متى متى ياسا كنين سمعون

متى متى إلى الوطن تعودون

يا سادة حلوا بقرب دمون

كم وسط زنبل من أمام مدفون

صافي مصفى بالغرام مشحون

لفقده أهل المعرفة يحنون

آل الغبي المتقون الأخيار

أهل المعارف والصفا والأسرار

أهل المحبة والهدى والأنوار

كم سر فيهم مكتتم ومصيون

بيت الندى والعلم والعباده

بيت الشرف والفضل والسياده

بيت الرضا والأنس والزهاده

من حبهم سعدو ومن يحبون

تراهم في الليل في المساجد

ما بين قائم خاشع وساجد

وذاكر مراقب مشاهد

إذ أفنوا في ذكرهم يذوبون

وكم لهم أحوال أي أحوال

تصان عن أهل الهوى والأنذال

ما شانها المخرج ولا التبذال

لم يدرها مثلي غبي مغبون

ولم أطق وصف الذي عرفته

من شانهم أيضا وما خبرته

وما تحققته وما سبرته

من المكارم ذي لها يعانون

وكم ببكدر والغريط سادات

أهل الورع والفقه والعبادات

وكم أتت في فضلهم مقالات

وصدق فيهم كلما يقولون

والأنبيا والأوليا أهل الإحسان

يكون كانيهم باين ما كان

فرض علينا حبهم للإيمان

أوثق عراه عندما يعدون

إني أحب الصالحين الأخيار

عسى يقع لي وسط دورهم دار

أكون معهم وأكن لهم جار

تفوز معهم عند ما يفوزون

عسى من أخلاق الكرام أخلاق

نذوقها مثل الذي لها ذاق

ونرتوي من الذي لهم راق

نحوز في العقبى الذي يحوزون

عسى من فضل واسع الجود

أحظى بمطلوبي بغير مجهود

وأحتوى من قرب رب معبود

يفوق ما هذا العرب يظنون

إني طلبت الله ما طلبتك

يالائمي كلا ولا قصدتك

بالشح والبخل لقد عرفتك

فلست أسمع للذي يلومون

إني وإن كنت كثير الأوزار

أرجو كريم الوجه خير غفار

يغفر ذنوبي جهرها والأسرار

يفك من هو بالذنوب مرهون

فهل ترى تسعدني الليالي

ويأذن الرحمن باتصالي

وارتقى كل مقام عالي

بمحض فضل الله باري الكون

يا رب ياتواب تب علينا

ولا تؤاخذنا بما جنينا

مما كتمناه وما أبدينا

يارب إني قلت قول ذي النون

واختم لنا عند الممات بالخير

وكن لنا حال المقام والسير

ولا تكلنا للنفوس والغير

ولا نرى باسا ولا نرى هون

والفاصلاة الله مع سلام

على النبي المصطفى التهامي

وآله وصحبه الكرام

وكل من دان بما يدينون