تعالي يابنةَ الأحلام
يا مجهولة الذات
تعالى يا ضياءً لم
ينور أفق ليلاتي
تعالى يا رحيقاً لم يزَل
يروى خيالاتي
تعالى نجمع الماضي
الذي راح إلى الآتي
تعالى يا غراماً تاه في
دنيا الصبابات
تعالى فالدم الفوار
يغلى في شراييني
تعالى فالهوى الثر
ثار ما زال يناديني
جموحاً ثائر النزوة
مشبوب الأرانين
وهاتيك أغاريدي
أغنّيها فتبكيني
وأحلامَ الصبا
المحروم أطويها وتطويني
تعالى من وراء الغيب
كالتهويمة النشوى
كوحيٍ دافق الأنوار
كالإلهام كالنجوى
كسرٍّ في سماء الله
لا ندري له فحوى
تعالى لم يعد في
الكأس نسيان ولا سلوى
تعالى لم يعد في الكأ
س إلا المر والشكوى
تعالى كالربيع الطلق
ضحيان الأسارير
نديَّ العطر منضور الربا
نشوان بالنور
تعالى فهنا الكرمة
ظمياءُ الأزاهير
وهذا الحارس اليقظان
موهوب المزامير
وفي أنغامه تخفق أشباح الأساطير
تعالى فهنا الحارس
قد هامت به الكرمه
سقاها الحب من كفيه
ناي ساحر النغمه
سقاها الحب فانداحت
أغانيها مع النسمه
تحيّي موكب العشاق منسابين في الظلمه
وفي كل يد خصرٌ
وفي كل فمٍ بسمه
تعالى طهّري بالحب
آثامي وأوزاري
تعالى فأنا وحدي غريب
القلب والدار
طريدٌ مثل أيامي
شريد مثل أفكاري
تعالى واسبكي سرك
في أعماق أسراري
فقد تبعث أنفاسك
ما يطويه قيثاري
تعالى نخلق الحب فقد
يخلقنا الحب
لنروى ظمأ الدنيا
بما يوحي به القلب
فقد يخنقنا الترب
ولم نعشق ولم نصب
وننسى أننا كنا
وفي أيامنا جدب
تركناه بلا ري
وفينا المنهل العذب
تعالى فالرّدى الجبّار
لا يحنو ولا يرحم
وهذا سيفه المخضوب
لا يبلى ولا يثلم
يريني ومضه مالا
يريني ظله الأقتم
تعالى فالغد المرهوب
غيمان السنا مبهم
ويا ضيعةَ دنيانا
إذا ولى ولم نعلم
صالح بن علي الشرنوبي المصري. شاعر حسن التصوير، مرهف الحس. من أهل "بلطيم" بمصر. ولد ونشأ بها. ودخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية ...