الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » من عاش حدث عن أيامه العجبا

عدد الابيات : 41

طباعة

من عاشَ حدَّث عن أَيامهِ العجَبا

وأَدبتهُ ليالٍ تحسنُ الأَدبا

فما يمرُّ به حال ويسخطه

إلاّ رآهَا لما يرضى بهِ سببا

من كان يؤمنُ أن العسر يتبعَهُ

يسرٌ وضاق رأى المرجوَّ قد قرَبا

وفي التجارِب ما يلجي البيب إِلى

تجنبِ الحرص في المطلوب إِنْ طلبا

رزقُ الفتى رزقه والله قاسمهُ

لا يأخذُ المرءُ منه فوقَ مَا كُتَبِا

والسعيُ في الرزقِ بالاجمال مفترضٌ

فكنْ وعرضك تحتَ الصونِ مكتسبا

إِني لأحمد عما كان آخرهُ

خير ثواباً وخير عندكم عقبا

وما أوفيه شكراً حيثُ أمهلني

حتى قضيت من الدنيا بك الأربا

وأَبصرتك عيوني والهدى نهجٌ

والحقُّ ينصر والبهتانُ قد غُلبا

وأَنت كالليثِ دون الدين منتصباً

تذبُّ عنه وتنفي دونه الرِّيبا

ما استخلفُ الله عبدالله مصطفياً

إِلاّ ليكشفَ باستخلافهِ الكُرَبا

ويستضيفُ إِلى ما فيه من حسنٍ

ما في أوائله فضلاً أبا فأبا

يا نجلَ أَحمدَ يا منصورُ حيثُ غزاً

نصرت ربَّكَ فالبس نصَره حِقبا

يا صفوةَ الناصرِ بن الأَشرفِ

ابن الأَفضل بن عليّ انجبِ النُجُبا

قاتلْ بربّك إِنَّ الجِيشَ قد علموا

غِناك عنهم به فأغمدوا القضَبا

فما لياليكَ والأيامُ شاهدةٌ

إِلاَّ تواريخُ خيرٍ تكتُبُ العَجبا

سعدٌ رمى كلَّ ذي بغي بِقارعةٍ

يمشي بها خائفاً للموت مُرتقبا

ينامُ جيشُك آمناً وادعين ومن

عاداكَ في شكلٍ الأ وجالِ مُضطَرِبا

مَنْ كانَ مثلَكَ سيفُ اللهِ في يدهِ

فما يقومُ له شيء إذا انتدبا

نصرتَ بالرُّعبِ نصرَ المرسلين بهِ

والرعبُ من كان منصوراً به غلبا

وسلَّ سعدك دون الجيش صارمَهَ

والجيشُ ناوٍ فقضيّ عنه ما وَجَبا

ولم يحجهم إِلى غزوٍ يكلفُهم

إِن يحملوا الزاد أو أنْ يأخذوا الأهبا

تعجّبَ الناسُ من أشياءَ معجزةٍ

لكم بانتْ وما أَلقوا لها سَبَبا

وزادهم عجباً قل احتفالكم

لمن يداري ومن يرضى إِذا غَضبا

أَلبستهم ثوبَ ذلٍ أَيقنوا معه

أَن البقاءَ لهم في الذُّلِ قد وهبا

وأَنَّ من ذُلَّ منهم واستكان نجا

منكم ومن شمخت أَنفٌ به عُطبا

فإنَهُ الليلُ لا منجي لخائفهِ

وهارب منهُ كالآتي له طَلبا

ولستَ تقوى على من للالهِ به

عنايةٌ واهتمامٌ لم يكن لِعبا

تحيّلوا في النَجا منه لانفسِكم

ولا ترومون إقداماً ولا هربا

فما يطاعُ ببذلِ المالِ واهبهُ

كما يطاعُ بحدِّ السيفِ منْ ضَربا

للهِ فيكَ ولم يدرِ الجهولَ بهِ

سرٌّ خفيٌّ ووعدٌ لم يكن كِذبا

سعادةُ مستحيل الأمرِ صارَ بها

في الممكناتِ من الأشيآءِ قد حَسبا

من عونِه الله لم يبعد عليه مدى

وكان أَسهل ما يرجوه ما صَعُبا

من ينفقِ المالَ من خوفٍ لطالبهِ

فأَنتَ تنفقَهُ للأجر مُكتَسبا

فما تخافُ سوى الباري وخوُكُمُ

أخافَ منك براياهَ ولا عجبا

نفسي فداؤك للإِفلاس بي ولعٌ

أَكرمت نفسي عليه الصبر محتسبا

أَعطيتني عادتي فضلاً وجدتَ وما

أبيت لكنَّه حظي الضعيف أَبى

فما ألوم صديقاً في معارضةٍ

ولا أُسمّيهِ في تعويقهِا سبَبا

المالُ أهونُ قدراً أَن أَضيعَ لهُ

حقوقَ خلٍّ أراه خيرَ من صَحِبا

وما أُخاصم في غير الإله فتىً

إِليكَ لو خلتهُ للروحِ مُنتهبا

رزقُ الفتى رزقُه واللهُ قاسمُهُ

لا ياخذُ المرءُ منه فوقَ ما كَتبا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة