الديوان » العصر العثماني » نيقولاوس الصائغ » بديع حسن امتداحي رسل ربهم

عدد الابيات : 155

طباعة

بديعُ حُسن امتِداحي رُسلَ ربّهمِ

براعةٌ في افتِتاحي حَمدَ بِرِّهمِ

يا صاحِ صِح بي فصَحبي سارَ رَكبُهُمُ

وطلَّقوني طليقَ المَدمَعِ السَجِمِ

ما إِن تُلفّقُ ثوبَ الصبرِ ها نَدَمي

من دُونهِ عِندَ ما قد عزَّهانَ دَمي

هم ذَيَّلوني بخيرٍ مُلحَقٍ بنَدىً

يُروِي الصَدَى وَهوَ وافٍ وافرُ القِسمِ

طريفُ تطريفِ ثوبِ المجدِ تمَّ لهم

فلاحَ كالعَلَم المنصوبِ في العَلَمِ

ما شَحَّ سَحُّ عطاياهم وصُحفُهمُ

ما حُرِّفت من أَداة الظُلمِ والظُلَمِ

هل ضلَّ من ظَلَّ لفظ العَذلِ يُولِعُهُ

فالقلبُ من لَذع عَذل فاظَ بالأَلَمِ

ومَعنَويُّ كلامٍ قد يُسيءُ فَلا

زالت جَوارِحُهُ مأَوى أَخِي لخم

تنزَّه القولُ منهُ عن مُسالَمةٍ

فخِلتُهُ بالدنايا غيرَ مُتَّهم

رايتُ هزل حَسُودٍ لي فقلتُ لهُ

بالجِدِّ وا اسفا ان مُتُّ بالسَقَم

غاضَ الوَفاءُ فما تَلقاهُ في عِدَةٍ

لتستعينَ بهِ في الحادث الحَطِم

لولا امتِداحي الأُناسَ الأَرذلِينَ لَمَا

فصَّلتُ ثوبَ الهِجا يوماً لذَمِّهمِ

قابلتُهم بالوَفا مع حِفظِ ذِمَّتِهِم

فأَدبَروا بالجَفا والنَكثِ للذِمَمِ

والأَمنُ وَلَّد لي من أَصدِقايَ عَناً

ومن أَعاديَّ لم آمَن فلم أُضَمِ

طَيٌّ ونشرٌ وكُفرانٌ لهم وَوَغىً

للخيرِ والشرِّ والنَعماءِ والسَلَمِ

واللَهُ اهملهم عدلاً وأَمهَلَم

والسُوءُ سَحَّ لهم كالهاطل العَرِمِ

في مَعرِض المدح ذمٌّ قد يَحِقُّ لهم

الصابرينَ على الأَهوالِ كالنِعم

حازوا التهكُّم إذ راموا مُفاخَرةً

فقلتُ انتم أُولو الإِجلال والحُرَم

وان ايضاً صَلاتي في مَسَرَّتهم

هذا اقتباسُ كِتاب السيِّدِ العَلَمِ

كلٌّ مولٍّ ولا والٍ ولو ملكٌ

ويستوي الكل مقلوباً إلى الرُجَمِ

قولاً بمُوجَبهِ قالوا نراكَ لقد

رَغِبتَ قلتُ بَلَى أَي عن وِدادِهِم

قالوا ارتجع قُلتُ هل لي من مُراجَعةٍ

قالوا اعتَذِر قلتُ بعضُ العُذرِ لم يَقُمِ

تغزُّلي بالهَوى والإِفتِتانُ بهِ

أَصبحتُ منهُ أُنادي آهِ واسَدَمي

لو أَنَّ تسليم رُوحي في يدي قَسَماً

سلَّمتها قبل ان أُلقَى من الرَحِم

وراحتي استُخدِمَت مني فحُزتُ عَناً

لكن غدت مَورداً يروي فؤاد ظَمِي

وكم نُدِبتُ إلى فرض فاوهَمَني

حُزني لاني بعبءِ الفَرض لم أَقُم

اعاتب النفس علَّ العَتبَ يَعطِفُها

كفاكَ جَهلاً وشيبي بالغُ الحُلُمِ

نِيرانُ شَهوتها الشُنعى مُذُ استَعَرَت

اذوَت غُروسَ التُقَى من روضهِ العَمِ

وعاذلٍ رامَ عذلي في مُؤارَبةٍ

يا غادراً كُفَّ عن لَومٍ وعن تُهَمِ

طرحتَ نُصحَكَ في إِبهام قولك لي

يا ليتَ يُطرَحُ منا الضِدُّ للعَدَمِ

حُسنَ التخلص ابغي من أَذاك بمَن

أَبرَى الزَمِينَ وأَحيى دارسَ الرِمَمِ

يسوعُ بالروحِ إِبنُ اللَهِ مطرداً

وَهوَ ابنُ داودَ وابرهيمَ بالجسمِ

شخصٌ بطبعَينِ والتفسيرُ يُوضِحُهُ

طبعٌ بسيطٌ وطبعٌ قابل الأَلَمِ

كلُّ الكَمالِ كَمالُ الكلِّ نِيطَ بهِ

يا عكسَ قومٍ امالوا عن كمالهمَ

كرِّر طِلابَ نَدَى المستَوهَبِ النِعَم

يا عكسَ قومٍ امالوا عن كمالهمَ

لولاهُ لم ينفتح بابُ السَمَاءِ لنا

ذا مذهبي في كلامي فافتهم كَلِمي

بَرَا العناصرَ والأَفلاكَ في رُتَبٍ

والشُهبَ والخَلقَ بالترتيبِ من قِدَمِ

قد وشح الكونَ طُرّاً يومَ مَولِدِهِ

بخِلعةِ الأَحمَدَينِ الجذل والسلمِ

واودعَ الناسَ حُسنَ الأَمنِ حيثُ غدا

في عَدلِهِ الذئبُ قد يَرَعى مع الغَنَمِ

فما لِما ضُمِّنَ ابنُ اللَهِ من عِظَمٍ

حَدٌّ فيُعرِبَ عنهُ ناطقٌ بفمِ

تمثيل اقوالهِ والفعلِ أَنشَطَنا

والخيلُ تُنشَط بالمِهمازِ واللُجُمِ

يسوع حَسبَ اسمِهِ بالإِتفاق أَتَى

بهِ فخلَّصَنا من رِيبةَ الأَضمِ

اسمٌ وفعلٌ لمعنىً فيهما اتَّفقا

إِسمٌ قد اشتقَّ من فعلٍ ومنهُ سُمِي

كلُّ الوجودِ به اجزاؤُهُ انحصرت

كي تُلحِقَ المجد فيهِ سائرَ النَسَمِ

لهُ السماواتُ والأَرضُونَ خاضعةٌ

أَوجِز وقُل كُلُّها تعنو لمحتكمِ

بسيط جوهرِهِ القُدسيّ في عِظَمٍ

يَجِلُّ عن عَرَض او درك مفتهمِ

موزع النِعَم العَلياءِ مطِّلِعاً

على العباد عليماً عينَ عقلهم

يجزي المُسيءَ أَسىً والمُحسِنينَ نَدىً

مُشاكلاً صُنعَهم عدلاً دماً بدمِ

مَولى هو الوَترُ لا شَفعٌ يشاركُهُ

هُوَ المُهَيمِنُ ربُّ الخَلقِ كلهمِ

قد يُوجبُ الخيرَ فضلاً ليسَ يسلبهُ

ويسلُبُ المرءَ ما يُغريهِ بالاثمِ

ايجابُ أَنعُمهِ لن يَنتفي ابداً

ولم تُعوَّد يداهُ صَفقَةَ النَدَمِ

لا عيبَ فيهِ سِوَى إِفراط رحمتهِ

ذمٌّ بمعرِض مدح الفائض الدِيَمِ

يا صاح قِف باحتراس ضِمنَ حضرتهِ

وسَل بكلّ احترامٍ فضلَ مُحترَمِ

سُم لُذ أَبج دُم أَرِح عَف كُفَّ خَلِّ أَطِع

فِق ثِق أَنِل وَشِّ فوف ذُرُّ لَذَّ عِمِ

سَلامتي باختِراعي حُسنَ مدحتِهِ

بها في يَتَبارى مع فم القَلَمِ

تطريزُ مدح الهِ الخلقِ منتظمٌ

يا حُسنَ مُنتظِمٍ في خيرِ مُنتظِم

نوادرُ السجِ قد حيَّتهُ من أَكَمٍ

دانت لأَن طُبِعَت من أَخمَص القَدَم

نونٌ ليُونانَ لما كان ملتقماً

تلميحُ مثواهُ قبرٌ ضيِّقُ الأُطُمِ

تسهيمُ رحمتهِ قد ضَمَّ فِتيتهُ

ضِمنَ اللَظى فارتَعَوا في باردٍ شَبِمِ

من الفرائد لما شِيمَ ممتطياً

مهروزةَ النُور لا مهروزةَ الضَرَمِ

لا كانَ حُبُّك قِسمي في البريَّةِ ان

ناكثتُ عهدي بهِ او خُنتُ في قَسَمي

رجعتُ عن كل ما أَهوَى ولستُ أَرَى

لي من رجوعٍ عن الإِيمان والذِمَمِ

سجلتَ لي الصَفحَ إِمَّا تُبتُ عن غَلَطي

هب أَنَّني تُبتُ فاصفَح عن أَذى جُرُمي

يسوعُ مريمُ يوسف ابرعوا طلبي

أنا الفقيرُ وانتم منهلُ الكَرَمِ

ثالوثُ أرض كثالوثِ السَماءِ فقل

تشبيه شيئين في شيئين للعِظَمِ

بالغيث قد أشرعوا إيمانهم فهَمَت

فضلاً وكم اسرعوا في غَوثِ منعدمِ

بهم يَرُدُّ فَتىً النِفاقِ على

أعجازهِ ان أَتَى مستلئِماً بهمِ

لزوم مدحِهمِ قد صارَ مُلتَزِمي

إذ كان حُبُّهُم في الناس من لَزَمي

والقلبُ هامَ بهِم وجداً فقُلتُ لهُ

هل تكتفي بالسِوَى عنهم فقالَ لَمِ

تمكنَ الحُبُّ في قلبي وزِدتَ هَوىً

بمدحهِ الرُسل نُور العُرب والعَجَمِ

وظَلتُ أَنثُرُ دمعي في مدائحهم

فرُحتُ ما بينَ هَطَّالٍ ومنسجمِ

اهلُ السَناءِ بِهِم نِلنا السَناءَ وتر

ديدُ السَناءِ اليهم من صِفاتهمِ

ما الزَهرُ والزُهرُ ان فاحت وان لمعت

يوماً بأَحسَنَ من تفريع عِلمهمِ

سادوا بحَزمٍ وحِلمٍ عن حِجىً ونُهىً

بهِ يدي وندي تعديد وصفهمِ

كم أبدعوا فصلَ فضل من تُقىً ونَقىً

واشرعوا او رَعَوا بالحُكم والحِكَمِ

نَجِلُّ عن مَثلٍ أَوصافهم فهُمُ

بالفضلِ أَشهَرُ من نارٍ على عَلَمِ

افعالهم سَلِمَت من عِلَّةٍ فنَحَوا

توجيهها للعُلَى قبلَ انصِرافهمِ

بشرع فضلٍ وأَحكامٍ وفَرضِ حِجىً

راعوا النظيرَ سَنُّوهُ من حِكَمِ

بُروجُ دِينٍ وشمسُ الحقّ دائرةٌ

فيهم فممتنعٌ تشبيهُ قَدرهمِ

باري الكواكبِ والأَفلاكِ هم عَبَدُوا

نِكت على من نَحَوها في سُجودهمِ

هم السَماءُ اذاعوا مجدَ خالِقِهم

بنغمةٍ بلغت آذان ذي الصَمَمِ

لو أَنَّهم آثروا إِغراق حاسدهم

لغَرَّقوهُ بسَحٍّ من بَنانِهمِ

كم ارهبوا بعِظاتٍ لا غُلُوَّ بها

تكادُ تُوجَمُ منها الأُسدُ في الأَجَمِ

والمرءُ ان لم تُفِد اقوالُهُ حِكَماً

فكلُّ جمع كَلامٍ منهُ كالكَلِمِ

ومن اشارتهم بالتوبةِ انصَدَعَت

بها القُلوبُ لأَن فاظت من النَدَمِ

ترادفت نِعَمُ الرحمنِ وانسَكَبَت

عليهِمِ حيثُ مأوَى النُطق والفَهَمِ

توشحوا اللَه لمَّا إِنَّهم خلعوا

ثوبَ الوُجودِ وأَلقوه إلى العَدَمِ

والروحُ رشحهم للطُهرِ حين أُرِي

كأَلسُنِ النارِ مبعوثاً لسبكهمِ

تجردوا للمعالي عند ما نبذوا

وادي المدامع تروي صَبغة العَنَمِ

قد تمموا كل سعيٍ في بشارتهم

بكلِّ قُطرٍ بلا عَجزٍ ولا سَأَمِ

وما بتكميلهم نقصٌ إذا اكتملوا

بعِصمةٍ نُزِّهوا فيها عن الوصمِ

ساروا على ثَكَمِ التَقوى وما التفتوا

عنها فيا قلبُ لِم لَم تلتحِق بهمِ

واستطردوا نُجُبَ البَشراءِ عن هِمَمٍ

توقَّدت مثلَ أَحشائي بحُبِّهِمِ

واوغلوا بالسُرَى في كل باديةٍ

بأَينُقِ العزم لا بالأَينُقِ الرُسُمِ

مستتبعين الهُدَى فيضَ النَدَى بيَدَي

مَكارمٍ بَذَلُوها بَذلَ نفسهمِ

كم اذهبوا في الوَرَى تصريع ذي لَمَمِ

واطلَقُوا أَلسُناً من رِبقةِ البَكَمِ

وكم ازالَ سَقاماً مَرُّ ذيلهم

كأَنَّهم ذُيِّلوا بالبُرءِ للسَقَمِ

بلا ظُبىً وعَصاً تُخشى اطاعهمُ

اهلُ النُهَى وعصاهم كلُّ ذي يَهَمِ

ان الممالك هالتها مَخافتُهم

ايضاح ما فيهمِ من خوفِ ربّهمِ

تشطيرهم في الوَرَى جمعَ الفئَات أَرَى

من كل ملتزمٍ بالحقّ معتصمِ

مستعدلٌ عادلٌ والأَيدُ وازنهُ

مستقتلٌ قاتلٌ عدلاً لكل كمي

سهلُ الخلائقِ كَشَّافُ الدقائقِ وَضَّ

حُ الحقائقِ أَسنَى مَنهَجٍ لَعمِي

اني اناقضُ ما أَبدَوهُ من رَشَدٍ

إِمَّا ضَلَلتُ وضَلَّت رُوحُ معتصمِ

حزتُ الرَشادَ بحسن الإِتباع لهم

حتى سلوتُ عن الأَوطان والحَشَمِ

حسنُ البَيان بما في النفس أَرشَدَني

إلى هُداهم ولم أُرشَد بغيرهمِ

بهم مجازي إلى الرحمنِ أُدرِكُهُ

من مُلتَقَى غَضبٍ في الحَشرِ محتدمِ

ادمجت في مدحهم شكوايَ من جَسَدٍ

كانهُ الدهرُ لا يبغي سِوَى ظُلُمِ

لقد تخيرتهم لي سادةً ابداً

ولا خِلافَ لاني تحتَ حُكمهمِ

لسر لُغزيَ طِرسٌ باءَ مبدأُهُ

وسارَ بالقلبِ فاصفِ القلبَ تفتهمِ

قدِ انعَمَت عينُ عُمري بالظَلامِ وقد

عمَّتهُ مُدَّةُ تيهِ العابدي الصنَمِ

اهل النُهَى في تحاجي مدحهم هتفوا

بالنَومِ أُكفُف فما حُلمٌ بذي حُلُمِ

تضمنوا كل فضلٍ ظلَّ مزدوجاً

فيهم بحَزمٍ وعَزمٍ غيرِ منثلمِ

قد طابقوا الحقَّ في يُسرٍ وفي عُسُرٍ

في العِزِّ والذُلّ والإِنعام والنِقَمِ

مَن ذا يغايرهم في حُبّ مَسكَنةٍ

والفقر يُنصلُ من هَمٍّ ومن غُمَمِ

توكيد رِفعتهم خفضُ الجَنابِ على

أَنَّ الوضيعَ هنا عندَ الالهِ سُمي

نُضرُ الاثافيّ لا يأوي الرَمادُ بها

تَكنِي عن النُسك لا تَكنِي عن اللُؤُمِ

سُودُ المدارعِ صُفرُ الجِسم بِيضُ ثَناً

حُمرُ المدامعِ تدبيجٌ لنُسكهمِ

تهذيبُ مَنظَرهم تأديبُ ناظِرِهِم

من كل مُحتَرَمِ الآداب مُحتشِمِ

أَرَوا مُماثَلةً أَهدَوا مُفاخَرةً

أَبدَوا مُجانَسةً بالخِيم والشِيمِ

حَلَّت ايادي عطاياهم بتوريةٍ

عِقدَ الزَمانِ ومَرَّ الحادثِ الحَطِمِ

ففضلهم شاملٌ والحزمُ ناسبهم

وَجُودُهم هاملٌ أَغنَى أُولِي العُدُمِ

للمَعنَيَينِ ائتِلافٌ فيهمِ اجتمعا

نَدى وبأسٌ لمبرورٍ ومجترِمِ

رَغِبتُ لكنَّ في استِدراكٍ رِفدِهمِ

ومِلتُ قلباً ولكن نحوَ حُبِّهمِ

اني تجاهلتُ عِرفاني بنائلهم

فقلتُ هذا الحَيا ام فيضُ كَفِّهمِ

فرَّغت قَوسَ اجتِهادي في مدائح مَن

جلَّت مناقبُهم إِجلالَ قَدرِهِمِ

مدحٌ قد اشتبه الاطراف من فهم

فَهِم بهم يا فُؤادَ الحاذِق الفَهِمِ

غَوئي بمن لا اعتِراضٌ في شَفاعتِهم

فهم أَبَا صاحِ ذُخري يومَ مُزدَحَمِ

تعطفوا واعطِفوا نحوي لأَنَّكُمُ

اجلُّ من يُرتَجَى إِقبالُ عطفهمِ

آراؤهم ومزاياهم وحِكمتُهم

فضائلُ اجتمعت في جمع شَملِهِم

قد اشبهوا الشُهبَ والتفريق بينهُمُ

لتِلكَ ضَلٌّ وهم مستوضحوا اللَقَمِ

فجمعهم عادَ في تقسيمهِ قِسَماً

فمن قتيلٍ ومصلوبٍ ومرتجم

لكنَّ تقسيمهم في الموتِ بانَ لنا

الرُوحُ لِلّهِ والأَجسادُ للأَلمِ

جمعٌ تفرَّقَ للبَشراءِ حين غَدَوا

كالشُهب في سيرهم كالشُهبِ في الظُلَمِ

بالقَدرِ مؤتلفاً بالحُكمِ مختلفاً

فيما يَخُصُّ الصَفا المَدعُو برأسِهمِ

اهدوا الأَنامَ فلم استثنِ من احدٍ

الا الذينَ أَبَوا تقديمَ شيخهمِ

وللصَفا خَلَفٌ تعريضُ مدحهمِ

هل ان سُلطانهم عن سيف مختصم

حازوا المساواة بالسُلطانِ اجمعهم

لا بالوظيفةِ فارفَع شُبهةَ التُهَم

تعليلُ جعل الصَفا أُسّاً لبِيعتِهِ

لانهُ هو صخرٌ غيرُ منصدمِ

وكان للقومِ قلبٌ واحدٌ فأَتَوا

بعقد رأيٍ مجيد الدِين منتظمِ

فالأَنبياءُ وتوراةُ الكليمِ معاً

جميعُهم قد أَتَوا عُنوانَ دِينهمِ

فالعِلمُ انسق والبُرهانُ حَقَّقَ وال

إِيمانُ أَشرَقَ من لألاءِ أُفقِهِم

بِيضُ الوُجُوهِ اتِساعُ الباعِ خُصَّ بهم

جلوا الظَلامَ وجالوا في عليّهمِ

في سِدرةِ المُنتَهى في العَرشِ في جَبَلِ ال

أَبكارِ في المجد تصديرٌ لجمعهم

تنويعُ أَوصافهم حاوي الكَمالِ فهم

كالشمسِ كالغيثِ كالأَنوارِ كالعَلَم

سجعي ومُعتصمي ينحو أُولي الهِمَمِ

هم أَمجَدُ الأُمَمِ في العِزِّ والشَمَمِ

جزَّيت منتظمي اجزيتُ مختصمي

ارويتُ من حِكَمي روَّيتُ كلَّ ظَمِي

سَمِّط قلائِدَهم وانظِم فرائِدَهم

وانشِد قصائدَهم يا طَيِّبَ النَغَمِ

شِعري ترصَّع من عِقيانِ مدحهمِ

سِعري ترفَّعَ في أَوزانِ نعتهمِ

الحمدُ والمدحُ في قلبي مُزاوَجةً

لهم ووُدّي وعَهدي غيرُ منفصمِ

لما تولَّى الهُدى عقلي وزاوَجَهُ

رأَيتُ أَنَّ خَلاصي في وَلائِهمِ

تأَلَّفَ اللفظُ مع وزنٍ بمدحتهم

كما تَأَلَّفَ العِقدِ بالنظمِ

واللفظُ يَخدِم مَعنى المدحِ مؤتلفاً

ان المعاني لها الأَلفاظُ كالخَدَمِ

والوزنُ مؤتلفُ المعنى بمِدحةِ مَن

يَكِلُّ كلُّ لِسانٍ عن مديحهمِ

واللفظُ بالفظِ كالعِقيان مؤتلفٌ

ودُرُّ نظمي غلا في كاملي الشِيمِ

حُسنَ التخلص ارجو من شَفاعتهم

فهم مَلاذيَ في بَدءٍ ومُختَتَمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نيقولاوس الصائغ

avatar

نيقولاوس الصائغ حساب موثق

العصر العثماني

poet-nicolaos al-sayegh@

342

قصيدة

33

متابعين

نيقولا (أو نيقولاوس) الصائغ الحلبي. شاعر. كان الرئيس العام للرهبان الفاسيليين القانونيين المنتسبين إلى دير مار يوحنا الشوير. وكان من تلاميذ جرمانوس فرحات بحلب. له (ديوان شعر - ط) وفي ...

المزيد عن نيقولاوس الصائغ

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة