الديوان » مصر » محمود سامي البارودي » تأوب طيف من سميرة زائر

عدد الابيات : 67

طباعة

تَأَوَّبَ طَيْفٌ مِنْ سَمِيرَةَ زَائِرٌ

وَمَا الطَّيْفُ إِلَّا مَا تُريهِ الْخَوَاطِرُ

طَوَى سُدْفَةَ الظَّلْمَاءِ وَاللَّيْلُ ضَارِبٌ

بِأَرْوَاقِهِ وَالنَّجْمُ بِالأُفْقِ حَائِرُ

فَيَا لَكَ مِنْ طَيْفٍ أَلَمَّ وَدُونَهُ

مُحِيطٌ مِنَ الْبَحْرِ الْجَنُوبِيِّ زَاخِرُ

تَخَطَّى إِليَّ الأَرْضَ وَجْدَاً وَمَا لَهُ

سِوَى نَزَواتِ الشَّوقِ حَادٍ وَزَاجِرُ

أَلَمَّ وَلَمْ يَلْبَثْ وَسَارَ وَلَيْتَهُ

أَقَامَ وَلَوْ طَالَتْ عَلَيَّ الدَّيَاجِرُ

تَحَمَّلَ أَهْوَالَ الظَّلامِ مُخَاطِراً

وَعَهْدِي بِمَنْ جَادَتْ بِهِ لا تُخَاطِرُ

خُمَاسِيَّةٌ لَمْ تَدْرِ مَا اللَّيْلُ وَالسُّرَى

وَلَمْ تَنْحَسِرْ عَنْ صَفْحَتَيْهَا السَّتَائِرُ

عَقِيلَةُ أَتْرَابٍ تَوَالَيْنَ حَوْلَهَا

كَمَا دَارَ بِالْبَدْرِ النُّجُومُ الزَّواهِرُ

غَوَافِلُ لا يَعْرِفْنَ بُؤْسَ مَعِيشَةٍ

وَلا هُنَّ بِالْخَطْبِ الْمُلِمِّ شَواعِرُ

تَعَوَّدْنَ خَفْضَ الْعَيْشِ فِي ظِلِّ وَالِدٍ

رَحِيمٍ وَبَيْتٍ شَيَّدَتْهُ الْعَنَاصِرُ

فَهُنَّ كَعُنْقُودِ الثُّرَيَّا تَأَلَّقَتْ

كَواكِبُهُ فِي الأُفْقِ فَهْيَ سَوَافِرُ

تُمَثِّلُهَا الذِّكْرَى لِعَيْنِي كَأَنَّنِي

إِلَيْهَا عَلَى بُعْدٍ مِنَ الأَرْضِ نَاظِرُ

فَطَوْرَاً أَخَالُ الظَّنَّ حَقَّاً وَتَارَةً

أَهِيمُ فَتَغْشَى مُقْلَتَيَّ السَّمَادِرُ

فَيَا بُعْدَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّتِي

وَيَا قُرْبَ ما الْتَفَّتْ عَلَيهِ الضَّمائِرُ

وَلَوْلا أَمَانِي النَّفْسِ وَهْيَ حَياتُهَا

لَمَا طَارَ لِي فَوْقَ الْبَسِيطَةِ طَائِرُ

فَإِنْ تَكُنِ الأَيَّامُ فَرَّقْنَ بَيْنَنَا

فَكُلُّ امْرِئٍ يَوْمَاً إِلَى اللَّهِ صَائِرُ

هِيَ الدَّارُ مَا الأَنْفَاسُ إِلَّا نَهَائِبٌ

لَدَيْهَا وما الأَجْسَامُ إِلَّا عَقَائِرُ

إِذَا أَحْسَنَتْ يَوْماً أَسَاءَتْ ضُحَى غَدٍ

فَإِحْسَانُهَا سَيْفٌ عَلَى النَّاسِ جَائِرُ

تَرُبُّ الْفَتَى حَتَّى إِذَا تَمَّ أَمْرُهُ

دَهَتْهُ كَمَا رَبَّ الْبَهِيمَة جَازرُ

لَهَا تَرَةٌ فِي كُلِّ حَيٍّ وَما لَهَا

عَلَى طُولِ مَا تَجْنِي عَلَى الْخَلْقِ وَاتِرُ

كَثِيرَةُ أَلْوَانِ الْوِدَادِ مَلِيَّةٌ

بِأَنْ يَتَوَقَّاهَا الْقَرِينُ الْمُعَاشِرُ

فَمَنْ نَظَرَ الدُّنْيَا بِحِكْمَةِ نَاقِدٍ

دَرَى أَنَّهَا بَيْنَ الأَنَامِ تُقَامِرُ

صَبَرْتُ عَلَى كُرْهٍ لِمَا قَدْ أَصَابَنِي

وَمَنْ لَمْ يَجِدْ مَنْدُوحَةً فَهْوَ صَابِرُ

وَما الْحِلْمُ عِنْدَ الْخَطْبِ وَالْمَرْءُ عَاجِزٌ

بِمُسْتَحْسَنٍ كَالْحِلْمِ وَالْمَرْءُ قَادِرُ

وَلَكِنْ إِذَا قَلَّ النَّصِيرُ وَأَعْوَزَتْ

دَوَاعِي الْمُنى فَالصَّبْرُ فِيهِ الْمَعَاذِرُ

فَلا يَشْمَتِ الأَعْدَاءُ بِي فَلَرُبَّمَا

وَصَلْتُ لِمَا أَرْجُوهُ مِمَّا أُحَاذِرُ

فَقَدْ يَسْتَقِيمُ الأَمْرُ بَعْدَ اعْوِجَاجِهِ

وَتَنْهَضُ بِالْمَرْءِ الْجُدُوُد الْعَوَاثِرُ

وَلِي أَملٌ فِي اللَّهِ تَحْيَا بِهِ الْمُنَى

وَيُشْرِقُ وَجْهُ الظَّنِّ والْخَطْبُ كَاشِرُ

وَطِيدٌ يَزِلُّ الْكَيْدُ عَنْهُ وَتَنْقَضِي

مُجَاهَدَةُ الأَيَّامِ وَهْوَ مُثَابِرُ

إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَرْكَنْ إِلَى اللَّهِ فِي الَّذِي

يُحَاذِرُهُ مِنْ دَهْرِهِ فَهْوَ خَاسِرُ

وَإِنْ هُوَ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى ما أَصَابَهُ

فَلَيْسَ لَهُ فِي مَعْرِضِ الْحَقِّ نَاصِرُ

وَمَنْ لَمْ يَذُقْ حُلْوَ الزَّمَانِ وَمُرَّهُ

فَمَا هُوَ إِلَّا طَائِشُ اللُّبِّ نَافِرُ

وَلَوْلا تَكَالِيفُ السِّيَادَةِ لَمْ يَخِبْ

جَبَانٌ وَلَمْ يَحْوِ الْفَضِيلَةَ ثَائِرُ

تقلُّ دَوَاعِي النَّفْسِ وَهْيَ ضَعِيفَةٌ

وَتَقْوَى هُمُومُ الْقَلْبِ وَهْوَ مُغَامِرُ

وَكَيْفَ يَبِينُ الْفَضْلُ وَالنَّقْصُ فِي الْوَرَى

إِذَا لَمْ تَكُنْ سَوْمَ الرِّجَالِ الْمَآثِرُ

وَمَا حَمَلَ السَّيْفَ الْكَمِيُّ لِزِينَةٍ

وَلَكِنْ لأَمْرٍ أَوْجَبَتْهُ الْمَفَاخِرُ

إِذَا لَمْ يَكُنْ إِلَّا الْمَعِيشَةَ مَطْلَبٌ

فَكُلُّ زَهِيدٍ يُمْسِكُ النَّفْسَ جَابِرُ

فَلَوْلا الْعُلا مَا أَرْسَلَ السَّهْمَ نَازِعٌ

وَلا شَهَرَ السَّيْفَ الْيَمَانِيَّ شَاهِرُ

مِنَ الْعَارِ أَنْ يَرْضَى الدَّنِيَّةَ مَاجِدٌ

وَيَقْبَلَ مَكْذُوبَ الْمُنَى وَهْوَ صَاغِرُ

إِذَا كُنْتَ تَخْشَى كُلَّ شَيءٍ مِنَ الرَّدى

فَكُلُّ الَّذِي في الْكَوْنِ لِلنَّفْسِ ضَائِرُ

فَمِنْ صِحَّةِ الإِنْسَانِ ما فِيهِ سُقْمُهُ

وَمِنْ أَمْنِهِ مَا فَاجَأَتْهُ الْمَخَاطِرُ

عَلَيَّ طِلابُ الْعِزِّ مِنْ مُسْتَقَرِّهِ

وَلا ذَنْبَ لِي إِنْ عَارَضَتْنِي الْمَقَادِرُ

فَمَا كُلُّ مَحْلُولِ الْعَرِيكَةِ خَائِبٌ

وَلا كُلُّ مَحْبُوكِ التَّرِيكَةِ ظَافِرُ

فَمَاذَا عَسَى الأَعْدَاءُ أَنْ يَتَقَوَّلُوا

عَليَّ وعِرْضِي نَاصِحُ الْجَيْبِ وَافِرُ

فَلِي فِي مرَادِ الْفَضْلِ خَيْرُ مَغَبَّةٍ

إِذَا شَانَ حَيَّاً بِالْخِيَانَةِ ذَاكِرُ

مَلَكْتُ عُقَابَ المُلكِ وَهْيَ كَسِيرَةٌ

وَغَادَرْتُهَا فِي وَكْرِهَا وَهْيَ طَائِرُ

وَلَوْ رُمْتُ مَا رَام امْرُؤٌ بِخِيَانَةٍ

لَصَبَّحنِي قِسْطٌ مِنَ الْمَالِ غَامِرُ

وَلَكِنْ أَبَتْ نَفْسِي الْكَرِيمَةُ سَوْأَةً

تُعَابُ بِهَا والدَّهْرُ فِيهِ الْمعايِرُ

فَلا تَحْسَبَنَّ الْمَالَ يَنْفَعُ رَبَّهُ

إِذَا هُوَ لَمْ تَحْمَدْ قِرَاهُ العَشَائِرُ

فَقَدْ يَسْتَجِمُّ الْمَالُ وَالْمَجْدُ غَائِبٌ

وَقَدْ لا يَكُونُ الْمَالُ والْمَجْدُ حاضِرُ

وَلَوْ أَنَّ أَسْبَابَ السِّيَادَةِ بِالْغِنَى

لَكَاثَرَ رَبَّ الْفَضْلِ بِالْمَالِ تَاجِرُ

فَلا غَرْوَ أَنْ حُزْتُ الْمَكَارِمَ عَارِياً

فَقَدْ يَشْهَدُ السَّيْفُ الْوَغَى وَهْوَ حَاسِرُ

أَنَا الْمَرءُ لا يَثْنِيهِ عَنْ دَرَكِ الْعُلا

نَعِيمٌ وَلا تَعْدُو عَلَيْهِ الْمَفَاقِرُ

قَؤُولٌ وَأَحْلامُ الرِّجَالِ عَوَازِبٌ

صَؤُولٌ وَأَفْوَاهُ الْمَنَايَا فَوَاغِرُ

فَلا أَنَا إِنْ أَدْنَانِيَ الْوَجْدُ بَاسِمٌ

وَلا أَنَا إِنْ أَقْصَانِيَ الْعُدْمُ بَاسِرُ

فَمَا الْفَقْرُ إِنْ لَمْ يَدْنَسِ الْعِرْضُ فَاضِحٌ

وَلا الْمَالُ إِنْ لَمْ يَشْرُفِ الْمَرْءُ سَاتِرُ

إِذَا ما ذُبَابُ السَّيفِ لَمْ يَكُ مَاضِياً

فَحِلْيَتُهُ وَصْمٌ لَدَى الْحَرْبِ ظَاهِرُ

فَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَصْبَحْتُ فَلَّ رَزِيَّةٍ

تَقَاسَمَهَا فِي الأَهْلِ بَادٍ وحَاضِرُ

فَكَمْ بَطَلٍ فَلَّ الزَّمَانُ شَبَاتَهُ

وَكَمْ سَيِّدٍ دَارتْ عَلَيْهِ الدَّوائِرُ

وَأَيُّ حُسَامٍ لَمْ تُصِبْهُ كَلالَةٌ

وَأَيُّ جَوَادٍ لَمْ تَخُنْهُ الْحَوافِرُ

فَسَوْفَ يَبِينُ الحَقُّ يَوْماً لِنَاظِرٍ

وَتَنْزُو بِعَوْرَاءِ الْحقُودِ السَّرائِرُ

وَمَا هِيَ إِلَّا غَمْرَةٌ ثُمَّ تَنْجَلِي

غَيَابَتُهَا وَاللَّهُ مَنْ شَاءَ نَاصِرُ

فَقَدْ حَاطَني في ظُلْمَةِ الْحَبْسِ بَعْدَما

تَرَامَتْ بِأَفْلاذِ الْقُلُوبِ الْحَنَاجِرُ

فَمَهْلاً بَنِي الدُّنْيا عَلَيْنَا فَإِنَّنَا

إِلَى غَايَةٍ تَنْفَتُّ فِيهَا الْمَرائِرُ

تَطُولُ بِهَا الأَنْفَاسُ بُهْراً وَتَلْتَوِي

عَلَى فَلْكَةِ السَّاقَيْنِ فِيهَا الْمآزِرُ

هُنَالِكَ يَعْلُو الْحَقُّ وَالْحَقُّ وَاضِحٌ

وَيَسْفُلُ كَعْبُ الزُّورِ وَالزُّورُ عَاثِرُ

وَعَمَّا قَلِيلٍ يَنْتَهِي الأَمْرُ كُلُّهُ

فَمَا أَوَّلٌ إِلَّا وَيَتْلُوهُ آخِرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


تَأَوَّبَ طَيْفٌ مِنْ سَمِيرَةَ زَائِرٌ

تَأَوَّبَ : أتاه ليلا، طيف : خيال، سميرة : فتاة(أظن أنها ابنت الشاعر)، فيقول : زارني خيال من سميرة ليلاً.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


وَمَا الطَّيْفُ إِلَّا مَا تُريهِ الْخَوَاطِرُ

الخواطر : ما يَخْطِرُ بالقلب من أمر، أَو رأْى، أَو معنىً‌، وقيل هو : الأفكار، فيقول : وما الخيال إلا عبارة عن ما يريه لك قلبُك والأفكارُ.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


طَوَى سُدْفَةَ الظَّلْمَاءِ وَاللَّيْلُ ضَارِبٌ

طوى: قطع يُقال : طوى البلاد : قطعها وسافر، السدفة : الليلُ‌ و سوادُهُ‌ وظلمتُه، ضارب: الليلُ الذي ذَهَبَتْ ظُلْمته يميناً و شمالاً و مَلأَتِ الدنيا، فيقول : خيال سميرة قطع ظلام الليل وظلام الليل شديد قد ملأ الدنيا.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


فَيَا لَكَ مِنْ طَيْفٍ أَلَمَّ وَدُونَهُ مُحِيطٌ مِنَ الْبَحْرِ الْجَنُوبِيِّ زَاخِرُ

ألمَّ : أتاه فنزل به وزَارَهُ، يُقَال : <<نهْرٌ زاخِر>> : الَّذي ارتفع ماؤه و فاض، المحيط من البحر الجنوبي : المحيط الأطلنطي، فيقول : يتعجب من خيال سميرة الذي زاره وتخطى المحيط الكبير الطويل.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


تَخَطَّى إِليَّ الأَرْضَ وَجْدَاً وَمَا لَهُ سِوَى نَزَواتِ الشَّوقِ حَادٍ وَزَاجِرُ

الوَجْد : الشغف والحب، نزوات : جمع نزوة وهي تقلب واضطراب وعدم الاستقرار علي حال، زاجر : مُعاقب ومانع ورادع، حادٍ : فاعل من الفعل "حدا" وهو الذي يحثُّ علي شئٍ ويُحَرِّض، فيقول : تخطَّى الخيال الأراضي لكي يزورني حُبّاً وشغفاً بي وليس له شئٌ يمنعه سوى تقلبات الشوق.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


أَلَمَّ وَلَمْ يَلْبَثْ وَسَارَ وَلَيْتَهُ أَقَامَ وَلَوْ طَالَتْ عَلَيَّ الدَّيَاجِرُ

لبَِثَ : أقام، الدياجر : جمع "ديجور" وهو الظلام، فيقول : أتي الخيال ولم يُقِم طويلاً عندي وليته أطال زيارته لي حتي وإن طالتْ علي الليالي وظلامها.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


تَحَمَّلَ أَهْوَالَ الظَّلامِ مُخَاطِراً وَعَهْدِي بِمَنْ جَادَتْ بِهِ لا تُخَاطِرُ

فيقول : تحمل الخيالُ الظلامَ مخاطراً بالرغم أن سميرة(صاحبة الخيال) تخاف من الظلام ولا تخاطر مثله.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


خُمَاسِيَّةٌ لَمْ تَدْرِ مَا اللَّيْلُ وَالسُّرَى وَلَمْ تَنْحَسِرْ عَنْ صَفْحَتَيْهَا السَّتَائِرُ

خماسية : عندها ٥ سنوات، تدرِ : تعرف، السُّرى : السير ليلاً، تنحسر : تنكشف وتتضح، الصفح : الجانب من كل شئ، فيقول : طفلة خماسية السن لا تعرف الليل ولا مخاطر السير فيه، ولم تتكَشَّف عن جانبيها الستائر فتعرف الدنيا.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


عَقِيلَةُ أَتْرَابٍ تَوَالَيْنَ حَوْلَهَا

العقيلة : هي الأحسن والأفضل والأجود من كل شئ، أتراب : جمع تِرْب وهو المماثل في السن، توالين : تتابعت وتعاقبت ودارت، فيقول : أنها مثل السيدة بين جميع مَنْ في سِنِّها فهم يدورون حولها.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


كَمَا دَارَ بِالْبَدْرِ النُّجُومُ الزَّواهِرُ

البدر : القمر يوم كماله، الزاهِر : المُضئ المشرق اللامع من كل شئ، فيقول : يدورون حولها كما تدور النجوم شديدة اللمعان والإشراق بالقمر.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


غَوَافِلُ لا يَعْرِفْنَ بُؤْسَ مَعِيشَةٍ وَلا هُنَّ بِالْخَطْبِ الْمُلِمِّ شَواعِرُ

بؤس المعيشة : مَشَقَّة الحياة والمعيشة، الخطب : المكروه والشديد من الأمور، فيقول : هؤلاء الأطفال لا يعرفون مشقة الحياة وصعوبتها ولا يشعرن بالمكروه الذي نزل وحَلَّ بالناس.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


تَعَوَّدْنَ خَفْضَ الْعَيْشِ فِي ظِلِّ وَالِدٍ رَحِيمٍ وَبَيْتٍ شَيَّدَتْهُ الْعَنَاصِرُ

خفض العيش : رخاء العيش، فيقول : اعتادوا علي رخاء العيش في بيتٍ وتحت رعاية والدٍ رحيم بهم.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


فَهُنَّ كَعُنْقُودِ الثُّرَيَّا تَأَلَّقَتْ كَواكِبُهُ فِي الأُفْقِ فَهْيَ سَوَافِرُ

عنقود :ما تعقَّد و تراكم من ثمرهِ‌ فى أَصْل واحِد، الثريا : مجموعة من النجوم في صورة الثَّوْر، وهي سبعة كواكب، تألق: لمع وأضاء، الأُفُق : النَّاحية وقيل هو مدى الإطلاع والبصر، سوافِر : سافِر : واضح ومكشوف، فيقول : فهنَّ كعنقود النجوم عندما لمعت الكواكب في السماء ظهرت النجوم.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


تُمَثِّلُهَا الذِّكْرَى لِعَيْنِي كَأَنَّنِي إِلَيْهَا عَلَى بُعْدٍ مِنَ الأَرْضِ نَاظِرُ

يقول : فعندما أتذكرها تمثِّلُها إليّ عيني فكأنها علي الأرض أمامي أنظر إليها.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


فَطَوْرَاً أَخَالُ الظَّنَّ حَقَّاً وَتَارَةً أَهِيمُ فَتَغْشَى مُقْلَتَيَّ السَّمَادِرُ

طوْراً : تارةً، أخال عليه الأمرُ :اشتبه عليه، أشكل، التبس، أهيم : أتحير وأضطرب، غَشَى الشئ : جعل عليه غِطاء، المُقلة : العيْن، أما السمادر فلقد تحيرتُ فيها ولم أرها في أي كتاب فأظن أنه قد حُذِفت الياء من "سمادير" ولكن في مقاييس اللغة لابن فارس يقول : [ سمندر] هذا ممّا زِيدت فيه الميم، و هو من «السَّدَر» و هو تحيُّر البَصر، فيقول : فتارةً أتخيل الظن (وهو أن يرى سميرة كما في البيت السابق) حقيقة وتارةً أتحيرُ فتغشى السمادر عيني.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


فَيَا بُعْدَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّتِي وَيَا قُرْبَ ما الْتَفَّتْ عَلَيهِ الضَّمائِرُ

الضمائر : جمع ضمير والضَّمِيرُ: ما تُضمِرُه وتُخْفِيهِ في نفسك، ويصعُب الوقوفُ عليه.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


وَلَوْلا أَمَانِي النَّفْسِ وَهْيَ حَياتُهَا لَمَا طَارَ لِي فَوْقَ الْبَسِيطَةِ طَائِرُ

البَسيطة: الكرة الأرضيَّة.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


عَقَائِرُ

عقائر : جمع عقيرة : وهو كل ما ذُبِحَ من الصيد وغيره.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


تَرُبُّ الْفَتَى حَتَّى إِذَا تَمَّ أَمْرُهُ دَهَتْهُ كَمَا رَبَّ الْبَهِيمَة جَازرُ

رَبَّ البهيمة : صاحب البهيمة، جازر : ذابح يقول : إن الدنيا تُرَبِّي الفتى حتي أذا اشتد ساعده وكبُر دهته بالمصائب كصاحب البهيمة يربي البهائم فإذا كبروا ذبحهم.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


فَمَنْ نَظَرَ الدُّنْيَا بِحِكْمَةِ نَاقِدٍ دَرَى أَنَّهَا بَيْنَ الأَنَامِ تُقَامِرُ

الناقد : من يعطي حُكْما على مزايا أو عيوب أو قيمة، أو صحّة أمر ما، درى : عرف، الأنام : جميع ما ظهر علي الأرض من الخلائق، قامر الشَّخصُ : راهن و لعب القمارَ، يقول : أن من ينظر إلى الدنيا بحكمة شخص يميز يعرف أن الدنيا بين الخلق تتداول وتراهن.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


مَنْدُوحَةً

المندوحة : السَّعة و الفسحة يقال«لك عن هذا الامر مندوحةٌ او مُنتَدَحٌ»اي يمكنك تركهُ و الميلُ عنهُ.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


وَما الْحِلْمُ عِنْدَ الْخَطْبِ وَالْمَرْءُ عَاجِزٌ بِمُسْتَحْسَنٍ كَالْحِلْمِ وَالْمَرْءُ قَادِرُ

الحِلم : العفو والصفح عن الإساءة، الخطب : الأمر الشديد والمصيبة، يقول : عفو المرء عند المصيبة وهو عاجز أن يواجهها غير مستحسن ولكن إذا عفا وهو قادر علي مواجهتها فهو أمر مستحسن.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


وَلَكِنْ إِذَا قَلَّ النَّصِيرُ وَأَعْوَزَتْ دَوَاعِي الْمُنى فَالصَّبْرُ فِيهِ الْمَعَاذِرُ

النصير : الناصِر والمساعد والمُعين، أعْوَزَ الشيءُ: عَزَّ فلم يُوجَدْ وعجز عنه، الداعي : السبب، المُنى : جمع "المنية" وهو كل ما يطلبه الإنسان ويتمناه، المعذرة : عُذْر؛ حُجَّةٌ يُتأسَّف بها لرفع اللَّوم والحرج والمؤاخذة، يُكمّل معني البيت السابق ويقول : ولكن إذا قلّ المعاون والنصير ولم تُوجَد أسباب التمني فاصبر فالصبر فيه المعاذر.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


فَلا يَشْمَتِ الأَعْدَاءُ بِي فَلَرُبَّمَا وَصَلْتُ لِمَا أَرْجُوهُ مِمَّا أُحَاذِرُ

يقول : إذا صبرتُ فلن يشمت الأعداء بي ورُبَّما أَصِلُ إلي ما أريده وأتمناه من شئ كنت أخاف وأحذر منه.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


اعْوِجَاجِهِ

اعْوِجَاجُ: اِلْتِوَاءٌ، اِنْحِناءٌ، اِنْثِنَاءٌ.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


والْخَطْبُ كَاشِرُ

يُقَال جَاءَ كَاشِراً عَنْ أَنْيَابِهِ : مُتَوَعِّداً، غَاضِباً مُتَنَمِّراً كَأَنَّهُ حَيَوَانٌ مُفْتَرِسٌ

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


وَلِي أَملٌ فِي اللَّهِ تَحْيَا بِهِ الْمُنَى

المُنى : جمع "مُنية" وهي كل ما يطلبه الإنسان ويتمناه، فيقول : أن أمنياتي تحيا بسبب أملي في الله.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


الْخَوَاطِرُ

ما يَخْطِرُ بالقلب من أمر، أَو رأْى، أَو معنىً‌

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


طَوَى

قطع، يُقال : طَوَى البِلاَدَ طُولاً وَعَرْضاً : قَطَعَهَا

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


سُدْفَةَ الظَّلْمَاءِ

سُدفَةُ : الظُّلمة(تميميّة) والظلام (قيسيّة) وأتت هنا بمعني : الظلمة

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


وَاللَّيْلُ ضَارِبٌ

الليلُ الذي ذَهَبَتْ ظُلْمته يميناً و شمالاً و مَلأَتِ الدنيا. والأصل أن الضارب : الطَّويلُ من كُلِّ شيءٍ.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


تَأَوَّبَ طَيْفٌ مِنْ سَمِيرَةَ زَائِرٌ وَمَا الطَّيْفُ إِلَّا مَا تُريهِ الْخَوَاطِرُ

تأوب : أتى بالليل، الطيف : الخيال، سميرة : اسم بنت، الخواطر : كل ما يخطر بالقلب سواء من رأي أو أمر معين، فيقول : أتاني خيال سميرة يزورني ليلاً ويؤكد الشاعر على أن هذا الخيال ما هو إلا نتاج خياله وأفكاره ومشاعره تجاهها.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو محمد القحطاني


معلومات عن محمود سامي البارودي

avatar

محمود سامي البارودي حساب موثق

مصر

poet-mahmoud-samial-baroudi@

374

قصيدة

8

الاقتباسات

1888

متابعين

محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري. 1255-1322 هـ / 1839-1904 م أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من ...

المزيد عن محمود سامي البارودي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة