الديوان » لبنان » إبراهيم اليازجي » دع مجلس الغيد الأوانس

عدد الابيات : 60

طباعة

دَع مَجلس الغِيدِ الأَوانِسْ

وَهَوى لَواحِظِها النَواعِسْ

واسلُ الكُؤوسَ يُديرُها

رَشأٌ كَغُصنِ البانِ مائِسْ

وَدَعِ التَنَعُّمَ بِالمَطا

عِمِ وَالمَشاربِ وَالمَلابسْ

أَيُّ النَعيمِ لِمَن يَبي

تُ عَلى بِساط الذُلِّ جالسْ

وَلِمَن تَراهُ بائِساً

أَبداً لِذَيلِ التُركِ بائسْ

وَلِمَن أَزمّته بِكَفْ

فِ عِداهُ يَظلمُ وَهُوَ آئسْ

وَلِمَن غَدا في الرِّقِ لَيْ

سَ يَفوتُهُ إِلّا المناخِسْ

وَلِمَن تُباعُ حقُوقُهُ

وَدِماؤُهُ بَيع الخَسائِسْ

وَلِمَن يَرى أَوطانَهُ

خَرَباً وَأَطلالاً دَوارِسْ

كُسِيَتْ شُحوبُ الثاكِلا

تِ وَكُنَّ قَبلاً كَالعَرائِسْ

عُجْ بي فَدَيتُكَ نادِباً

ما بَينَ أَرسُمِها الطَوامِسْ

وَاِستَنطِقِ الآثارَ عَمْ

ما كانَ في تِلكَ البَسابِسْ

مِن عِزّةٍ كانَت تَذِلْ

لُ لَها الجَبابِرةُ الأَشاوِسْ

وَكَتائبٍ كانَت تَها

بُ لِقاءَ سَطوَتِها المَتارِسْ

وَمَعاقِلٍ كانَت تُعَزْ

زُ بِالطَلائعِ وَالمحارِسْ

وَمَدائنٍ غَنَّاءَ قَد

كانَت تَحفُّ بِها الفَرادِسْ

أَينَ المَتاجِرُ وَالصَنا

ئِعُ وَالمَكاتبُ وَالمَدارِسْ

بَل أَينَ هاتيكَ المُرو

جُ بِها المَزارعُ وَالمَغارِسْ

بَل أَينَ هاتيكَ الأُلو

فُ بِها فَسيحُ البرِّ آنِسْ

هَلِكوا فَلَستَ تَرى سِوى

عِبَرٍ تَثور بِها الهَواجِسْ

بيدٌ صَوامَتُ لَيسَ يُس

مَعُ في مَداها صَوتُ نابِسْ

إِلّا رِياحَ الجورِ تَكْ

سَحُ وَجهَها كَسحَ المَكانِسْ

أَمسَت بَلاقِعَ لا تُرى

إِلّا بِأَبصارٍ نَواكِسْ

ضَحِكَت زَماناً ثُم عا

دَت وَهيَ كالحةٌ عَوابِسْ

غَضِبَت عَلى الإِنسانِ وَاِتْ

تَخَذَت عَلَيها الوَحشَ حارِسْ

فَإِذا أَتاها الإِنس را

ح يَدوسها دَوسَ المُخالِسْ

هَذِهْ مَنازلُ مَن مَضَوا

مِن قَومنا الصِّيدِ القَناعِسْ

دَرَست كَما دَرَسوا وَقَد

ذَهَبَ النَفيسُ مَعَ المُنافِسْ

ماذا نُؤمِّلُ بَعدَهُم

إِلّا مُقارَعَةَ الفَوارِسْ

فَإِلَيكُمُ يا قَوم وَاِطْ

طَرِحوا المُدالِس وَالمُوالِسْ

وَتَشَبَّهوا بِفعَال غَيْ

رِكُمُ مِنَ القَومِ الأَحامِسْ

بَعَصائبٍ أَنِفُوا فَجا

دوا بِالنُفوسِ وَبِالنَفائِسْ

هَبَتْ طَلائِعُهُم يَلِي

هَا كُلُّ صَنديدٍ مُمارِسْ

تَرَكوا جُموعَ التُركِ تَعْ

صِفُ فَوقَها النَكُبُ الرَوامِسْ

مَلأوا البطاحَ بِهِم فَدا

سَ عَلى الجَماجِمِ كُلُّ دائسْ

فَخُذوا لِأَنفُسِكُم مِثا

لَ أولئِكَ القَومِ المَداعِسْ

أَوَلَستُمُ العربَ الكِرا

مَ وَمَن هُمُ الشمَّ المَعاطِسْ

فَاِستَوقَدوا لِقتالِهِم

ناراً تَروِّعُ كُلَّ قابِسْ

وَعَلَيهِمُ اِتَّحِدوا فكُلْ

لُكُمُ لِكُلِّكُمُ مجانِسْ

وَدَعوا مَقال ذَوي الشِّقا

قِ مِنَ المَشايخِ وَالقَمامِسْ

فَهُمُ رِجالُ اللَهِ في

كُم بَل هُمُ القَومَ الأَبالِسْ

يَمشون بَينَ ظُهورِكُم

تَحتَ الطَيالِس وَالأَطالِسْ

فَالشَرُّ كُلُّ الشَرِّ ما

بَينَ العَمائِم وَالقَلانِسْ

دَبَّتْ عَقارِبَهُم إِلَيْ

كُم بِالمَفاسِدِ وَالدَسائِسْ

في كُلِّ يَومٍ بَينَكُم

يَصلى التَعَصُب حَربَ داحِسْ

يُلقُونَ بَينَكُمُ التَبا

غُضَ وَالعَداوةَ وَالوَساوِسْ

نَثَروا اِتحادَكُمُ كَما

نُثِرَت مِن النَخلِ الكَبائِسْ

سادَ الفَسادُ بِهِمْ فَسا

دَ التُّركَ فيهِ بَلا مُعاكِسْ

قَومٌ لَقَد حَكَموا بِكُم

حُكمَ الجَوارحِ في الفَرائِسْ

وَعدَتْ عَوادي البَغيِ تَعْ

رِقُكُم بِأَنيابٍ نَواهِسْ

كَم تَأمَلونَ صَلاحَهُم

وَلَهُم فَسادُ الطَبعِ سائِسْ

وَيَغرُّكُم بَرقُ المُنى

جَهلاً وَلَيلُ اليَأسِ دامِسْ

أَو ما تَرونَ الحُكمَ في

أَيدي المَصادِرِ وَالمماكِسُ

وَعَلى الرِّشَى وَالزُّورِ قَد

شادوا المَحاكِمَ وَالمَجالِسْ

وَالحَقُّ أَصبَحَ عِندَ مَن

أَلِفَ الخَلاعةَ وَالخَلابِسْ

مِن كُلِّ مَن يُمسي إِذا

ذَكَروا لَهُ الإِصلاحَ خانِسْ

عَمّت قَبائِحَهُم فَأَمْ

سَتْ لا تُحيطُ بِها الفَهارِسْ

حالٌ بِها طابَ التَّبَسْ

سُمُ لِلوَغى وَالمَوتُ عابِسْ

وَحَلا بِها بَذلُ الدِما

ءِ فَسَفكُها لِلجورِ حابِسْ

برحَ الخَفاءُ وَمَن يَعِشْ

يَرَ ما تَشيبُ لَهُ القَوانِسْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم اليازجي

avatar

إبراهيم اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-Ibrahim-al-Yaziji@

283

قصيدة

2

الاقتباسات

131

متابعين

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة. أصل أسرته من حمص، و هاجر أحد اجداده إلى لبنان. ولد ونشأ في بيروت وقرأ الأدب على ...

المزيد عن إبراهيم اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة