عدد الابيات : 29

طباعة

يَنهى محبك انَّهُ مشتاق

وَالى حماكَ تهزه الأَشواق

قَد كانَ يَحسب اِنَّ حبّك هَيِّن

فَاذا بِه يا غصن لَيسَ يُطاق

خُذ وَصف حالَته فَأَما قَلبَه

فَهوَ الكَئيبُ الساكِن الخَفّاق

وَجدا وَأَما دمعه فَسحابَة

هَتانَة جادَت بِها الآماق

وَكَفاكَ حال متيم لعبت بِهِ

من بَعد هَجرِكَ لَوعَة وَفُراق

يَخفى الغَرام تجلدا فَيُذيعه

قَهرا عَلَيهِ دَمعُه المِهراق

حاشاكَ تنقض عهد وَدّ بَينَنا

وَاِلَيكَ تنسب حسنها الاخلاق

احسن فان الحُسن ضَيف راحل

وَالناس خَيل لِلذَّهاب تساق

وَلكلّ صبّ لا محالَة سلوة

وَلكل بَدر قَد أَضاء مُحاق

هَل في فُؤادي غَير حُبِّكَ ساكِن

أَو غَير طَيفِكَ في الكَرى طَرّاق

أَنا وَالَّذي أَولاكَ قَلبي مُغرَم

صَبّ لِقُربِك دائِما اِشتاق

طورا أَرى متجلدا متصبرا

فَتَضيق بي الاِقطار وَالآفاق

وَأَدير أَقداح التفكر تارَة

فَيَصير لِلاهوالِ بي اِحداق

وَأَذوبُ خَوف الصَدّ لَولا اِنَّهُ

بَيني وَبَينِكَ في الهَوى ميثاق

عِندي كَما شاءَ الغَرامُ صِيانَة

في الحُبّ تَقصر دونَها الاِعناق

وَلي العفاف سجية وَطَبيعَة

وَبِمِثل ذا يَتَنافَس العُشّاق

وَنَصيب حُبّي مِنكَ لذة ناظِري

لكن أَقول تَبارَكَ الخَلّاق

ان جادَلي دَهري الخؤن وَعاد لي

قُرب الدِيار وَطاب مِنهُ مَذاق

لأسامِحَنّ الدَهر في اِخلافِه

فَيَكون مني في السَماحِ سباق

وَلأغفرنّ ذُنوبَ دَهري كلها

وَأَقول لَيسَ من الزَمانِ شقاق

وَعلى كِلا الحالَين ما لي مَلجَأ

اِلّا الَّذي قَد خاطَبتَهُ عناق

طه البَشير الطاهِر الطهر الَّذي

هو لِلقُلوبِ وَسَقمِها تِرياق

سرّ الوُجودِ وَقطب دائِرَة الشَهو

دِ وَمن له المَجد الرَفيع نطاق

أَزكى الوَرى وَأَجل من وطىء الثَرى

وَسَرى بِه لِلمُكرَمات بَراق

يا مَلجئي أَضام وَغيث كفك هاطِل

ان حَلّ بي كرب وَضاق خناق

حاشى أَضام وَغيث كفك هاطِل

أَبدا وُجودِكَ دائِماً دَفّاق

ان كانَ مِنكَ رِضا عليّ فَلا اَذى

وَان انثَنى صحب وَمال رِفاق

صَلى عَلَيكَ اللَهُ ما هبت صِبا

نجد وَأومض لمعَها البَرّاق

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالله الشبراوي

avatar

عبدالله الشبراوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Shabrawy@

102

قصيدة

1

الاقتباسات

74

متابعين

عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي. فقيه مصري، له نظم. تولى مشيخة الأزهر. من كتبه (شرح الصدر في غزوة بدر - ط) و (ديوان شعر) سماه (منائح الألطاف في ...

المزيد عن عبدالله الشبراوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة