الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » أقمن على قلبي رقيبا من الحب

عدد الابيات : 37

طباعة

أقمن على قلبي رقيبا من الحب

فلا تسألوني واسئلوهنّ عن قلبي

أهل جعلوه منزلاً يسكنونه

بإذن أم أستولت عليه يد الغصب

وهل هجروني يوم أرخوا ستورهم

بذنب فأرجو عطفهم أو بلا ذنب

ففي الذنب قد يجدي العتاب إذا جرى

وليس بمجد في العلا كثرة العتب

واشقى الورى صب يذوب فؤاده

بحب امريء خالي الفوآد من الحب

علقت بها هيفآء تلقاك بالرضا

وقلبك مملوء لديها من الرعب

تبسم والآلحاظ تنضو سيوفها

عليك فلا في السلم أنت ولا الحرب

إذا قال هذا موقف الأمن بشرها

يقل لحظها بل موقف الطعن والضرب

لها طلعة تجلو الظلام وينطفي

بها كل نور حين تبدو من الحجب

تجلى فيمحوا النجم والبدر ضؤها

وتحسب أن الشمس في قبضة الغرب

تنام بملىء الجفن عن ليل ساهر

تقلبه الأشجان جنبا على جنب

حرام على جفني المنام وقد نأت

وخيم ركب البعد في منزل القرب

وقالت جفوني للكرى لست صاحبي

فخل دموعي تنصر الصب بالصب

وما نصر دمع العين لي أن ناصري

هو الناصر بن الأشرف الملك الندب

مليك له سيف وسعد تظاهرا

على كل غلاب فاغضي على الغلب

له كل يوم نهضة تطلب العلا

من السيف في شرق البلاد وفي الغرب

يرينا سجايا لو سمعنا بمثلها

عن السلف الماضي وصفناه بالكذب

فكم صححت أفعاله اليوم عندنا

غرائب تروى للأوائل في الكتب

وكم قللت ما استكثرته نفوسنا

من الجود في الماضيين والخلق الرحب

صنائع دار المجد والحمد حولها

مدار النجوم الزاهرات على القطب

إذا سل سيفا قلت ما الليث في الشرا

وإن جاد كفا قلت ما الغيث في السحب

سرى خوفه والأمن يتلوه في الورى

فمن لم يبت في أمنه بات في الترب

فقل لملوك الأرض خلوا عن العلا

لأحمد وارعوا فضلة الماء والعشب

فما هو إلا العز والموت دونه

أو الذل إن شئتم أمانا على الشرب

دعوه وإياها فلستم رجالها

وليس ركوب السهل كالمركب الصعب

فهذى سيوف لا تطاق وضارب

يطبق بالسيف المفاصل بالضرب

وليس بعيدا دونه ما يرومه

ولو أنه العنقاء طارت مع الشهب

قضى الشهر شهر الصوم رطب لسانه

عليك بما ينبي من الخلق الرطب

ووافاك عيد الفطر يجهد نفسه

من الشوق بالشوق المعين على القرب

فيهينه هذا الاحتفال بشأنه

لديك وهذا السير في الموكب اللجب

ركبت به نحو المصلى مشيعا

بسمر العوالي والمطهمة القب

وقد ملأت طول البلاد وعرضها

حواليك أشبال الضراغمة الغلب

وكبّر اجلالا لوجهك من رأى

وسبح كل العالمين من العجب

فهذا مشير يسأل الله نصره

إليك وهذا حائر الفكر واللب

وجئث المصلى والمصلى وأهله

مشيرون بالتأهيل نحوك والرحب

وقمت كما يرضى الإِله مصليا

فيهنيك ما استكثرته من رضى الرب

وعدت كعود السحب ينهل بالحيا

على الأرض من بعد الخصاصة والجدب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة