الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » رمتني بسهم خلتني منه ناجيا

عدد الابيات : 40

طباعة

رمتني بسهم خلتني منه ناجياً

لأَنَّي لم أبصر دماً منه جاريا

ولم أدر أَن اللحظ تفري سهامه

وجلدة من تفريه ملساً كما هيا

عجبت له يفري الحشا دون جلدتي

فكيف تخطاها وأصمى فؤاديا

سهام وبيض مرهفات بلحظِها

وما استعملته منهما كان ماضيا

بنفسي من أمست ترى البدر في السما

بطلعتها بدراً على الأرض ثانيا

ومن لمحياها على بعد عهدها

خيال أراه بين عينيّ دانيا

إذا لاح برق خلتها قد تبسمت

وخلت الحيا دمعي على الخَد هاميا

وإن حدثتني خلت أَن لسانها

يساقط دراً ينتقي ولأليا

لها منزلٌ في القلب ما عنه قد خلت

وإن كان منها داري اليوم خاليا

فياليت شعري هل لذا البعد آخر

وهل بعده يرجو المشوق التلاقيا

فوالله ما فارقتها عن ملالةٍ

وهل ليميني أن تَملَّ شِماليا

ولكن جرى حكم القضاء بما جرى

ففتّت أكباداً وأجرى مآقيا

قضيبٌ على حقف من الرمل مثمرٌ

صباحاً عليه الشَعر كالليل داجيا

يهز قناة القدِّ والسيفُ لحظُهَا

ويطعن صدري نهدُها والتراقيا

أغارت على قلبي جيوشُ جمالها

فحازت فؤآدي حوز يحيى المعاليا

سلالة إسماعيل والملك الذي

لسبعين ملكا يعتى وثمانيا

ملوكَ الورى والدهر طفلٌ وفهيم

تربى صغيراً غير زاكٍ وزاكيا

وشبَّ وشاب الدهر فيهم ومن يمت

يخّلف وراه للخلافه كافيا

إلى أن أتت يحيى فأبقت شهامة

وخلقاً باشراط الخلافة راقيا

فالقت عصاها واستقر بها النوى

وقالت هنا ما عشت يبقى مقاميا

فما يستوى يحيى لنفسي مطمع

ولا لي مرادٌ بعد نيلي الأمانيا

ظفرت بكفو ما ظفرت بمثلهِ

في ملك قالت ليحيى مكافيا

فيهني المعالي والخلافة دولة

أبانت لهم في الملكِ ما كان خافيا

وويل لأعرابٍ طغامٍ تعوّدوا

من المتصدى والملوك التغاضيا

لبعدِ مناويهم وسوء معاشهم

وطرق بها الخريتُ يصبحُ غاويا

وظنّوك نوّاماً عن الثأَر مؤثرا

مناجاة قوم يؤثرون الملاهيا

فألفوك أهدى في الفيافي من القطا

وأصبر من ضبٍّ على الماء صاديا

أساؤوا كما اعتادوا وأرخوا ثيابهم

ولم يحذروا مستبعدين التقاضيا

يراعون أن تمشي الوسائط بينكم

وتقبل منهم ما تسنى تماديا

فما راعهم إلا النذير أتاكم

هزبرٌ حروب لا يملُّ المغازيا

سواء عليه الصبح والليل إن غزا

وبردُ العشايا والحرور ملاقيا

ففروا خِفافاً وهي ملء بيوتهم

فما بتن إلا فارغات خواليا

وعدت ولم تلبث ولو شئت قتلهم

لما كان منهم واحد منك ناجيا

ولم تبغ إِلا أَنهم يتنبهوا

لصولةِ ملك للمضاجع قاليا

ملأتهم رعباً بها وتيقّنوا

بأن لهذا اليوم عندك ثانيا

فهاهم قيام يرقبون وجوهها

يرونك إِما مصبحاً أو مماسيا

ومن نام منهم قام يمسح عنقه

يقول أراني الحرّ فيها مناميا

يفرون عن أَبنائهم ونسائهم

إذا سمعوا في الناس صوت المناديا

وقد ضاقت الدنيا بهم فأقلهم

عثاراً وذنباً واعف لازلت عافيا

ولازلت براً بالمطيعين محسنا

عفوا غفورا إن ملكت الأَعاديا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة