الديوان » لبنان » إيليا ابو ماضي » خذ ما استطعت من الدنيا وأحليها

عدد الابيات : 16

طباعة

خُذ ما اِستَطَعتَ مِنَ الدُنيا وَأَهليها

لَكِن تَعَلَّم قَليلاً كَيفَ تُعطيها

كُنْ وَردَةً طيبُها حَتّى لِسارِقِها

لا دِمنَةً خُبثها حَتّى لِساقيها

أَكانَ في الكَونِ نورٌ تَستَضيءُ بِهِ

لَوِ السَماءُ طَوَت عَنّا دَراريها

أَو كانَ في الأَرضِ أَزهارٌ لَها أَرَجٌ

لَو كانَتِ الأَرضُ لا تُبدي أَقاحيها

إِنَّ الطُيورَ الدُمى سِيّانَ في نَظَري

وَالوِرقُ إِن حَبَسَت هَذي أَغانيها

إِن كانَتِ النَفسُ لا تَبدو مَحاسِنُها

في اليُسرِ صارَ غِناها مِن مَخازيها

يا عابِدَ المالِ قُل لي هَل وَجَدتَ بِهِ

روحاً تُؤاسيكَ أَو روحاً تُؤاسيها

حَتّام, يا صاحِِ تَخفيهِ وَتَطمُرُهُ

كَأَنَّما هُوَ سَوءآتٍ تُواريها

وَتَحرُمُ النَفسَ لِذاتٍ لَها خُلِقَت

وَلَم تُصاحِبكَ يا هَذا لِتُؤذيها

أُنظُر إِلى الماءِ إِنَّ البَذلَ شيمَتُهُ

يَأتي الحُقولَ فَيَرويها وَيُحييِّها

فَما تَعَكَّرَ إِلّا وَهوَ مُنحَبِسٌ

وَالنَفسُ كَالماءِ تَحكيهِ وَيَحكيها

السِجنُ لِلماءِ يُؤذيهِ وَيُفسِدُهُ

وَالسِجنُ لِلنَفسِ يُؤذيها وَيُضنيها

وَاِنظُر إِلى النارِ إِنَّ الفَتكَ عادَتُها

لَكِنَّ عادَتُها الشَنعاءَ تُرديها

تَفني القِرى وَالمَغاني ضاحِكَةٌ

لِجَهلِها أَنَّ ما تَفنيهِ يُفنيها

أَرسَلتُ قَولِيَ تَمثيلاً وَتَشبيهاً

لَعَلَّ في القَولِ تَذكيراً وَتَنبيها

لا شَيءَ يُدرَكُ في الدُنيا بِلا تَعَبٍ

مَنِ اِشتَهى الخَمرَ فَليَزرَع دَواليها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إيليا ابو ماضي

avatar

إيليا ابو ماضي حساب موثق

لبنان

poet-elia-abu-madi@

285

قصيدة

28

الاقتباسات

1803

متابعين

إيليا بن ضاهر أبي ماضي.(1889م-1957م) من كبار شعراء المهجر. ومن أعضاء (الرابطة القلمية) فيه. ولد في قرية (المحيدثة) بلبنان. وسكن الإسكندرية (سنة 1900م) يبيع السجائر. وأولع بالأدب والشعر حفظاً ومطالعةً ونظماً. ...

المزيد عن إيليا ابو ماضي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة