الديوان » العصر المملوكي » ابن سهل الأندلسي » محا قدومك عنا الرعب والعدما

عدد الابيات : 30

طباعة

مَحا قُدومُكَ عَنّا الرُعبَ وَالعَدَما

وَنَوَّرَ الفاحِمَينِ الظُلمَ وَالظُلَما

وَأَوسَعَ السِلمَ أَمناً وَالهَياجَ رَدىً

وَالأُفقَ نوراً وَأَكنافَ العُلا كَرَما

إِنَّ اِعتِمادَكَ سَيفٌ لا يُفَلُّ لَهُ

غَربٌ إِذا فُلَّ غَربُ السَيفِ أَو حُطِما

وَفَضلُ رَأيِكَ لَو يَرمي بِبادِرَةٍ

مِن عَزمِهِ سَدَّ ذي القَرنَينِ لَاِنهَدَما

أَعدَدتَ لِلدَهرِ آراءً تَري وَيَداً

تَرمي نِصالاً تُسَمّيها الوَرى هِمَما

هَل مِنهُ وارِدَةٌ وَالنَصرُ يَقدُمُها

إِلّا وَكانَ لَها إِقدامُكُم قَدَما

أَتَيتَ في الدِرعِ فَوقَ الطِّرفِ مُرتَدِياً

ماضٍ كَحامِلِهِ لَو أُعطِيَ الفَهَما

كَالبَحرِ في النَهرِ فَوقَ السَيلِ مُتَّشِحاً

بِجَدوَلٍ قَد شَفى في الشِركِ كُلَّ ظَما

وَالسَردُ قَد ضاقَ ذَرعاً إِذ حَواكَ عَلى

مَن لَم يُضِق صَدرَهُ خَطبٌ وَإِن عَظُما

لِلَّهِ مِنكَ أَبا عُثمانَ مُكتَسِباً

حُلوَ الثَوابِ بِمُرِّ الصَبرِ مُغتَنِما

شَيحانُ يَحسِبُ بَردَ الظِلِّ هاجِرَةً

حَتّى يُرى بِخِمارِ النَقعِ مُلتَثِما

البيضُ نَدمانُهُ وَالبيدُ مَجلِسُهُ

فَإِن يُرِد سَدلَ تِرسَ يُرخِهِ عَلَما

حُسامُهُ ضَرَّةٌ لِلجودِ فيهِ فَقَد

تُقُسِّمَ البَدرُ وَالضِرغامُ بَينَهُما

لَو أَنَّ بَيضاءَ سامَت أَبيَضاً شَطَطاً

لَحارَبَت غيدُهُ أَسيافُهُ الخِذَما

وَرُبَّما قَبَّلَ الثَغرَينِ مُرتَشِفاً

ريقَينِ يُدعى نَجيعاً ذا وَذاكَ دَما

إِن هَزَّ مَعطوفَ ذي لَم يَحنِهِ لَهُما

أَو عَنَّ مِعطَفُ هَذا يَحنِهِ لَهُما

يَرى الدِماءَ عُقاراً وَالظُبى زَهَراً

فَالحَربُ راحٌ وَرَيحانٌ كَما زَعَما

مُنازِلُ الذِمرِ يُبقي دِرعَهُ كَفَناً

وَضارِبُ القِرنِ يَثني سَرجَهُ وَضما

مَن يُقبِلُ الخَيلَ وَالأَرواحُ مُدبِرَةٌ

وَيُضحِكُ النَصرَ إِذ تَبكي السُيوفُ دَما

وَمَن جَنى سَيفُهُ ضَرباً فَيَحسَبُهُ

تاجاً بِهِ مَفرِقُ الهَيجاءِ قَد وُسِما

سَرى كَسِرِّ هَوىً وَاللَيلُ يَكتُمُهُ

صَدراً فَأَبدى حَنينُ البيضِ ما كَتَما

مُحَرَّماً أَن يَحُلَّ السَيفُ مَوطِنَهُ

حَتّى يَرُدَّ إِلى أَوطانِهِ الحُرَما

لَو شاءَ قالَ وَلَم تَحصُر مَقالَتُهُ

كَالرَعدِ يَذهَبُ في الآفاقِ مُهتَزِما

فَهوَ القَضاءُ عَلى الإِدراكِ مُحتَجِباً

وَما يُرَدُّ لَهُ حَكَمٌ إِذا حَكَما

يا آلَ أَصفَرَ هَبكُم لِلوَغى شَرَراً

فَهَذِهِ الشَمسُ تُطفي ذَلِكَ الضَرَما

هَذا سُلَيمانُ مَلِكاً شامِخاً وَتُقىً

وَأَنتُم الجِنُّ فَلتُضحوا لَهُ خَدَما

أَنتُم ثَرىً وَهوَ أُفقُ اللَهِ فَاِرتَقِبوا

مِنهُ الصَواعِقَ إِن لَم تَشكُروا الدِيَما

مَلكٌ تُشيرُ المَعالي نَحوَ غُرَّتِهِ

يَداً وَتُنطِقُ بِالذِكرِ الجَميلِ فَما

رَحيبُ باعِ الهُدى وَالبَأسِ ذو لَسَنٍ

يُفني الكَتائِبَ وَالأَموالَ وَالكَلِما

لَو أَقسَمَ المَدحُ فيهِ أَنَّهُ مَلَكٌ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن سهل الأندلسي

avatar

ابن سهل الأندلسي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-Sahl-Al-Andalusi@

227

قصيدة

8

الاقتباسات

270

متابعين

أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي (605 هـ / 1208 - 649 هـ / 1251)، من أسرة ذات أصول يهودية. شاعر كاتب، ولد في إشبيلية واختلف إلى مجالس العلم ...

المزيد عن ابن سهل الأندلسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة