الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » قليل لها هجر الجنوب المضاجعا

عدد الابيات : 41

طباعة

قليل لها هجر الجنوب المضاجعا

وصب عيون الصب فيها المدامعا

وكثرة من يدعى على كبد يداً

وينشد قلبا بين جنبيه ضايعا

لقد كان لي في رد قلبي حيلة

ولكن نضت سيفا من الجفن قاطعا

واصمت بلحظ ما برحن قسيه

باسهمها فينا روام نوازعا

وقدّ إذا هزته نادى على القنا

رعي لي في يوم الطعان الوقائعا

إذا ما تثنى قالت الريح ما بقي

يميل معي غصن ويهتز طائعا

وتبسم عن در تساقط مثله

حديثا حلت بالدر منه المسامعا

تخال ثناياها على بعد دارها

إذا بتسمت ليلا بروقا لوامعا

بدت بين أتراب لها تشبه الدما

يجررن من خلف الذيول المقانعا

وقال لبعض بعضهن كذا بنا

نجرب أي اللحظ أمضى مقاطعا

رمين فثبت في الفؤاد ولم تضع

سلاحي يدي حتى كشفن البراقعا

ولاحت وجوه في شعور تخالها

بدور سماء في ليال طوالعا

هنالك يمسى المرء في قبضة الهوى

ويصبح فيه للعذارين خالعا

ويزهد في قلب تقسمن لبه

وما خلت منهوبا تقسم راجعا

إلى الله من واش إلي محدق

وخل نفي نومي وقد بات هاجعا

فهذا كأعمالي يبيت ملازما

وهذا كآمالي يظل مدافعا

ولي أمل في أحمد آن وقته

وأوشك أن يرضى نداه المطامعا

ووعد إذا ما لحن وهنا بروقة

أتاك مع الاصباح سحبا هوامعا

إذا أوعد الجاني فصدق بخلفه

وكن بوفاه في المواعيد قاطعا

وما الناصر ابن الاشرف الملك امرء

عن الكل مما عز بالبعض قانعا

ولكنه لو حاول النجم خلته

بهمته العليا إلى النجم طالعا

تساعده الاقدار فيما يريده

ومن صد جهلا عنه ردته خاضعا

كان له عزمه خلف من نأى

سلاسل تثنى جيده وجوامعا

فما رام امرا لا يظن وقوعه

لبعد المدا رأيناه واقعا

فيا هاربا عنه رويدا فعزمه

كظلك أني سرت سار متابعا

فطر في السما أوقع فلابد أن ترى

بكفيه إما كارها أو مطاوعا

ومن فر قبل الليل ادركه المسا

سواء تباطئ سيره أو تسارعا

تجاهد في البارى بنفسك دوننا

وتسهر ليلا دون من بات هاجعا

وتتعب فيما يستريح به الورى

وتسرى فما يمسى كغيرك رادعا

تعجب غر حيث يممت جعفرا

وعدت ولم تترك رباه بلاقعا

وجعفر لم يذنب ومذ مد كفه

وبايع لم يصبح لها منك نازعا

دعوت فلبي طائعا برجاله

وكان له عذر عن الوصل مانعا

وليس له عذر سوى الجبن وحده

وذلك داء لا دواً منه نافعا

فلما دنوتم نحوه ازداد خوفه

وعاود سُما ذلك السقم ناقعا

ويوم إليه كي تقر فؤاده

فطار مطارا لم يكن منه واقعاً

واقبل يستدعي بعهد عرفته

وما كان عهد منك في الناس ضائعا

وقال خذوني ان أخذتم بحجة

وإن لم يكن ذنب فراعوا الشرائعا

ولما رأيت المرء قد صان نفسه

وأكرمها عن أن يكون مخادعا

وهبت له من نفسه ما ملكته

فحى وقد مد اليدين ونازعا

وما كنت في سفك الدما متأولا

إذا لم تجد نصا على الحل قاطعا

ملكت ولم تاثم وكانت ودائع

فصنت بحمد الله تلك الودائعا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة