الديوان » العصر الأندلسي » الأرجاني » خيال زائر مني خيالا

عدد الابيات : 62

طباعة

خيالٌ زائرٌ منّي خيالاً

وقد مَدَّ الظّلامُ له الظِّلالا

تَخلّلَ وهْو بدْرٌ من جُفوني

غماماً بعد ما قَلَّ انهْمالا

ولولا ذاك لاغتدتِ الأعادي

إلى قُرْبي وحَرَّمتِ الوِصالا

ولكن لاح بدراً في غمامٍ

فلم تَره العيونُ ولا تَلالا

كأنَّ جبينَه سيفٌ صقيلٌ

أجادَ يدُ الجمالِ له الصِّقالا

وباتَ الجفنُ منّي وهْو جفنٌ

له حتّى إذا ما اللّيلُ مالا

أطالَ الصُّبحُ مُبتدِراً لحَزبي

يداً فاستلّهُ منّي اسْتِلالا

وعُدْتُ مُضرَّجاً بِدَمي بُكاءً

على إثْرِ الخليطِ غداةَ زالا

فأجْلَى الصُّبحُ منّي عن صَريعٍ

قَتيلِ هوىً ولم يَشْهَدْ قِتالا

عُهودٌ لم يَزلْ ذِكْري جديداً

لَهُنَّ ولم تَدُمْنَ ولن يُزالا

فيا للهِ زائدتي غراماً

بزَوْرتها وقاتلَتي دَلالا

تِبيتُ الدَّهرَ أجفاني قِصاراً

إذا ليلي منَ الأحزانِ طالا

ولو شغَل الكَرى باللّيلِ عَيْني

رأيتُ لها بها عنها اشْتِغالا

تَأوّبَني خيالٌ من هُمومٍ

وإن كاثَرْنَ بالعددِ الرِّمالا

فَثُرْ يا حاديَ الأنضاءِ واعجَلْ

وقُمْ فاحلُلْ عنِ النَّضْوِ العِقالا

تَغنَّ فهُنَّ أنضاءٌ خِفافٌ

وقد حُمِّلْنَ أعباءً ثِقالا

وَرْكبٍ كالكواكبِ ليس يَخْشَى

ضَلالاً في الظّلامِ ولا كَلالا

أسِيرُ أمامَهمْ كسِنانِ رُمْحٍ

تَزيدُ به الأنابيبُ اعْتِدالا

أَجوبُ البِيدَ بالشّمسِ ارْتِداءً

إذا ارتفَعَتْ وبالظِّلِّ انْتِعالا

وأَشتملُ الظّلامَ وفي شِمالي

زِمامُ شِمِلَّةٍ تَحْكي الشَّمالا

منَ اللاّتي إذا طَرِبتْ لحَدْوٍ

حَسِبْتَ من النُّسوعِ لها انْسِلالا

فلو سلَختْ بنا في الشَّرْقِ شَهْراً

سبَقْتُ بها إلى الغَرْبِ الهلالا

فلمّا أن نظَمْتُ بها وِشاحاً

على خَصْرِ الفلا سَيْراً فجالا

قَصدْتُ بها الكمالَ وليس يَلْقَى

سوى النُّقْصانِ مَن حازَ الكَمالا

وهل لكمالِ دينِ اللهِ مِثْلٌ

به عَيْنُ امرئٍ تَرجو اكْتِحالا

به أَكملتُ دينَ المجدِ لمّا

حثَثْتُ لِحَجِّ حَضْرتِه الجِمالا

تَرحّلَ طارقُ الحدَثانِ عنّي

غداةَ إليه ألقيتُ الرِّحالا

وبشَّر زائِريه منه بِشْرٌ

له احتقَر النّوالَ مَنِ اسْتَنالا

يَدُلُّ إليه طِيبُ الذِّكرِ عنه

فليسَ يَخافُ قاصِدهُ ضَلالا

إذا عقَد الذِّمامَ لِما رَجاهُ

فلا يَخْشَى لعُقْدتِه انْحِلالا

إذا ما قامَ دونَ الدِّينِ خَصمٌ

بلَوا منه أَشدَّ فَتىً مِحالا

أخو رَأْيٍ أَبَى إلاّ عليه

حُسامُ الدّينِ أن يَرضَى اتِّكالا

لخُوزِسْتانَ بُشْرَى أن رأَيْنا

به لرِكابِه العالي احْتِلالا

أفاضَ لعَدْلِه سَجْلاً عليها

كفَى بمكانِه الحَرْبَ السِّجالا

فإن نلتُمْ إنالةَ ساكنيها

فقد قَلّتْ لِمثْلكمُ مَنالا

لكُمْ أهدَى الغداةَ بها التّهاني

مَعاشر شَبّهوا بالماء آلا

وخُوزسْتانُ أَوْلَى أن تُهنّا

بمَدِّكمُ عليها لكمْ ظِلالا

قضَى دينَ الرّجاءِ به زَمانٌ

لنا مَلَّ المِطالَ به المُطالا

وألقَتْ رايةُ السُّلطانِ ظِلاًّ

عليه من العِدا طُرّاً أدالا

وآل إلى المَسَرّةِ كُلُّ حُزْنٍ

وخَيرُ الأمرِ أحمَدُه مآلا

وأَصبَحَ فيه طَعْمُ العَيشِ حُلْواً

ومَشْرَبُ أهلِهِ عَذْباً زُلالا

فكان لَقىً لأيدي الخَيْلِ دَهراً

عليه الجيشُ يَقتتِلُ اقْتِتالا

وبينَ مُطيعِ سلطانٍ وعاصٍ

تُقلَّبُ أرضُه حالاّ فَحالا

فوافاها نِطاسِيٌّ عليمٌ

لِيشفي ذلك الدَّاءَ العُضالا

فدُونَك من ثنائي كُلَّ طاوٍ

سُهولَ الأرض طَيّاً والجِبالا

يَروقُك حين أُوسِعُه افْتِكاراً

ويَرضَى حينَ أُسمِعُه ارْتجالا

فقُلْ لحُسامِ دينِ اللهِ أَجمِلْ

فقد كُسِيَتْ بكَ الدُّنيا جَمالا

أُتيحَ لنا حُسامٌ منه يَحْمي

مَصونَ الفضلِ عَدْلاً أن يُذالا

فدام لدولةِ السّلطانِ عَضْباً

لمَضْربِه الفتوحُ لنا تَوالى

ألا يا كعبةً للجُودِ أَضحى

إليه الوفدُ يَرتحِلُ ارْتحالا

بعَثْتُ إليك بابْني مُهدياً لي

دُعاءً مُستطاباً مُستَطالا

فلا تَقطَعْ قديمَ الرّزقِ عنّي

إذا لم أَستزدْ منكمْ نَوالا

فقَطْعُ الرِّزقِ عن شَيْخٍ قبيحٌ

إذا ما سِنُّه كِبَراً تَعالى

غداً لك يَشكُرُ السّلطانُ مهما

إليَّ اليومَ أحسنْتَ الفَعالا

وهأنذا إلى السّلطانِ غادٍ

أَحُثُّ سُريَ ركائبيَ العِجالا

لِيُرضِيَني بما يُولي فَعالاً

وأُرضِيَهُ بما أُملي مَقالا

أُوالي شارداتي للموالي

إذا مَولايَ للإكرامِ والى

فأكمِلْ يا كمالَ الدّينِ طَولاً

ففيكَ زَرَعْتُ آمالاً طِوالا

سيُهدي خاطري لكَ سائراتٍ

إلى ناديكَ تَتّصِلُ اتِّصالا

وأُرخِصُ في امتِداحِكَ دُرَّ فكري

وفي دُرّي حَقيقٌ أَن يُغالى

ومَنْ أَحمدْتَ أَنت له خِلالاً

فلا تَدعنَّه يشكو اخْتِلالا

بَقِيتُمْ طالِعينَ لنا شُموساً

عَوالِيَ لا نَخافُ لها زَوالا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأرجاني

avatar

الأرجاني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alarjani@

315

قصيدة

2

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر، ناصح الدين، الأرجاني. شاعر، في شعره رقة وحكمة. ولي القضاء بتستر وعسكر مكرم وكان في صبه بالمدرسة النظامية بأصبهان. جمع ابنه بعض شعره في ...

المزيد عن الأرجاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة