الى غسان كنفاني
خسئتم من قال :مات
من عروقي بالحياة
خسئتم
ما مات غسان ولا الأرض التي
جادت به تموت
قد يهون العناء بعض وهلة
جفونه
وقد تعطي جرحه المدمى بعض وهلة
عيونه
لكنه
يظل في النزف دما يقيت
لا ..لم يمت
ما دام فجر أمه في جرحه يبيت
*
خسئتم
غدا إذا ما زحزحت أكفنا
سكونه
ستدر كون
ما الذي أبقى لنا مهاجر صموت
ستدركون
ما الذي خبأ تحت جفنه السكوت
وكيف ان مسربا في الليل قد أضاءه تابوت
وكيف أن بعضا يولد مذ يموت
*
خسئتم
لا لم يمت
ها …نحن آتون به
فهللي
أيتها المشارف الخضراء يا بيارقا تملأ رحب
الأرض والسماء يا موكب الفداء ..ها
ها …نحن آتون به
من آخر النداء من آخر ما نملك من رجاء
فهللي
لا تشعلي الشموع إن بيته مضاء
لا تغسلي جراحه
قتلك كانت ساحة وتلك كانت
أرضه
زتلك كانت بيته المزهو بالدماء
لا تلمسي
جفونه
يخاف أن يوهنها العياء
لا تصرخي
غوري وراء صمته حكاية
أروع ما أبقى بها
أن تولدي في موته
مشارفا خضراء
بيارقا تملأ رحب الأرض والسماء
إن صرت في الموت لنا ..الرجاء
إن صارت الموتى به …أحياء
*
خسئتم
لا …لم يمت
ها نحن آتون به
مواكبا تسال عن طريقها في الموت والفداء
لا …لم يمت
ها نحن آتون به
مواكبا تسال عن طريقها في الموت والفداء
بلند الحيدري (1926 - 1996)، هو شاعر عراقي، كردي الأصل واسمه يعني شامخ في اللغة الكردية. والدته فاطمة بنت إبراهيم أفندي الحيدري الذي كان يشغل منصب شيخ العرب في إستانبول. ...