الديوان » العصر العباسي » صردر » كل يوم خل يرحل عنا

عدد الابيات : 63

طباعة

كلّ يومٍ خِلٌّ يُرحَّلُ عنّا

وديارٌ معطَّلاتٌ وَمغْنَى

وحبيبٌ فريسةٌ للمنايا

تجتويهِ كأنه ليس منّا

أعْلَمتْنَا مَصيرنَا حادثاتٌ

لو علمنا يوما بما قد علِمنا

هذه الأرضُ أمنُّا وأبونا

حملَتْنا بالكُرهِ ظَهرا وبطنا

إنما المرءُ فوقها هو لفظٌ

فإذا صار تحتها فهْو مَعنى

لو رجَعنا إلأى اليقين علِمنا

أنّنا في الدُّنا نُشيِّدُ سجنا

إنما العيشُ منزلٌ فيه بابَا

ن دخَلنا من ذا ومن ذا خرَجنا

مثلَما تسرَحُ السَّوامُ إلى المر

عَى وتُثْنَى عنه غَدونا ورُحنا

وضروبُ الأطيار لو طِرن ماطِر

نَ فلا بدَّ أن يراجِعنَ وَكْنا

يحسَبُ الهِمُّ عمرَه كلَّ حولٍ

فإذا استكثر الحسابَ تمنَّى

كلُّ شيء يُحصيه عدٌّ ولو كا

ن كئيبا من رملِ يبرينَ يفنى

والليالي لنا مطايا إذا خبَّ

ت بنا نحو غايةٍ بلَّغتنا

مبتدانا ومنتهانا سَواءٌ

فلماذا من الأخير عجِبنا

فوُجِدنا من بعد ما قد عُدمِنا

وعُدمنا من بعدِ ما قد وُجدنا

والأريبُ اللبيبُ من وعظْته

ألسنٌ في مواضع الموتِ لُكنا

قد رأينا وقد سمعنا لو أنّ النَّ

فسَ ترضَى عينا وتأمن أُذنا

وكأنّا لغير ذاك خُلقنا

أو سوانا بغير ذاك يُعنَى

كلَّما حُقّق الشفاهُ لفنٍّ

من سَقام الأيام أحدثنَ فَنّا

ليس ندرِى متى نُقاد لعَقرٍ

فبما تَعرِفُ الحُشاشاتُ أَمْنا

كلنُّا نجعلُ الظنونَ يقينا

ويقينُ الأمور يُجعَلُ ظنَّا

خُدَعاتٌ من الزمان إذا أب

كين عينا منهنّ أضحكن سنَّا

كلُّ يومٍ تأتي به يومُ نحرٍ

ومِنىً حيثُ شاء سهلا وحَزنا

ليس يُغنى عن النفوس فداءٌ

فضَياعٌ نَعُقُّ عنهنّ بُدْنا

والمليكُ الهمامُ بالحجفلِ المَجْ

ر لسمعِ الردَى يُقعِقع شَنَّا

لو درتْ هذه الحمائمُ ما ند

رى لما رجَّعتْ على الغصن لَحنا

طابِع الأسهم الصوائبِ لم يخ

لُقْ لأهدافهنّ عَمدا مِجَنَّا

نتوارى بالسابرىِّ وننسَى

من وراء الضلوعِ ضربا وطعنا

غَشِىَ الدهرُ أهلَه بجنودٍ

أسَرتْهُ وليس يعرِفُ مَنَّا

بين بلُقٍ منه يُغِير بها الصب

حُ وأخرَى دُهْمٍ توافيك وَهْنا

هو إما روحُ الحياة وإلا

فحياةٌ تظلُّ فيها مُعنَّى

وكأنّ المنونَ حادى ركاب

ردّ ظُعنْا عنه وقدَّم ظُعْنا

مَوردٌ غصَّ بالزحامِ فلولا

سبقُ من جاء قبلَنا لورَدنا

وأرَى الدهرَ مُفردا وهو في حا

لٍ يشُنّ الغاراتِ هَنَّا وهَنَّا

كصَفاةِ المسيلِ لا ترهَبُ اللي

ثَّ ولا ترحم الغزالَ الأغنَّا

ما عليهِ لو أنه كان أبقَى

من أبى نصرٍ المهذبِ رُكنا

والدا للصغير بَرًّا وللتِّر

بِ أخاً مشفقا وللأكبر ابنا

غُصُنٌ إن ذوَى فقد كان منه

ثمراتُ الخلائق الغُرِّتجُنَى

إن أَملناهُ بالمقالِ تلَوّى

أو هززناه للفَعال تثنَّى

من ذيولِ السحاب أطهرُ ذيلا

وقميِص النسيم أطيبُ رُدْنا

ما مشتْ في فؤاده قَدَم الغ

شِّ ولا أسكن الجوانح ضِغْنا

إن يكنْ للحياءِ ماءٌ فما كا

ن له غيرُ ذلك الوجه مُزْنا

لهفَ نفسي على حسام صقيلٍ

كيف أضحت له الجنادلُ جَفنا

وعتيقٍ أثار بالسَّبقِ نقعا

فغدا فوقه يُهال ويُبنَى

ونفيسٍ من الذخائر لم يؤ

مَن عليه فاستُودِع الأرضَ خَزْنا

أودعوا منه في الضرائح كافو

را ومِسكا ومندَليَّا ولبْنَا

أغمضِ العينَ بعده فغريبٌ

أن ترى مثلَه وأين وأنَّى

أيّ نور أَطفأتَ يا مُهَريقَ ال

ماء فوق الجسم الكلَّل حُسنا

ختمَ الضُّمَّر العِتاقَ وخلَّى

في الأَوراىِّ مُقرَفات وهُجْنا

عرفوا قدرَه كما تُعرفُ الش

مسُ ومقدارُها إذا الليلُ جَنَّا

ما رأينا طودَ الخلافةِ إلاّ

ووجدناه عادماً منه رَعْنا

فالقصورُ المشيَّداتُ تُعزَّى

والقبورُ المبَعثَراتُ تُهنَّا

ما عجِبنا كيفَ اشترته الليالي

بل عجِبنا كيف اختُدِعنا فبِعنا

ليتَه حين كان دَينا مع الفق

ر إليه بقبضه أجَّلَتنا

واستبدَّتْ بمن أرادت فداءً

واعتزاما وإن أحبَّت فرَهْنا

لو علِمنا أنَّ التفجُّعَ يُدني

ك بكينا دون النساءِ ونُحْنا

واختضبنا دمَ المحاجرِ صِرفاً

إن أماطَتْ بنانُهن اليَرَنَّا

ونزحنا الدموع سَحاًّ وبلاً

وأقمنا الضلوعَ وجدا وحُزنا

غَير أن الدارَ التي أنت فيها

منزلٌ من به أناخ أَبَنَّا

لا خَطَا تُربَك السحابُ المصرَّى

أو تؤدَّى فروضُه وتُسَنَّا

كلَّما أوسعتْ خُطاه النُّعامىَ

أثقلته أوساقُه فأُعنَّا

حسِبَ القَطرُ رعدَه نقرَ دُفٍّ

فتعاطَى على البسيطةِ زَفْنا

وقليلُ الجدوَى مقالىَ يا أط

لالُ حتى سُقيتِ رَبعاً ومَغنىَ

وعزيزٌ علىَّ أن صِرتَ في نظ

م القوافى تُسْمَى لنَدْبٍ وتُكنَى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صردر

avatar

صردر حساب موثق

العصر العباسي

poet-Sardar@

130

قصيدة

1

الاقتباسات

122

متابعين

علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي، أبو منصور. شاعر مجيد، من الكتاب. كان يقال لأبيه (صرّ بَعْر) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت (صر ...

المزيد عن صردر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة