الديوان » العصر العباسي » الصنوبري » ما في المنازل حاجة نقضيها

عدد الابيات : 42

طباعة

ما في المنازلِ حاجةٌ نقضيها

إلا السلامُ وأدمعٌ نُذْريها

وتفجُّعٌ للعين فيها حيثُ لا

عيش أُوازيه بعيشي فيها

أبكي المنازلَ وهي لو تدري بالذي

بعثَ البكاءَ لكنت أستبكيها

بالله يا دمعَ السحائبِ سقّها

ولئن بخلت فأدمعي تسقيها

يا مغرياً نفسي بوصفٍ غريرةٍ

أَغريتَ عاصيةً على مغريها

لا خيرَ في وصف النساء فأعفني

عما تكلفنيه من وصفيها

يا ربَّ قافيةٍ على إِمضائها

لم يحل ممضاها إلى ممضيها

لا تُطعمنَّ النفسَ في إِعطائها

شيئاً فتطلبَ فوق ما تعطيها

حبُّ النبي محمد ووصيّه

مع حبِّ فاطمة وحب بنيها

أهل الكساء الخمسة الغرر التي

يبني العلا بعلاهمُ بانيها

كم نعمةٍ أوليتَ يا مولاهُم

في حبهم فالحمدُ للمواليها

إِنَّ السَّفاه يُقلُّ مدحي فيهمُ

فيحقّ لي ألا أكونَ سفيها

هُمْ صفوةُ الكرم الذي أصفيتهم

ودّي وأصفيتُ الذي يصفيها

أَرجو شفاعتهم فتلك شفاعةٌ

يلتذُّ بردَ رجائها راجيها

صلوا على بنتِ النبيّ محمد

بعد الصلاة على النبي أبيها

وابكوا دماءً لو تشاهدُ سفكها

في كربلاء لما ونت تبكيها

يا هولها بين العمائم واللحى

تجري وأسيافُ العاد تجريها

تلك الدماءُ لو أنها تُفْدى إذاً

كنّا بنا وبغيرنا نفديها

لو أن منها قطرةً توقى إذاً

كانت دماء العالمين تقيها

إن الذين بغوا إِراقتها بغوا

مشئومةَ العقبى على باغيها

قتل ابنِ مَنْ أوصى إليه خيرُ من

أَوصى الوصايا قط أو يوصيها

رفع النبي يمينه بيمينه

ليرى إرتفاع يمينه رائيها

في موضع أضحى عليه منبهاً

فيه وفيه يبدعُ التشبيها

آخاه في خمّ ونوّه باسمه

لم يألُ في خبرٍ به تنويها

هو قال أفضلكم عليٌّ إِنه

أَمضى فسنَّته التي يمضيها

هو لي كهارونٍ لموسى حبذا

تشبيهُ هارونٍ به تشبيها

يوماه يومٌ للندى يرويهمُ

جوداً ويومٌ للقنا يرويها

يسعُ الأنامَ مثوبةً وعقوبةً

كلتاهما يُمضي لما يمضيها

بيدٍ لتشييد المعالي شطرها

ولهدم أَعمار العدى باقيها

ومضاء صبرٍ ما رأى راءٍ له

فيما رآه من الصدور شبيها

لو تاه فيه قومُ موسى مرةً

أخرى لأنسى قوم موسى التيها

عوجا بدار الطفِّ بالدار التي

ورث الهدى أَهلوه عن أهليها

نبكي قبوراً إِن بكينا غيرها

بعضَ البكاء فإنما نعنيها

نفدت حياتي في شجىً وكآبةٍ

لله مكتئبُ الحياة شجيها

بأبي عَفَتْ منكم معالمُ أوجهٍ

أضحى بها وجهُ الفخار وجيها

مالي علمتُ سوى الصلاةِ عليكم

آلَ النبيّ هديةٌ أهديها

وأسىً عليَّ فإن أفأت بمقلتي

يحدو سوابقَ دمعها حاديها

سقياً لها فئةً وددتُ بأنني

معها فسقّاني الردى ساقيها

تلك التي لا أرضَ تحمل مثلها

لا مثلَ حاضرها ولا باديها

قلبي يتيهُ على القلوب بحبها

وكذا لساني ليس يملك تيها

وأنا المدلة بالمراثي كلما

زادت أزيد بقولها تدليها

يرثي نفوساً لو تطيقُ إِبانةً

لرثتْ له من طولِ ما يرثيها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الصنوبري

avatar

الصنوبري حساب موثق

العصر العباسي

poet-alsanubri@

693

قصيدة

1

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي، أبو بكر، المعروف بالصنوبري. شاعر اقتصر أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار. وكان ممن يحضر مجالس سيف الدولة. تنقل بين ...

المزيد عن الصنوبري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة