الديوان » العصر العباسي » مهيار الديلمي » بكى النار سترا على الموقد

عدد الابيات : 49

طباعة

بكى النارَ سَتْراً على المَوْقِدِ

وغار يغالطُ في المُنجِدِ

أحبَّ وصان فَورَّى هوىً

أضلَّ وخاف فلم يَنشُد

بعيد الإصاخة عن عاذلٍ

غنيُّ التفرّدِ عن مُسعدِ

حمولٌ على القلب وهو الضعيفُ

صبورٌ عن الماء وهو الصَّدِي

وقورٌ وما الخُرقُ من حازمٍ

متى ما يَرُحْ شيبُه يغتدي

ويا قلبُ إن قادك الغانياتُ

فكم رسَنٍ فيك لم ينقدِ

أفقْ فكأني بها قد أُمِرَّ

بأفواهها العذْبُ من مَوْردي

وسُوِّدَ ما ابيضَّ من ودّها

بما بيّض الدهرُ من أَسودي

وما الشيبُ أولُ غدرِ الزمان

بَلَى من عوائده العوَّدِ

لَحَا اللّهُ حظِّيَ كم لا يجودُ

بما أَستحقّ وكم أَجتدى

وكم أتعلَّلُ عيشَ السقيم

أذمِّمُ يومي وأرجُو غدي

لئن نام دهرِيَ دون المُنَى

وأصبح عن نَيلها مُقعِدي

ولم أك أحمَدُ أفعالَه

فلي أُسوةٌ ببني أحمدِ

بخير الورى وبني خيرِهم

إذا وَلَدُ الخيرِ لم يُولَدِ

وأكرمِ حيٍّ على الأرض قام

ومَيْتٍ توسّد في مَلحَدِ

وبيتٍ تَقاصَرُ عنه البيوتُ

وطال عَليّاً على الفرقَدِ

تحومُ الملائكُ من حولِهِ

ويُصبحُ للوَحْيِ دارَ النَّدِي

ألا سَلْ قريشاً ولُمْ منهُمُ

من استوجبَ اللومَ أو فنِّدِ

وقل ما لكم بعد طول الضلا

ل لم تشكروا نعمة المرشدِ

أتاكم على فَترةٍ فاستقام

بكم جائرين عن المَقصدِ

وولَّى حميداً إلى ربّه

ومَن سَنَّ ما سنَّهُ يُحمَدِ

وقد جعلَ الأمرَ من بعده

لحيدَرَ بالخبر المُسنَدِ

وسمَّاه مولىً بإقرارِ مَنْ

لو اتَّبعَ الحقَّ لم يَجْحَدِ

فملتم بها حسدَ الفضل عنه

ومن يكُ خيرَ الورى يُحسَدِ

وقلتم بذاك قضى الاجتماعُ

ألا إنما الحقُّ للمفرَدِ

يعزُّ على هاشمٍ والنبيِّ

تلاعُبُ تَيْمٍ بها أو عَدِي

وإرثُ عليٍّ لأولاده

إذا آيةُ الإرثِ لم تُفسَد

فمن قاعدٍ منهُمُ خائف

ومِن ثائرٍ قامَ لم يُسعَدِ

تَسلَّطُ بغياً أكفُّ النفا

ق منهم على سيِّدٍ سيِّدِ

وما صُرِفوا عن مقام الصلاةِ

ولا عُنِّفوا في بُنَى المسجِدِ

أبوهم وأمهُمُ مَن علم

تَ فانقُصْ مَفاخِرَهم أو زِدِ

أرى الدِّينَ من بعدِ يومِ الحسين

عليلاً له الموتُ بالمَرصدِ

وما الشِّرك للّه من قبله

إذا أنت قستَ بمستبعَدِ

وما آل حربٍ جَنَوا إنما

أعادوا الضلال على من بُدِي

سيعلم مَن فاطمٌ خصمُهُ

بأيّ نكالٍ غداً يرتدي

ومَنْ ساءَ أحمدَ يا سِبطَهُ

فباءَ بقتلك ماذا يدي

فداؤك نفسي ومَنْ لي بذا

ك لو أن مولىً بعبدٍ فُدِي

ولَيتَ دمي ما سَقَى الأرضَ منك

يقوتُ الرَّدَى وأكون الرَّدِي

وليتَ سَبقتُ فكنتُ الشهيدَ

أمامَك يا صاحبَ المَشهَدِ

عسى الدهرُ يَشفِي غداً من عدا

ك قلبَ مَغيظٍ بهم مُكمَدِ

عسى سطوةُ الحقّ تعلو المُحالَ

عسى يُغلَبُ النقصُ بالسؤدُدِ

وقد فعَلَ اللّهُ لكنني

أرى كبِدي بعدُ لم تبرُدِ

بسمعي لقائمكم دعوةٌ

يُلبِّي لها كلُّ مستنجَدِ

أنا العبدُ وَالاَكُمُ عَقدُهُ

إذا القولُ بالقلبِ لم يُعقَدِ

وفيكم ودادي ودِيني معاً

وإن كان في فارسٍ مولدي

خَصَمْتُ ضلالي بكم فاهتديتُ

ولولاكُمُ لم أكن أهتدي

وجردتموني وقد كنتُ في

يد الشِّرك كالصارم المغمَدِ

ولا زال شعرِيَ من نائحٍ

يُنَقَّل فيكم إلى مُنشِدِ

وما فاتني نصرُكم باللسان

إذا فاتني نصرُكم باليدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مهيار الديلمي

avatar

مهيار الديلمي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mihyar-al-daylami@

388

قصيدة

2

الاقتباسات

133

متابعين

مهيار بن مرزويه؛ أبو الحسن (أو أبو الحسين) الديلمي". شاعر كبير؛ في معانيه ابتكار. وفي أسلوبه قوة. قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم. وقال الزبيدي: شاعر ...

المزيد عن مهيار الديلمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة