عدد الابيات : 52

طباعة

قَد ظلَّ يَجرحُ صَدري

مَن لَيسَ يَعدوهُ فِكري

ظَبيٌ بِصفحةِ بَدرٍ

يَزهو بِه سَطرُ شَعرِ

كَم ملتُ فيهِ لِوَصلٍ

وَكم يَميلُ لِهَجرِ

يُغري هُمومي بِقَلبي

فَكَم يَجورُ وَيُغري

حَسِبتُ نومِيَ فيهِ

من قُلِّهِ بَعضَ صَبر

أَرعيتُ زُهر نجومٍ

رَحمنَ سَقمي وَضُرّي

من بَعدِ تجريبِ كهلٍ

لَبستُ حلَّةَ غِرِّ

نَفسي فِدت نظمَ شِعرٍ

مُحَجَّلٍ نظمَ دُرٌ

لَو مُلِّكَتهُ ظَلومٌ

حَلتهُ في عِقدِ نَحر

شَبيبَتي لِمَ تَقضي

في شَرِّ دهرٍ وَعَصر

دَهرِ غُرورٍ وَلَهوٍ

وَجَورِ خَورٍ وَغَرِّ

لَمَمتُ عَقدَ مَديحٍ

يُزَفُّ في عِقدِ شِعر

مَديحٌ يُلِمُّ بِشَمسٍ

مَدحٌ يُلِمُّ بِبَدر

مَحمَّدٌ بَحرُ فَخرٍ

وَحيدرٌ كنزُ ذُخر

وَنسلُهُم خيرُ فرعٍ

يَزهو بِهِ خيرُ نَجرِ

هُمُ بَصيرَةُ نَفسي

وَهُم ذَخيرَةُ دَهري

وَهُم حَديقَةُ رُشدي

وَهُم طَريقَةُ بَرّي

هُمُ ليوثٌ غَيوثٌ

مِن دونِ حبطٍ وَضَرِّ

بُحورُ عِلمٍ وَحِلمٍ

لُيوثُ بيضٍ وَسُمرِ

نَفسي تَقي من عليٍّ

هَزَبرَ طَعنٍ وَهبرِ

وَفَردَ سلمٍ وَحربٍ

وَنجمَ بدوٍ وَحَضرِ

لَو كُنتَ تُصغي لِقَولي

دَوَّنتُ غزوَةَ بَدر

نَعَم وَخَبَّرتُ عَمَّن

يَسري وَيَبري وَيفري

وَخيبرٌ لَو خَبَرتُم

عَنهُ كَمَكنونِ خبري

لكُنتُمُ في يَقينٍ

لَم تُخفِهِ يَدُ ستر

وَلي بِذِكرِ حُنَينٍ

تَفَرُّحٌ لَيسَ يُكري

وَعِندَ قَتلةِ عمروٍ

وَمعجزٌ قَتلُ عمرو

وَمرحبٌ نَسلُ كفرٍ

وَنَسلُ شِركٍ وَنُكرِ

كَم فيهِ مَتلوُّ نصٍّ

يَجلوهُ مُصحَفُ ذكر

لَهُ مزيَّةُ طيرٍ

تَطيرُ من خَيرِ وَكرِ

قَد زَفَّهُ جِبرئيلٌ

وَلم يَكُن غَيرَ جَهرِ

غَديرَ خُمٍّ تَكَلَّم

لِمَشهَدٍ جِدِّ حُرِّ

تَقذِف بِعُصبَةِ نَصبٍ

في قعرِ جَهلٍ وَمَكرِ

وَكَيفَ قَد جَحَدوهُ

مَع كلِّ فَضلٍ وَفَخر

علمٍ وَحِلمٍ وَنسكٍ

وَبَذلِ عُمرٍ وَصَبر

وَسَيفُهُ خَيرُ سَيف

طُهرٌ يَقومُ بِطُهر

يَسقيهُمُ كُلَّ وَقت

من عِلمِهِ غَيرَ نَزر

يَدٌ تَفيضُ وَتَنمي

فَلَم تَكدَّر بِجَزر

فَلِم جَزوهُ بختلٍ

وَلِم لَقوهُ بِغَدرِ

وَيَمَّموهُ بِجَيشٍ

يَجيشُ مِن فِعلِ عَمرو

وَهَل سَمِعتُم بِخُبرٍ

في جُند رَبَّةِ خِدر

وَدَع عُتَيرَةَ هِندٍ

في قُعرِ مَكرٍ وَدَحر

لَو لَم تَقرَّب وَتَمهَد

لَه بكفٍّ بِصُغرِ

لكِنَّهُم لَقَّنوهُ

بِفِعلَةٍ كلَّ غَدرِ

صَدري يَفورُ عَلَيهِم

كَمِرجَلٍ فَوقَ جَمر

حَسبي نبيّ لُوَيٍّ

حَسبي غَضَنفَرُ فِهر

مَدحي لَهُم زَورُ سِحرٍ

يَحُلُّ سَحري وَنَحري

كوفيُّ خُذهُ فَطبعي

قَد زَفَّ دُرَّةَ بحرِ

بِدفعَةٍ لَم تُيَسَّر

لِغَيرِ طَبعي وَفِكري

تَمَّت عَلى حَذف حرف

يَدورُ في كُلِّ ذِكر

وَمُعجِزي مُستَمِرٌّ

في سَدِّ نظمي وَنَثري

فَلَن يَحلَّ لِحُرٍّ

تَشبيهُ شِعرٍ بِشِعر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الصاحب بن عباد

avatar

الصاحب بن عباد حساب موثق

العصر العباسي

poet-Sahib-ibn-Abbad@

322

قصيدة

1

الاقتباسات

189

متابعين

إسماعيل بن عباد بن العباس، أبو القاسم الطالقاني. وزير غلب عليه الأدب، فكان من نوادر الدهر علماً وفضلاً وتدبيراً وجودة رأي. استوزره مؤيد الدولة ابن بويه الديلمي ثم أخوه فخر ...

المزيد عن الصاحب بن عباد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة