الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » كما كان إسماعيل يحيى به يحيا

عدد الابيات : 36

طباعة

كما كان إسماعيل يحيى به يحيا

تراه بيحيي اليوم في قبره يحيا

وان لمحيي المجد للأب ميتاً

مزيد على المحيي لمجد ابنه حيّا

إذا احيت الأبناء ذكر أبيهم

فأنت الذي أحيا له المجد والعليا

وجدد من احسابه الجم ما يلي

كتجديده إياه وهو على الدنيا

فما هو في الموتى ومن حسناته

خراج له يحيى كما كان في الأحيا

كذا فليكن في السعي للوالد ابنه

وهيهاتَ ما كل امرئ يحسن السعيا

لقد جاد لي يحيى بما صرتُ لا أرى

سوى جوده شيئاً يعد من الأشيا

وأعطى إلى إن كدت أعيا لأخذها

يجودُ به لي وهو يعطي ولا يعيا

فما أبصرت عيني كيحي وإنني

لأنشر في أهل أكنها هذه الفتيا

وكانَ ابوهُ في السخا ما علمتهم

إذا ما الحيا جاراه في جوده استحيا

على أنه في بحرِ جودك قطرةٌ

ولم الهُ عن ذكرى لإِحسانه نسيا

والله ما انسى امرءاً في حياته

كفاني ولما مات خلف لي يحيى

لقد ظهرت في الظاهر الملك في الورى

محاسن تشوي قلب حاسده شيا

كبت الأعادي بالذي أنت صانع

وزدتهم غيظا فما تواوهم أحيا

لكل الورى فقرٌ إليك وحاجةٌ

وكلهم غرسٌ وأنت له السُّقيا

وسعدّكَ جند قد كفى جندك العدى

وعنهم تولى الطعن والضرب والرميا

وأنت لكل الجند عزٌ ومنعةٌ

فويل لمن عن بابك استوجبوا النفيا

ستلقى عليهم كل يوم مصيبة

وتسمع عنهم كل يوم دنانعيا

يموتون إن كفوا الاكفّ مجاعةً

وإلا أتتهم كل داهيةٍ دهيا

تحطمهم أعرابها بسيوفهم

إذا اخذوا شيئاً على أحد بغيا

ولا سيما من بعد علم بطردهم

فما يجدوا كناً يظل ولافيّا

وما ثم إلا من يشق نحورهم

بأيديكم فيهم ويلويهم لَيّا

رعايك تحمى بالظباء نفوسهم

وتفنيهم إن لم ترد لهم نفيا

وسعدُك قد أبقى الظبا في غمودها

فما كل عما قام فيه ولا أعيا

وهيبتكَ العظمى وعفوكَ لم يدعْ

لبيضك شبعاً في الأعادي ولا ريّا

إذا أرشد الأعداء نادت بغمدها

إلهي بدّلهم برشدهم غيّا

وهيبتكم تنهى العدوُّ وعفوكم

إذا ما انتهوا بالصفح وبالرعيا

فينفذُ منها الأمر والنهي في العدا

وبيضك تشكو ذلك الأمر والنهيا

وحكم المواضي جائر لو أطعته

لأجرتْ شعوباً من دمائهم جريا

وإن امرءاً عاداك لاقى بنفسه

مهالك لا منها خلاص ولا قضيا

فاهلاً به من مقدم كل منزلٍ

به منه عرس بشره ملأ الدنيا

قدمت فالفى المرءُ ما تحت حفظه

من الدهش الملجى فيكم ضيّعوا أشيا

فدعهم يهيموا ليس هذا بمنكرٍ

ولو أبصروا يحيى بنومهم رؤيا

ألست تراهم خاشعين بأعينٍ

وقفنَ فلا رجعٌ لطرف ولا ثنيا

ولو ضرب الإِنسان بالسيف ما درى

لما هو يلقي من سرور بذي اللقيا

فلا زلت محبوباً إلى الله والورى

فحبُّ من حب خالقهم وحيا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة