الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » خل الكئيب يقاسي ما يقاسيه

عدد الابيات : 38

طباعة

خلِّ الكئيبَ يقاسي ما يقاسيهِ

ويسبل الدَّمع قطرا من مآقيهِ

لا تلحه إن بكى أو حنَّ من ولهٍ

ودعه يرسبُ وجداً في ملاهيهِ

وليس إن صدَّ عن هاديه من عجب

فالصبُّ ليس يرى هاديه هاديهِ

صبٌّ على ظهرِ نضو الغيّ مركبُه

والوجدُ قائدُه والشوقُ حاديهِ

لم يبق من روحِه إلّا حشاشته

تردَّدت منه في أقصى تراقيهِ

يميتهُ في هواه هجرُ قاتِله

والوصل بعدَ خروج الرّوحِ يحييهِ

يا صاحبيَّ اِنظراني ساعةً وقِفا

لي في مقامٍ تعفَّى بعدَ أهليهِ

ربعٌ نحيّيه إجلالاً لمن وجدت

أيدي المطيِّ به أن لا نحيِّيهِ

عَهدي به وظباء القفر ناصبة

منهنّ للأسد أشراك الهوى فيهِ

وَكَم قد سحبت به ذيلَ الشبابِ وقد

جرَّرت فيه بأذيالٍ لساميهِ

وَكم سحبت به ذيلَ الشبابِ وكم

جنيتُ غصنَ الهَوى فيهِ وغانيهِ

أيَّام روض الصِّبا خضر شقائقُه

موشيّة بالبها منه حواشيهِ

عصرٌ مضى وتقضَّى طيب لذَّته

ما كان أحلى وما أبهى لياليهِ

أفدي الحبيبَ الّذي نحوي سرى سحراً

كأنَّه البدرُ وافى في تجلِّيهِ

أفديهِ من زائرٍ جاء الخيالُ به

من بعدِ طولِ الجفا أفديهِ أفديهِ

زارت سعادُ وشهبُ الجوِّ شاخصة

بأعين ناظراتٍ في دياجيهِ

وأقبلت لي تهادى في مجاسدها

بمنظرٍ مكتسٍ بالحسنِ عاريهِ

أبدَت عتاباً على طولِ النَوى ولها

لفظ يحاكي لبالبها لباليهِ

فقمتُ ألثمُ صدغَها ومبسمَها

وأحتسي عسلاً عذباً لجانيهِ

فَجال ماء الحيا في وجهها خجلاً

واِصفرّ لوناً بتوريد وتمويهِ

وجه تضاحك فيهِ الدُّرُّ مبتسماً

ما بين أبيضه حُسناً وقانيهِ

فالجلّنار يناغي غضَّ نرجسه

ورائق الورد دانٍ من أقاحيهِ

غيداء ليِّنة الأعطاف مائسة

كأنّها غصن بان في تثنِّيهِ

لا زلت أصبو إليها ما حييتُ كما

يصبو فلاح إلى إكرامِ عافيهِ

متوَّج في اِرتكاب المشكلات حظي

بأوَّلِ الحمدِ عن سعي وتاليهِ

رقا مراتبَ من سمك العُلا وسمت

به سماءُ المعالي في معاليهِ

وصار في رتبةٍ شمَّاء عاليةٍ

ما في نهايتها خلق يباريهِ

نورٌ تصوَّر في إجلالِه بشراً

سبحانَ باريه بل سبحانَ باريهِ

يا أَيُّها الملكُ القرمُ الهمامُ ومن

خطَّت له الحمدَ والعليا مواضيهِ

ملكٌ تفرَّد في عزٍّ تفرَّد في

ما قَد تكسَّبه والمجد ثانيهِ

أفقه لمن قد حباك النَّظمَ متَّسقاً

تُنبي بصفوِ الحجا منه معاليهِ

قد جاءَ يقطعُ آفاقَ البلادِ إلى

أن لوَّحته الذَواري في مواهيهِ

وصارَ عن أفرخٍ والكلّ من ولهٍ

متيَّم القلب غمر الشوقِ ظاميهِ

والدَمع منه ومنهم واكف هتنٌ

مسترسلٌ بينهم لم يرقَ جاريهِ

حتّى أتيت لهم أمٌّ تعلّلهم

إلّا بإسمك إذ ظلَّت تصدِّيهِ

فعلَّلتهم بذا كانت تعلّلهم

وقد شجا قلبها بالوجدِ شاجيهِ

وبشَّرتهم بما كانت تؤمِّله

منكَ الغداةَ وما كانت ترجِّيهِ

فاِنعم له منك بالفسحان في عجلٍ

واِقضِ مآربَه واِصدق أمانيهِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة