جدت بزائد

فَلا تخلنا يا سيد المرسلين من

عَواطف بر أَو جَميل عَوائد

وَقل أَنتُما في ذِمَتي من جهنم

وَمن محن الدنيا وَمكر الحَواسِد

وَمن سَكَرات المَوت وَالقَبر وحده

وَعن كل هول واقف بالمراصد

وَبر وأَكرم من يَلينا رحامة

وَصحبة دين واتفاق عقائد

فَلَيسَ لنا ركن يَقينا مِن الَّذي

نحاذر لَولاك سهل المَقاصِد

وَلا عمل نَرجو النَجاة به سِوى

شفاعتك العظمى لساه وَعامد

وَصلى عليك اللَه ما لاحَ بارق

تجاوبه في الجوحنة راعد

وَما ارفض من واهى العراكل مسجم

وَقوّم من نبت الثرى كل ساجد

وَما غردت وَرقاء في عذباتها

سحيرا عَلى غصن من الايك مائد

صَلاة تبارى الريح مسكا وَعَنبرا

وَتَعلو بسامى النور فَوقَ الفراقد

وَتَستَغرِق الاعصار وَالحقب عمرها

بغير اِنتهاء خالد في الخَوالد

تخصك يا فرد الوجود وَتنثني

عموما عَلى الصحب الكِرام الموالد

عَتيق وَفاروق وَعثمان وَالفَتى

عَليّ وأتباع وآل أَماجد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن البرعي

avatar

البرعي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-burai@

93

قصيدة

4

الاقتباسات

143

متابعين

عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني. شاعر متصوف، من سكان (النيابتين) في اليمن. أفتى ودرس. له (ديوان شعر - ط) أكثره في المدائح النبوية. نسبته إلى برع (كعمر) جبل ...

المزيد عن البرعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة