الديوان » العصر العباسي » مهيار الديلمي » ما أنتِ بعد البين من أوطاني

عدد الابيات : 44

طباعة

ما أنتِ بعد البين من أوطاني

دارَ الهوى والدارُ بالجيرانِ

كنتِ المنى من قبل طارقةِ النوى

والشملُ شملي والزمانُ زماني

ولئن خلوتِ فليس أوّل حادثٍ

خلَت الكناسُ له من الغزلانِ

طرَبُ الحمامِ بطبعهنّ وإنما اس

تَملَين فيكِ النوحَ من أحزاني

أمخيّمون على اللوى من عالج

أم لاحقون الماء في ماوانِ

دعهم وقلبي ما وفَوا بضمانه

ودع البكاء لهم يفي بضمانِ

رحلوا بأحلامي فقلتُ لمقلتي

إن النهى حجرٌ على الأجفانِ

بيضاءُ في الغادين يومي أسودٌ

من بعدها وبكايَ أحمرُ قاني

عطف الفؤادَ على الحدائق أنها

خلعتْ تعطُّفَها على الأغصانِ

يا شمسُ طال الليل بعدَ فراقها

طالَ الصباحُ وأنتِ في الأظعانِ

إن النميرَ لِواردي فتعلّما

يا صاحبيَّ من الذي ترِدانِ

يتعاورُ الحسَّادُ أخذِي طائعا

بيدٍ لحقِّ الله من شيطاني

هي فِطرةٌ ما زلتُ من ثقتي بها

قِدْما أشُمُّ العزَّ من أرداني

وقناعةٌ بالعفو تؤذن أنها

للفضل إن الحرص للنقصانِ

ما ضرَّ من أفقرتُ فيه خواطري

وهو الغنيّ لوَ انه أغناني

ليت البخيلَ القابلِي والباخسي

حقيِّ كما هو مانعي ياباني

ما سرَّني منه وفي أفعالِهِ

سخطُ المكارم أنه يرضاني

لا شيءَ في ميزان شعري عنده

وأخفّ شيء في الجَدا ميزاني

في الناسِ من يَرضَى بجُبن يمينه

إن عُدّ يومَ الرَّوْع غيرَ جبانِ

ولقد تكون يدُ الكميِّ قصيرةً

بالبخل وهي مع السماح يدانِ

كثرُ الحديثث عن الكرام وكلُّ من

جرّبتُ ألفاظٌ بغير معاني

إلا بسعدٍ من تنبّه للعلا

هيهات نُوَّمُهمُ من اليقظانِ

مهلا بني الحسد الدخيلِ فإنها

لا تُدْرَك العلياءُ بالأضغانِ

سعدُ بن أحمدَ أبيضٌ من أبيضٍ

في المجد فانتسِبوا بني الألوانِ

بين الجبال الصُّمّ بحرٌ ثامنٌ

يحوي جلامدَها وبدرٌ ثاني

من معشرٍ سبقوا إلى حاجاتهم

شوطَ الرياح وقد جرتْ لرِهانِ

قوم إذا وزَروا الملوكَ برأيهم

أمرتْ عمائمُهم على التيجانِ

ضربوا بمدرَجة السبيلِ قِبابَهم

يتقارعون بها على الضِّيفانِ

ويكاد مُوقدهم يجود بنفسه

حبَّ القِرى حطباً على النيرانِ

أبناء ضبَّةَ واسعون وفي الوغى

يتضايقون تضايق الأسنانِ

يا راكبا زُهرُ الكواكب قصدُه

قرِّب لعلّك عندها تلقاني

قف نادِ يا سعدَ الملوك رسالةً

من عبدك القاصي بحبٍّ داني

غالطتُ شوقي فيك قبلَ لقائنا

والقربُ ظنٌّ والمزارُ أماني

حتى إذا ما الوصل أطفأ غُلَّتي

بك كان أعطشَ لي من الهجرانِ

ولربَّ وجدِ تواصُفٍ ناهضتُه

وضعُفتُ لما صار وجدَ عِيانِ

ولقد عكستَ عليّ ذاك لأنني

كنتُ الحبيبَ إليك قبلَ تراني

ومن العجائب والزمانُ ملوَّنٌ

أن الدنُوَّ هو الذي أقصاني

خُبِّرتُكم تتناقلون محاسني

قبلَ اللقاء تناقل الرَّيحانِ

حتى اغتررتُ فزرتُكم وكأنني

كَلٌّ طَرقتُ بمنكِبَيْ ثهلانِ

وعرائسٍ لك عذرُها مهجورة

من عاتقٍ أهديتُها وعَوانِ

ما أُنشِدتْ كانت أشدَّ تعلُّقا

أبدا من الأقراط بالآذانِ

لو أُنِصفتْ لازداد ضِعفا حسنُها

ما أجلبَ الإحسانَ للإحسانِ

فتَلافَيَنْ فرطَ الجفاء فبعد ما

بُلَّتْ رُبايَ إذ السحابُ جفاني

جُدْ غائبا لي مثل جودك حاضرا

إني أراك على البعاد تراني

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مهيار الديلمي

avatar

مهيار الديلمي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mihyar-al-daylami@

388

قصيدة

2

الاقتباسات

133

متابعين

مهيار بن مرزويه؛ أبو الحسن (أو أبو الحسين) الديلمي". شاعر كبير؛ في معانيه ابتكار. وفي أسلوبه قوة. قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم. وقال الزبيدي: شاعر ...

المزيد عن مهيار الديلمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة