الديوان » العصر العباسي » ابو العتاهية » إني أرقت وذكر الموت أرقني

عدد الابيات : 20

طباعة

إِنّي أَرِقتُ وَذِكرُ المَوتِ أَرَّقَني

وَقُلتُ لِلدَمعِ أَسعِدني فَأَسعِدني

يا مَن يَموتُ فَلَم تُحزِنهُ ميتَتُهُ

وَمَن يَموتُ فَما أَولاهُ بِالحَزَنِ

تَبغي النَجاةَ مِنَ الأَجداثِ مُحتَرِساً

وَإِنَّما أَنتَ وَالعِلّاتُ في قَرَنِ

يا صاحِبَ الروحِ ذي الأَنفاسِ في بَدَنِ

بَينَ النَهارِ وَبَينَ اللَيلِ مُرتَهَنِ

لَقَلَّما يَتَخَطّاكَ اِختِلافُهُما

حَتّى يُفَرِّقَ بَينَ الروحِ وَالبَدَنِ

طيبُ الحَياةِ لِمَن خَفَّت مَؤونَتُهُ

وَلَم تَطِب لِذَوي الأَثقالِ وَالمُؤَنِ

لَم يَبقَ مِمّا مَضى إِلّا تَوَهُّمُهُ

كَأَنَّ مَن قَد مَضى بِالأَمسِ لَم يَكُنِ

وَإِنَّما المَرءُ في الدُنيا بِساعَتِهِ

سائِل بِذالِكَ أَهلَ العِلمِ بِالزَمَنِ

ما أَوضَحَ الأَمرَ لِلمُلقي بِعِبرَتِهِ

بَينَ التَفَكُّرِ وَالتَجريبِ وَالفِطَنِ

أَلَستَ يا ذا تَرى الدُنيا مُوَلِّيَةً

فَما يَغُرُّكَ فيها مِن هَنٍ وَهَنِ

لَأَعجَبَنَّ وَأَنّي يَنقَضي عَجَبي

الناسُ في غَفلَةٍ وَالمَوتُ في سَنَنِ

وَظاعِنٍ مِن بَياضِ الرَيطِ كُسوَتُهُ

مُطَيَّبٍ لِلمَنايا غَيرِ مُدَّهِنِ

غادَرتُهُ بَعدَ تَشيِيعَيهِ مُنجَدِلاً

في قُربِ دارٍ وَفي بُعدٍ مِنَ الوَطَنِ

لا يَستَطيعُ اِنتِقاصاً في مَحَلَّتِهِ

مِنَ القَبيحِ وَلا يَزدادُ في الحَسَنِ

الحَمدُ لِلَّهِ شُكراً ما أَرى سَكَناً

يَلوي بِبَحبوحَةِ المَوتى عَلى سَكَنِ

ما بالُ قَومٍ وَقَد صَحَّت عُقولُهُمُ

فيما اِدَّعوا يَشتَرونَ الغَيَّ بِالثَمَنِ

لِتَجذِبَنّي يَدُ الدُنيا بِقُوَّتِها

إِلى المَنايا وَإِن نازَعتُها رَسِيَ

وَأَيُّ يَومٍ لِمَن وافى مَنِيَّتَهُ

يَومٌ تَبَيَّنُ فيهِ صورَةُ الغَبَنِ

لِلَّهِ دُنيا أُناسٍ دائِنينَ لَها

قَدِ اِرتَعَوا في رِياضِ الغَيِّ وَالفِتَنِ

كَسائِماتٍ رَواعٍ تَبتَغي سِمناً

وَحَتفُها لَو دَرَت في ذَلِكَ السِمَنِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابو العتاهية

avatar

ابو العتاهية حساب موثق

العصر العباسي

poet-abu-alatahyah@

759

قصيدة

22

الاقتباسات

3303

متابعين

إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني ,العنزي (من قبيلة عنزة) بالولاء، أبو إسحاق الشهير بأبي العتاهية.(130هـ-211هـ/747م-826مم) شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع. كان ينظم المئة والمئة والخمسين بيتاً في اليوم، ...

المزيد عن ابو العتاهية

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة