الديوان » مصر » أحمد زكي أبو شادي » الأربعون صدى فؤادي الدامي

عدد الابيات : 44

طباعة

الأربعونَ صَدىَ فؤادي الدامي

تمضى ولا تمضى بها آلامي

فِيمَ التجُّلدُ كالخُضابِ للمَّةٍ

نصلت وفيم السَّلم دون سلامِ

نفسي على حربٍ وبُعدُكَ كارثى

وعواطفي ثكلى عليك دوامى

ليست حروبُ الدهر في أَجرامه

أقسى وأفظعَ من عميقِ كلاَمى

في كل يوم بل بكل هنيهةٍ

هذا خيالك ما يزال أمامي

قلبي يحادُثه وأسمعُ صوَته

أدباً تَّنزهَ عن أذىً وخصام

مستغرقا فيما يقول كراهبٍ

مستغرقٍ بنوافح الإلهام

وجرت بلاغتهُ بحلو تسلسلٍ

كتسلسلِ الغدَران بالأنغامِ

وَحَوت وداعتهُ الترفع مثلما

حوت المرؤة عزّةَ المتسامى

يُدلى برائعة المعاني للنُّهى

وكأنَّها نَخبُ الشرابِ لظامى

إلاّ نُهاىَ فما يُبُّل ظَماؤه

وتردني الأحزانُ عن أوهامى

قد كنتَ لي مثلَ الجمال بما وَعَى

من فطنةٍ وعواطفٍ ومرامى

وُسمِّو أخلاقٍ وصحةِ بنيةٍ

عَّزت على الأرواح والأجسام

قد كنتَ لى الأملَ الجديد بحاضري

وبمقبلي فتبددت أعوامى

وحسبتُ في كف القضاء سعادي

فإذا الشقاء لديه فضلُ زمامي

يا للمصاب وقد تقَّنعَ ساخرا

بالحب والأمل العريض النامى

متظاهراً في الأصدقاء فَغَّرنا

هذا الشمولُ لبسمةِ الأّيام

حتى دُهِينا ذاهلينَ بخطبنا

في كل ما صُنَّاه من أحلام

وكأنّما تلك المواهبُ لم تكن

وكأنما الإنصاف جِدُّ حرِام

هذا طوافي حول قبركَ خاشعاً

أبكى كأنَّ الدمعَ من إحرامي

وأسيرُ فوق ثَرَاكَ لا مترفقاً

ورعاً فحسبُ بل الشهيدَ الدامى

أمشى كأنَّ جواهراً مبثوثةً

هذا الثرى فيردّني إقدامى

يا عقلُ لا تفكر فذاك ضلالةٌ

واخسأ وياعينَ الحبيب تَعامى

هذى عدالة عاَلمٍ مُتبجحٍ

بالشرّ بل عدل الآله السامى

هذا مآلُ الألمعية والهدَى

والنبلِ تحت جنادلٍ ورغام

هذى هي العقبىَ لأحلام الصبىَ

ونهايةُ الايمانِ والأحلام

كنا نُهيئُ كيف شئتَ معالماً

للعرس فانقلبت شهودَ حِمامِ

فلمت تركت الفاقديك تفجعوا

وهم الرجالُ عليك كالأيتامِ

لهفى بُنَّى وأنتَ بين نوابتٍ

نجمت عواطفَ لوعةٍ وغرام

رفَّت على ريح الغروب حزينةً

وتلهفت بمرارةٍ وأوام

ما كان أجدرَ منك بين جُموعنا

حّياً وأبعد منك عن نُّوامِ

غَدرَت بك الدنيا كأنَّك لم تكن

كنزاً لها بشبابهِ المقدام

أو أن لُطفك ما أمدَّ جمالها

بجماله وحنانه البسَّامِ

يا تاركي في لَوعةٍ لم يشفها

جَلدِى ولم يذهب بها إسلامي

دعني أزورك شاكياً ومُسائلاً

بل لاجئاص من لوعتي وضراميِ

على وعلك في التحادثِ نرتضى

بعضَ العزاءِ وأستقيه مُدامي

أي الحوادث جندلتك بِختلهَا

فُقتلتَ قتلَ الزهرِ في الأكمام

أي المظالم فرّقتك عن التي

قَدستَ للآباد لا الأعوام

أى الفواجع جُمِّعت في ليلةٍ

ظلماءَ قادتنا لدهر ظلام

حتى تنفستَ السموم مُسالما

ففقدتَ حين فقدُت كَّل سلامى

سأعيش ذكراك الحَّب وكلُّنا

ذاك المحُّب على مدى أيامى

وأجئ زائركَ الوفَّى كأنني

لم افتقدكَ ولم يكن إلمامي

على بحبي واندماجي أشتفى

بعضَ الشفاءِ ويهتدى لوَّامى

وأنالُ ثأرى من زمانٍ فاجرٍ

فَلذَاك أكرمُ لي من استسلامي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد زكي أبو شادي

avatar

أحمد زكي أبو شادي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-Zaki-Abu-Shadi@

224

قصيدة

2

الاقتباسات

499

متابعين

أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي. طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة، بمصر، متنقلا بين معاملها "البكترويولوجية" ...

المزيد عن أحمد زكي أبو شادي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة