الديوان » العصر الأندلسي » الأرجاني » أسعداني في الحب ما تعلمان

عدد الابيات : 86

طباعة

أسْعِداني في الحُبِّ ما تعْلَمانِ

وقِفا لي فقد بَدا العَلَمانِ

ودَعاني أُجِبْ بدَمْعيَ شَوقاً

حادثاً ما دعاكُما ودَعاني

ما انتظَمْنا للأُنْسِ في سِلْكِ قُرْبٍ

أيُّهَا الصّاحبانِ فاغْتَنماني

واذْكُراني إذا بَعُدْتُ فإنّي

قَمِنٌ منكُما بأنْ تَذْكُراني

هو ما تَعْرِفانِ من بَرْحِ َشوقي

فاعذِراني الغَداةَ أو فاعْذُلاني

نَمْنَمتْ وَجْنتي دموعي فَنمَّتْ

يومَ سارتْ بَواكرُ الأظْعان

سِرُّ وَجْدي مُستودَعٌ في جُفوني

وهْو يَبْدو إذا الحبيبُ جَفاني

ظَلموني وقد بكَيْتُ لشَجْوي

حينَ لاقُوا مَلامةَ الغَيْران

أَخَذوا حيثُ أكتُمُ السِّرَّ فيه

وهُمُ يأْمُرونَ بالكِتْمان

بَعْدَ أنْ لم أجِدْ فُؤاديَ في صَدْ

ري جَعلْتُ الأسرارَ في الأجفان

يا خَليليَّ خَليّاني ومَنْ أهْ

وَى وإنْ طالَ مَنْ هَواهُ هَواني

وأقِلاّ لَوْمي فإنّي أَرَى الدُّنْ

يا بإنسانِ ذلكَ الإنسان

ما نَسِيتُ العَهْد القديمَ ولا أَص

بحَ ناسٍ مَنْ عَهدُه أَسْلاني

فسقَى اللهُ ليلةَ القَصْرِ والعَس

كرُ قد خَيّموا على هَمَذان

ما تَذكّرْتُها على النَّأيِ إلاّ

هَيَّجتْ لي بذكرِها أَشْجاني

سلَبتْني فيها رُقادي و أَفرا

حي ومن بَعْدُ ما مضَتْ أَحزاني

هو ذاكَ الفِراقُ فارقَني نَو

مي وما عادَ بَعدَه يَلْقاني

قَصَّر الوَصْلُ ليلةَ القَصْرِ منْ بَعْ

دِ تَمادي تَطاوُلِ الهجْران

رُبَّ بَدْرٍ ملأتُ عَينيَّ منه

طالعاً غَيْرَ أَنّه ما هَداني

عاقِداً للقَباء منه على خَطْ

طِيّ رُمْح يَهْتَز أَو خُوطِ بان

فارساً ناظرَيْهِ قد أخَذا لي

صَوْلَجانَيْ صُدْغَيْهِ يرتكِضان

فَهُما يَضْرِبانِ لي كُرَةَ القَلْ

بِ المُعنَّى والحَلْبَةُ الوَجْنَتان

وهْو مع ذاك مُسمِعٌ مُبْدِعٌ حُلْ

وُ المَعاني فصيحُ نُطقِ اللِّسان

بات يَشْدو لنا وقد ضَمَّ في الحِضْ

نِ رَسيلاً يُمْلي عليه الأغاني

أَحْدَبُ القَدِّ مُحكَمُ الشَّدِّ في حلْ

قهِ شَطْرُ الحَنِيَّةِ المِرْنان

وهْو ذو ألسُنٍ ولكنَّه أَخْ

رَسُ إلاّ ما استَنْطقَتْه اليَدان

فبَياني كأنّه أَخَذَ الأو

تارَ منْه هَواه ممّا يَراني

والنَّدامَى في مَجْلسٍ أَدَبيٍّ

غائبِ الرّاحِ شاهِدِ الرَّيْحان

تتَعاطَى مُدامَ نَظْمٍ ونَثْرٍ

من كُؤوس يُشْرَبْنَ بالآذان

شُعراءٌ من بَيْنِ عُرْبٍ وعُجْمٍ

نُظَراءٌ في حِدَّةِ الأذْهان

كلّما دارَ في الخَواطرِ مَعْنىً

نظَموهُ فدار في الألحان

ذاك عَصْرٌ مضَى وقد جاء عَصْرٌ

شَدَّ ما قد تَخالَفَ العَصْران

حالَ حالي وحالَ في إثْرِه لوْ

ني بصَرْفِ الزَّمانِ ذي الألوان

زُرْتُ فازْوَرَّتِ المليحةُ إذْ حَلْ

لَتْ بحالي وجِسميَ العِلّتان

وهْي تَهوَى العِقْيانَ لا أَنْ تَرَى مِنْ

نِيَ وجْهاً في صُفْرة العِقْيان

واعْوِجاجٌ بالدَّهرِ أَن يَمْنَحَ الخَدْ

دَيْنِ منّي ما تَطْلُبُ الكَفّان

كيف أَرجو نَيْلَ الغِنَى في زَمانٍ

أنا بالنّاسِ فيه ذو عِرفان

ظَلَّ مالي وظَلَّ عِلْميَ فيه

وهُما في نهايةِ النُّقْصان

ورَضِينا بقسْمَةِ اللهِ إذ كا

نَ مُحالاً أَن يُجْمَعَ الفَضْلان

أَن يكونَ الزّمانُ عَيْبيَ أَوْلَى

بيَ من أَن أَكونَ عَيْبَ الزَّمان

طاولَتْ مُدةُ الصِّيامِ شَكاتي

وعَراني من بَرْحِها ما عَراني

وكأنَّ الرّجاءَ عن كلِّ خَلْقٍ

حينَ أَفطَرْتُ صامَ فيها مكاني

فكمِ الصّومُ يا رَجائي وشَوّا

لُ أَتى قاصراً يدَيْ رَمَضان

قال لا فِطْرَ أَو أَرى غُرّةَ الأُسْ

تاذِ بالسّعْدِ فهْيَ عِيدُ الأماني

الّذي اعتادَ جُودُه الغَمْرُ أَن يُسْ

رِفَ بَذلاً حتّى أَقولَ كَفاني

والّذي يَشْتري الثّناءَ ويُعْطي ال

وَفْدَ فيه غَواليَ الأثمان

مَنْ بَرى اللهُ شَخْصَه للبَرايا

مِنَناً كُلَّه بغَيْرِ امْتنان

ذو عَلاءٍ وذو عَطاءٍ جَزيلٍ

فهْو ناءٍ منَ الورى وهْو دان

مَن ظُباهُ ومَنْ عِداه جَميعاً

ما تُقرُّ الغِرارَ في الأجفان

ساحةٌ ما خلَتْ بها ساعَةٌ في الدْ

دَهْرِ للحاسدِينَ والضيِّفان

من دَم سائلٍ بملْء جُفون

من مُعاديهِ أَو بملْءِ جِفان

عارضٌ للجيوشِ في الجودِ فَرْدٌ

ويداه للمُرتَجي عارضان

تحتَ أَعلامِه العَساكرُ في الهَيْ

جا وتحتَ الأقلامِ في الدِّيوان

هو يُمْضيهمُ فيَمْضونَ والمِطْ

عامُ أَصْلُ الغَناءِ للمِطْعان

صارمٌ من صوارمِ المُلْكِ ماضٍ

وسَديدٌ من أَسهُمِ السُّلطان

مُذْ تَولّى أَمرَ المظالمِ قالَ النْ

ناسُ قد عادَ عَدْلُ نُوشَروان

صدَقَ القائلونَ خُصَّ بذا الإس

مِ وذا النَعْتِ في الزَّمان اثْنان

أنت حَقّقْتَ ما ادَّعَى ذاك والصّا

دِقُ من فَجْرِيَ الظَّلامُ الثّاني

مِثْلمَا خُطَّ والمُؤخَّرُ ممّا

كتبوهُ مُقَدَّمٌ سَطْران

لاحقٌ سابقٌ وكم غَلطاتٍ

كُتبَتْ في صَحائفِ الأزمان

فرعَى اللهُ مَنْ غدا وهْو راعٍ

غَيْرَ وانٍ لنا ولا مُتَوان

مَنْ يُعاني أمراً يُعانُ عليه

كم مُعانٍ للأمر غيرِ مُعان

جمَع العرْضَ والمَظالِمَ جَمْعاً

وهما في قياسنا ضِدّان

فهْو مازال آمراً بالعِدا الأجْ

نادَ أو ناهِياً عنِ العُدوان

تارةً يُرهفُ الأسنةَ للرَّوْ

عِ وطَوراً يَثْني شَبا الخِرصْان

بنَحيلٍ يَظَلُّ ذا دَمْعةٍ سَو

داءَ تَجْري في أوجُهٍ غُرّان

يَكْتسي أنمُلَ الكُفاةِ وإلا

فهْو راضٍ بوصمَةِ العُرْيان

ذو لسانٍ كأنّ في شَقّهِ مَشْ

قاً يُوالي الأسجاعَ كالكُهّان

فهْو أفعَى وليس من أهلِ نَجْرا

نَ كأفْعَى المَوصوفِ بالنَّجْران

يَرقُمُ الطِّرْسَ وهْو كالأرقَمِ النَّضْ

ناضِ يَسْعَى لسانُه شُعْبَتان

وكأن الكتابَ لمّا رأوه

لضَميرِ الفؤاد ذا إعلان

عاقَبوهُ عمّا يَبوحُ بسرِّ ال

مُلْكِ طَبْعاً فشُقَّ وَسْطُ اللسان

يا مَطافاً للوَفدِ من كُلّ أرضٍ

ومُحلَّى بالعَدْلِ والإحسان

عُهدَتْ كَعبةٌ وجئْتَ فصارَتْ

للهُدَى اليومَ والنّدَى كَعْبتان

غيرَ أنّي كالمُحْصَرِ العامَ بالأسْ

قامِ عن لَثْمِ أَشْرَفِ الأركان

ورأيتُ الطَّريقَ أصبحَ كالسِّلْ

كِ إليه والنّاسَ مثْلَ الجُمان

وعلى خاطري وخِطاري من دو

نِ قَصدي ومَقْصدي عُقْلَتان

وجَرى ذكْرُه فحَلَّ العِقالَيْ

ينِ رَجائي عن ناقَتي ولساني

وتَجلَّتْ بناتُ فِكْري فحُلِّ

يَتْ بدُرِّ الألفاظِ غُرُّ المعاني

فتَهنَّ النّيروزَ وازْدَدْ سُروراً

فهْو عيدٌ مُعظَّمٌ خُسْرُواني

جاء ذا الفِطْرُ كالمُصَلّي معَ السّا

بقِ شَوقاً إليك يَسْتَبِقان

عَجَميٌّ إمامُه عَرَبيٌّ

قد ألمّا فليَهْنِكَ الزّائران

وصباحُ النَّيْروزِ أوْلى صَباحٍ

بالتَّهادي لدى الورى والتَّهاني

فَتقَبَّلْ هَديَّتي فهْيَ دُرٌّ

كلُّ دُرٍّ سواه في الأرضِ فان

وابْقَ ما وشَّحَ الرّياضَ رَبيعٌ

حاكياً وَرْدُه خُدودَ الحِسان

خالداً يا ابْنَ خالدٍ لا يُطيقُ الدْ

دَهرُ ما عاش هَدْمَ ما أنتَ بان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأرجاني

avatar

الأرجاني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alarjani@

315

قصيدة

2

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر، ناصح الدين، الأرجاني. شاعر، في شعره رقة وحكمة. ولي القضاء بتستر وعسكر مكرم وكان في صبه بالمدرسة النظامية بأصبهان. جمع ابنه بعض شعره في ...

المزيد عن الأرجاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة