الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » عيون المها ردى سهامك من نحر

عدد الابيات : 37

طباعة

عيون المها ردى سهامك من نحر

فما لي على رشق اللواحظ من صبر

وأبقي على الصب المتيم قلبه

فقد راعه ما في الجفون من السحر

رمتني بعينيها فلم تخط مقتلي

وما كنت من ألحاظها آخذاً حذرى

وما الحذر مغن القضاء إذا جرا

أتى المرء بالنقصان من حيث لا يدرى

بنفسي من خوف الوشاة أحاجها

إلى كسر جفن العين والنظر الشزر

ومن صدقتني في الهوى وصدقتها

فلم نتعامل بالغرور وبالغدر

إلى مثلها يصبو الحليم صبابة

ويسهل مرقى كل ذى مركب وعر

وما هجرتني عن قلى فألومها

لقد كلفت ما لا نطيق من الهجر

إلى الله اشكو إن في القلب لوعة

تقلب أحشاء المحب على الجمر

وأجفان عين قد تجافت عن الكرى

فما تلتقي إلا على دمعة تجرى

سلوا الليل يخبركم دجاه بأنني

أبيت سمير النجم فيه إلى الفجر

أبت مقلتي إلا مجانبة الكرى

فواخجلتي هل لي إلى الطيف من عذر

شربت الهوى حتى سكرت وزادني

تباعد من أهواه سكرا على سكر

براني الهوى واستأصل البين مقلتي

فأصبحت ملقى لست أجرى ولا أمرى

فواعجبا للبين يطلب مهجتي

طلاب حقود لا نيام على وتر

ويوسعني جورا وللجور دولة

محى الذكر منها قاتل الجور والفكر

إمام الهدى والناصر الملك الذي

بأسيافه مدت يد الفتح والنصر

تتيه المعالي حين يحمد أحمد

ويشمخ أنف الملك من نخوة الفخر

به التف شمل المجد واجتمع الندى

وأصبح عقد الملك منتظم الأمر

خليفة رب العالمين على الورى

ونائبه في النفع للخلق والضر

سعى يافعا سعي الكهول إلى العلا

وهو ابن خمس مع وراء من العشر

وسطوته تشى ونعماه ترتجى

وفي يده ماشا من النفع والضرر

إذا اسود وجه الدهر أشرق وجهه

وكان لنا عونا على نوب الدهر

ينال من الأعداء ما هو طالب

بأسيافه لا بالمكيدة والمكر

ويأنف من تدبير رأي وحيلة

لغير المواضي البيض والأسل السمر

طليق المحيا باسم الثغر عنده

عطايا بلا منّ وعز بلا شكر

ومثل صلاح الدين من وهب المنا

ورد المعالي النافرات إلى الوكر

ومن هزم الأعداء وهي جحافل

وقل جيوش العد في زمن الكسر

فمن حاتم الطائي من معن في الندى

ومن عنتر العبسي ومن عمرو في الكر

فانك سبّاق إلى كل غاية

واين ثماد الماء من خضرم البحر

إذا افتخر الطائي بنحر عشاره

ففخرك في نحر الألوف من التبر

وإن فرعن صمصام عنتر قرنه

فكم من جيوش عنك فرت من الذعر

وما أنت إلا الغيث عم بوبله

معاني الربوع العامرات مع القفر

ولم تتحبب بلدة دون بلدة

ولا خص قطرا دون اخر بالقطر

فخف سيل حدوا كفه فهو مغرق

تظل الرواسي منه تسبح في بحر

بلغنا به من دهرنا ما نريده

من النعم اللاتي شفت علة الصدر

فنحن نقول الحمد لله دائما

ولسنا نؤدى واجب الحمد والشكر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة