الديوان » العصر المملوكي » ابن الخياط » سواي لمن لم يعشق المجد عاشق

عدد الابيات : 38

طباعة

سِوايَ لِمَنْ لَمْ يَعْشَقِ الْمَجْدَ عاشِقُ

وَغَيْرِي لِمَنْ لَمْ يَصْطَفِ الْحَمْدَ وامِقُ

عَزَفْتُ عَنِ الأَحْبابِ غَيْرَ ذَوِي النُّهى

فَلَسْتُ بِمُشْتاقٍ وَغَيْرُكَ شائِقُ

أُحِبُّكَ ما حَنَّتْ سَلُوبٌ وما شَدا

طَرُوبٌ وَما تاقَ الْعَشِيّاتِ تائِقُ

وَمالِيَ لا يَقْتادُنِي نَحْوَكَ الْهَوى

وَعِنْدِيَ حادٍ مِنْ هَواكَ وَسائِقُ

أَأَثْنِي عِنانِي عَنْكَ أَطْلُبُ مَطْلَباً

وَأَتْرُكُ خَيْراً مِنْهُ إِنِّي لَمائِقُ

يُطِيعُ النَّوى مَنْ خافَ فِي أَرْضِهِ الطَّوى

وَلَوْلا احْتِباسُ الْغَيْثِ ما شِيمَ بارِقُ

أَيا بْنَ عَلِيٍّ إِنْ تَرَدَّيْتَ فاشْتَمِلْ

رِداءَ الْمَعالِي إِنَّهُ بِكَ لا ئِقُ

فَأَنْتَ الْحَقِيقُ بِالْعَلاءِ وَبِالثَّنا

إِذا الْحَقُّ يَوْماً أَوْجَبْتْهُ الْحَقائِقُ

لَعَمْرِي لَئِنْ كُنْتُ امْرَأً فاتَهُ الْغِنى

فَحَسْبِي غِنىً أَنِّي بِجُودِكَ واثِقُ

وَقَدْ عَلِقَتْنِي النّائِباتُ فَوَيْحَها

أَما عَلِمَتْ أَنِّي بِحَبْلِكَ عالِقُ

أَلَمْ تَدْرِ أَنِّي مِنْ أَبِي الْيُمْنِ نازِلٌ

بِحَيْث ُتَحامانِي الخُطُوبُ الطَّوارِقُ

أَلَمْ يغْنِنِي بَحْرٌ جُودِكَ زاخِرٌ

أَلَمْ يَحْمِنِي طَوْدٌ بِعِزِّكَ شاهِقُ

أَلَمْ يَكُ لِي مِنْ حُسْنِ رَأْيِكَ صارِمٌ

لِهامِ الْعِدى والْفَقْرِ وَالدَّهْرُ فالِقُ

لَقَدْ بَرَّحَتْ كَفّاكَ فِي الْجُودِ بِالْحَيا

فَلا عاقَها إِلاّ عَنِ الْبُخْلِ عائِقُ

سَماؤُكَ مِدْرارٌ وَرِيحُكَ غَضَّةٌ

وَعِزُّكَ قَهّارٌ وَمَجْدُكَ باسِقُ

وَما بَرِحَتْ مِنْكَ الْخَلائِقُ تَعْتَلِي

إِلى سُؤْدَدٍ لا تَدَّعِيهِ الْخَلائِقُ

إِذا ما تَنُوخِيٌّ سَما لِفَضِيلَةٍ

تَخَلَّى مُجارِيِهِ وَقَلَّ الْمُرافِقُ

تَوَسَّطْتَ مِنْهُمْ بَيْتَ فَخْرٍ عِمادُهُ

صُدُورُ الْقَنا وَالْمُرْهَفاتُ الذَوالِقُ

بَنى أَوَّلٌ مِنْهُمْ وَشَيَّدَ آخِرٌ

إِلى مِثْلِهِ تَسْمُو الْعُيُونُ الرَّوامِقُ

سَمَتْ بِسَعِيدٍ فِي تَنُوخَ وَغَيْرِها

ذَوائِبُ مَجْدٍ بِالنُّجُومِ لَواصِقُ

بِأَزْهَرَ لَوْ أَلْقَى عَلى الْبَدْرِ مَسْحَةً

بِبَهْجَتِهِ لَمْ يَمْحَقِ الْبَدْرَ ماحِقُ

أَغَرُّ إِذا أَجْرى الْكِرامُ إِلى مَدىً

شَآهُمْ جَوادٌ لِلسَّوابِقِ سابِقُ

فَتىً عَطَّرى الأَيامَ مِنْ طِيبِ ذِكْرِهِ

شَذىً تَتَهاداهُ الأُنُوفُ النَّواشِقُ

وَزِينَتْ بِهِ الدُّنْيا فَباهَتْ وَطاوَلَتْ

مَغارِبُها تِيهاً بِهِ وَالْمَشارِقُ

أَنامِلُهُ لِلْمَكْرُماتِ مَفاتِحٌ

عَلَى أَنَّها لِلْحادِثاتِ مَغالِقُ

غَمائِمُ غُرٌّ لَيْسَ تُدْرى هِباتُها

أَهُنَّ سُيُوبٌ أَمْ سُيُولٌ دَوافِقُ

تَأَلى عَلَى الإِسْرافِ فِي بَذْلِ مالِهِ

فَلَمْ يَقْتَصِرْ وَالصّادقُ الْعَزْمِ صادقُ

فَوَاللهِ ما أَدْرِي أَتِلْكَ مَواعِدٌ

تَقَدَّمْنَ مِنْ إِحْسانِهِ أَمْ مَواثِقُ

بَقِيتَ لِعَبْدٍ عائِدٍ بِكَ سَعْدُهُ

وَعِشْتَ لِعَيْشٍ خالِدٍ لا يُفارِقُ

وَلا زِلْتَ مَأْمُولاً لأَيّامِ عِزِّكَ الْ

بَواقِي وَمَأْمُوناً عَلَيْكَ الْبَوائِقُ

نَطَقْتُ بِمَدْحٍ أَنْتَ أَهْلٌ لِخَيْرِهِ

وَمِنْ شَرَفِي أَنِّي بِمَدْحِكَ ناطِقُ

شَرُفْتُ بِهِ وَالْفَخْرُ فَخْرُكَ مِثْلَ ما

تَعَطَّرَ مِنْ فَضِّ اللَّطِيمَةِ فاتِقُ

وَلَسْتُ أُبالِي عِنْدَ مَنْ باتَ كاسِداً

إِذا هُوَ أَضْحى وَهْوَ عِنْدَكَ نافِقُ

غَرائِبُ مِنْ أَبْكارِ مَدْحٍ كَأَنَّها

كَرائِمُ مِنْ أَزْهارِ نَوْرٍ فَتائِقُ

تَشُوقُ وَتُصْبِي السّامِعِينَ كَأَنَّما

بِها يَتَغَنّى مَعْبَدٌ أَوْ مُخارِقُ

تَمُرُّ بِأَفْواهُ الرَّواةِ كَأَنَّها

مُصَفَّقَةٌ مِنْ خَمْرِ عانَةَ عاتِقُ

لَقَدْ حَدَقَتْ بِي مِنْ أَيادِيكَ أَنْعُمٌ

فَعِنْدِي مِنْ شُكْرِي لَهُنَّ حَدائِقُ

فَإِنْ أَنا لَمْ أُطْلِقُ لِسانِي بِحَمْدِها

فَأُمُّ الْعُلى وَالْمَجْدِ مِنِّيَ طالِقُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الخياط

avatar

ابن الخياط حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Khayyat@

152

قصيدة

1

الاقتباسات

79

متابعين

أحمد بن محمد بن علي بن يحيى التغلبي، أبو عبد الله، المعروف بابن الخياط. شاعر، من الكتاب، من أهل دمشق، مولده ووفاته فيها. طاف البلاد يمتدح الناس، ودخل بلاد العجم، ...

المزيد عن ابن الخياط

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة