على قلقٍ…
أو على موعدٍ من رمادْ
يعبرُ الباصُ…
(هل تذكرين حماقاتِ قلبي…؟)
على مقعدين نديين، مرتْ بنا الطرقاتُ…
........ سماءُ المدينةِ
........والأثلُ
ما كنتُ أذكرُ غيرَ الرذاذِ اللذيذِ لشَعرِكِ
هل أوصدُ النافذةْ…؟
لا……
(نوافذُ قلبي بدون رتاجٍ
وأنتِ بلا قلب
والحافلاتُ بلا ذاكرة…)
يبطيءُ الباصُ حيَن يمرُّ على ميسلون
يتلفّتُ للواجهات,ِ
لمبنى الحكومةِ,
للشجرِ المتشابكِ،
… للمنتهى…,
للغريبِ ببنطالهِ الرثِّ (ماذا جنيتَ من الشعرِ…؟
قال المفوضُ لي,…
والفتاةُ الأنيقةُ…)
يلتفتُ الراكبون…
إلى زهرةٍ من دمي
ذابلةْ
تتناثرُ أوراقُها…
تحتَ وقعِ خطى الوقتِ، والعابرينْ
إلى رجلٍ من ضبابٍ،.. وحيدْ
يشيرُ لعابرةٍ
(تشيرُ الفتاةُ…
إلى واجهاتِ المخازنِ
أو …)
اتفقنا إذنْ…!؟
في الخميس…!؟
الخميسُ التصاقُ دمي في المرايا
الخميسُ له نكهةُ الذكرياتِ القديمة,ِ والطرقِ الهائمةْ
الخميسُ انكساري الجميلُ على قمرٍ…
أو على نافذةْ
………
………
تتقاطعُ كلُّ الشوارعِ، في ميسلون
وقدْ تتقاطعُ في راحتي، ميسلون: مخازنُها، والبيوتُ الأليفةُ
قد ننتحي جانباً…
أرقاً، في انتظارِ القصيدةِ
أو قلقاً، في انتظارِ النساءِ الجميلاتِ
أو ننتشي بالأغاني الأخيرةْ
………
………
قلتُ يمضي بي الباصُ، حيثُ النهاياتُ........
يمضي إلى أيّما حانةٍ
أو إلى طرقٍ لا تؤدي لشيء
……
(النهاياتُ موحشةٌ كالعدمْ
النهاياتُ مثل المحطاتِ
مثل النساءِ الجميلاتِ
مصطبةٌ،
أو فمٌ،
أو سأمْ)
قلتُ يمضي بي الباصُ، أو...
لا.......
.............
(إلى أين تمضي بروحِكَ حافلةُ العصرِ…
والعجلات)
تتشابهُ كلُّ المدائنِ والطرقات
في عيونِ الغريب
وقد تتشابهُ في راحتيه الدقائقُ، كلُّ الفنادقِ
والأوجهُ العابرةْ
غير أنَّ لكلِّ شريدٍ، هواهُ وغربتهُ
……
……
ووحدي، تغربلني الطرقاتُ
تغربلني نظراتُ النساءِ
فيسّاقطُ القلبُ مثل الندى (ألا تذكرين الندى
ومصاطبَ قلبي..؟)
على عشبِ الذكرياتِ…
فترتعشُ النجمةُ النائمةْ…
..........
غيّرتكَ المدينةُ، حاناتها،
وجرائدها،
والنساءْ
أترى حين تأوي إلى كأسِكَ المرِّ في آخرِ الليلِ
تذكرُ نخلَ القرى
وتحنُّ إلى قمرٍ في الجنوبْ
ولد عدنان الصايغ في الكوفة (العراق) عام 1955 ، وهو من أكثر الأصوات الأصلية من جيل الشعراء العراقيين المعروفين باسم حركة الثمانينيات. شعره ، المصنوع بأناقة ، وحاد كرأس سهم ...