مُجْبَرٌ أن أ ُقَفّي
مُجْبَرٌ أن أقولَ له ُالآنَ
يا أبَتي
هَبْ دَمي أن يُصَفّي
بعضَ أوجاعِه ِ..
هَبْ يَدي أن تُلامسَ مِبْضَعَها
دونَ هذا التَّشَفّي !
وأبي كان يَبكي
كنتُ أعلمُ أنَّ أبي كانَ يَبكي
وهو يَنظرُ نحوَ يَدي
بينَ خوفٍ وَشَكِّ ..
أنشُرُ الآنَ باسم ِالعِراقْ
كلَّ أيْدي بَنيه ْ
ودِماها على جانبَيها تُراقْ
يا أبي
أفَنَملكُ أن نَدْ خُلَ الآن هذا السّباقْ ؟
أم تَراني إلى الآن غَضَّ اليَدَينْ ؟؟
إنَّ مَن عاشَ ظُلمَ الحُسَينْ
كيفَ يُمسِكُ شُبّاكَه بأكُفٍّ رِقاقْ
يا أبي؟!
هذي كفّي
جرحٌ فيها للموتى
جرحٌ للأحياءْ
جرحٌ يَنضَحُ للشُّهَداءْ
أختامُ مَجدِكَ حتى آخِرِ الزَّمَن ِ
أكُفُّ أبنائِكَ الدامين يا وَطني !
جُرحاً فجُرحاً .. رسَمنا العُمرَ خارطة ً
من رِعشَة ِالمَهدِ حتى رِعشَة ِالكَفَن ِ!
ونحنُ نَسألُ : هل غير الدِّماءِ لنا
خَتْمٌ نوَثِّقُ فيه ِعِشقَنا الوَثَني ؟!
أم أنَّنا عِشقُنا لا يَستَقيمُ بنا
إلا معَ المَوتِ ، أو إلا مَعَ الشَّجَن ِ؟!
الله َيا وَطني .. الله َيا وَطَني
الله َيا وَطَني .. الله َيا وَطني!
إلى متى نَأملُ الد ُّنيا، ونأمَنُها
ونحنُ منها بسَقفٍ غير ِمؤتَمَن ِ؟!
وَليَكُنْ يا أبي
كلُّ خوفٍ بنا
نحنُ أهلُهْ
كلُّ موتٍ بنا
نحنُ أهلُهْ
كلَّما التامَ جُرحٌ على كَفِّ جيلْ
فَزَّ في كفِّ تاليه ِ مِثْلُهْ !
يا أبي
نحنُ أطفالُنا أخَذوا يولَدون
وجِراحاتُهُم في المَشيمَه
ليسَ هذي شَتيمَه
نحنُ صِرنا من الحُزن ِنُجفِلُ منهم
وهم قََلَّما يُجفِلونْ !
يا عراقْ
رُبَّما آخِرُ الصَّوتِ هذا
بَعْدَه يُرفَعُ المَلَكوتْ
فَلتُفَتِّحْ جميعُ المَجاهيل ِآذانَها
قَبلَما يَعتَريها السّكوتْ
مَن يَقُلْ إنَّ بابلَ تَفنى
بابلٌ لا تَموتْ
مَن يُراهِنْ على جوع ِأهل ِالعراقْ
زاد ُهم صَبرُهم
وهو مِلءَ البيوتْ
مَن يظنُّ بأنَّ الزَّمَنْ
فاتَ أولادَنا
فالمروءاتُ أزمانُها لا تَفوتْ
وغَداً سَنَرى
مَن بنا يَرتوي
ومَن اليَلتَوي
كالذ ُّبابة ِفي شَبَكِ العَنكَبوتْ !
الآنَ سأرفَعُ هذي الأوراقْ
وسَتَعلمُ كلُّ الدنيا يا عبد َالرزاقْ
أنَّكَ كنتَ الصَّوتْ
والوَحيُ عراقْ ..!
الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد (1 تموز 1930 - 8 تشرين الثاني 2015) شاعر عراقي ولد في بغداد، وانتقلت عائلته من بعد ولادته إلى محافظة ميسان جنوب العراق حيث عاش ...