الديوان » العصر العثماني » نيقولاوس الصائغ » أمانا لبنيان غدا أسه الصفا

عدد الابيات : 73

طباعة

أَماناً لبُنيانٍ غدا أُسُّهُ الصفا

هُوَ الراسخُ الأَركانِ والثابتُ الأَصلُ

فهذا الأَساس الصَلدُ بُطرُسُ صخرةُ ال

أَمانةِ والأُسُّ الذي ما لهُ تلُّ

فكلُّ بِناءٍ أُسُّهُ الصخرُ ثابتٌ

قَوِيٌّ فما يُقوِي وما دُونَهُ رملُ

أَقَرَّ بلاهوتِ المسيح مؤَكِّداً

بإِلهامِ روح اللَه قرَّ بهِ العقلُ

فما جَسَدٌ أَوحى اليهِ ولا دمٌ

بل الآبُ ما لا شكَّ فيهِ ولا زَلُّ

لذلكَ اولاهُ المقاليدَ فاغتَدَى

على الرُسلِ مِقداماً تَدِينُ لهُ الرُسلُ

امينُ المفاتيح التي جاءَ رمزُها

على مُطلَق السُلطان يعنو لهُ الكُلُّ

هو الراعي الاغنام من فِئَتي الوَرَى

وراعي النِعاجِ اللاءِ قام بها النسلُ

عُموميُّ سُلطانِ الرِعايةِ انهُ

تَدِينُ إلى سُلطانهِ الشاةُ والنحلُ

حباهُ اختِصاصاتٍ بها خُصَّ وَحدَهُ

فكانَ هو الخِدنُ المفضَّل والخِلُّ

مَشَى فوقَ ماءِ البَحر كاليَبس سارعاً

ولم يَعتَرِ الأَقدامَ من مائهِ بَلُّ

وابدلَ منهُ الإِسمَ سِمعانَ بالصَفا

بأَنَّ هُوَ الأُسُّ الذي رَمَزَ البدلُ

وَفى عنهُ دُونَ الرُسل جِزيةَ قيصرٍ

وَفاءَ اعتِناءٍ فيهِ فَهوَ لهُ أَهلُ

وخصَّصَ بَشراء القِيامةِ باسمهِ

وعمَّ السِوَى مَعنىً من السِرِّ ما يخلو

هو الجازُ الأَحكام في كل مُشكِلٍ

ومَعنىً بهِ قد قُيّد الضبطُ والشَكلُ

هُوَ الأَوَّليُّ القولِ في كُلِّ سُورةٍ

تَميَّزَ باسمٍ حازهُ الحرفُ والفِعلُ

فمن فَمِهِ الناموس يُسمَع هكذا

قضى اللَه فاسمَع يا أَصمَّ بهِ ذَهلُ

وحَقَّق في امرِ الخِتان وَلاءَهُ

بجازم امرٍ لم يَكُن فيهِ مُعتَلُّ

امات صَفيراً بغتةً حينَ نافَقَت

ومن قبلِها في موتها هَلَكَ البَعلُ

واهلكَ سِيمُونَ الرديَّ وسِحرَهُ

وأَسقَطَهُ فانتابَهُ الهُلكُ والخَبلُ

لهُ لاحَ ذَيَّاكَ الإِزار مُعلَّقاً

ومن كل دَبَّابٍ وذي أَربَعٍ مَملُو

بهِ قَبِلَ الايمانَ أَوَّلُ مُؤمِنٍ

من العابدي الأَوثانِ فَهوَ لهُ الفضلُ

أتَى بُولُسُ المُختارُ بعدَ اصطِفائِهِ

ولم يُؤلِهِ بالسَير حَزنٌ ولا سَهلُ

ويَمَّمَ أُورَشليمَ كي يَنظُرَ الصَفا

ويَتلُو عليهِ ما تَلاهُ وما يَتلُو

لئلا يخيبَ السعيُ او انهُ سَعَى

بهِ باطلاً فيما لهُ سَعَتِ الرِجلُ

وان يَكُ حاز العِلمَ من لَدن ربِّهِ

وعُلِّمَ منهُ ما يَمَرُّ وما يحلو

فلم يُغنَ الَّا اذ رَوَى ما رأَى لَمِن

قمينٌ بهِ منهُ الرِوايةُ والنَقلُ

فلو لم يكُنِ رأساً لما جلَّ امرُهُ

ولا عرضَ البُشرى عليهِ الفَتَى الجَلُّ

فكم زَمِن أَشفى شَفى ظِلُّ ثوبهِ

فللَّه ما سوَّى حقيقتَهُ الظِلُّ

برومية العُطمى قَضَى بصليبهِ

قتيلاً ولكن حَبَّذا ذلك القتلُ

وما زالَ حَتَّى موتهِ وَهوَ حافظٌ

لكرسيِّه لا خَزلَ عنهُ ولا عَزل

مقاليدُ مُلكِ اللَهِ قد حازَها ومن

خِلافتهِ حتى النهايةِ ما تخلُو

مُواصِلةً تقليدَها كلَّ قائِمٍ

بكرسيِّه ما دامَ دامَ بهِ الوَصلُ

خليفةُ راس الرُسلِ حائِزُ سيفهِ

بأَرؤُس اهل الأَرطَقات لهُ صَلُّ

ففي كفِّهِ عن حِكمةٍ سيفُ حِكمةٍ

فطَوراً لهُ غَمدٌ وآوِنةً سَلُّ

رفيعُ المعالي نائبُ اللَهِ في الوَرَى

على كُلِّ ذي قَدرٍ ومَرتَبةٍ يَعلو

رئيسٌ على كل الرُؤوس تَحَكُّماً

لهُ الأَمرُ ثم النَهيُ والعَقدُ والحَلُّ

وراعي رُعاةِ اللَهِ في كل بِيعةٍ

مَنُوطٌ على أَحكامِهِ الحُكمُ والفصلُ

ابو سائِر الآباءِ جَدُّ بنيهمِ

مَدَى الدهر جَدٌّ لن يَجدَّبهِ الهَزلُ

فكُرسيُّهُ فوقَ الكراسيِّ كُلِّها

لهُ مَصدَرُ التصدير بَعداً ومِن قَبلُ

لهُ السِدرةُ الأُولَى تولَّى بها الوَلا

وكان بها الأَولَى فعنهُ السُوَى يألُو

تَقدَّمَ منها إذا تأَخَّرَ غيرُهُ

بنقلٍ واما ذا فما اسطاعهُ نقلُ

تَنزَّهَ بالايمان عن كل وَصمةٍ

كذلك بالتهذيبِ ما شانَهُ ضَلُّ

فما مجمعٌ الَّا الذي كانَ عاملاً

بهِ ولهُ في حُكمِهِ القولُ والفِعلُ

فما كان منهُ مُثبَتاً فَهوَ ثابتٌ

وما كان مرذولاً لديهِ هُوَ الرَذلُ

مُقدَّمُ عُمَّال الاله بُملكِهِ

عميدٌ عَمُودُ الحقّ مُعتَمَدٌ نَبلُ

وكيلٌ على البيتِ العظيمِ مُفوَّضٌ

امينٌ على حِفظ الأَمانةِ إِردَخلُ

وهو تَرجُمان اللَهِ بل قَهرَمانُهُ

وقِسطاسُهُ الحقُّ المُقامُ بهِ العدلُ

تسلسلَ بالتقليدِ رأساً لبِيعةِ ال

مسيح لذا يَعنُو لهُ الطِفلُ والكَهلُ

وهو رأسُها المنظورُ فيها لأنها

لمنظورةٌ والمِثلُ حقَّ لهُ المِثلُ

سفينةُ نوحٍ كلُّ مَن كان دُونَها

غريقٌ ولا طَلٌّ يَسِحُّ ولا وَبلُ

على بُطرسَ الصخرِ الوطيدِ تأَسَّسَت

وما أُسُّهُ الصخرُ الصَفا ليس ينحلُّ

هي الصِيرةُ الكُلِّيةُ الصَونِ والذي

يلوذُ بها يسمو بهِ الرأيُ والعقلُ

تصونُ بنيها من طُروقِ ذِئَابها

اذا جَنَّ ليلٌ وَهيَ في دَجنهِ غفلُ

نَبَت مِسمَعاً عن صوت راعٍ مُخادِعٍ

أَبَت ان تَعِي قولاً احطَّ بهِ الجهلُ

فمَن لا يَلِج من بابها فَهوَ سارقٌ

ولِصٌّ واينَ اللِّصُّ والراعيُ الفضلُ

ومن لم يُطِع واستعصِ صوتَ سَوائِها

فأَوَّلُهُ سُقمٌ وآخرُهُ قتلُ

فكل إِناءٍ دُونَها غيرُ ناجحٍ

وكل سِهامٍ دُونَها ما لهُ نَصلُ

وكلُّ حُسامٍ لم تَقِنهُ قُيونُها

كَهامٌ وان أَمضى شَبا حدِّهِ الصَقلُ

وكلُّ وَرُودٍ غيرَ مَورِدها قَذىً

وكلُّ عُقار ليس من حانِها خَلُّ

وكلُّ طَعامٍ لم يكن من طُهاتِها

سَقامٌ لنفسٍ لذَّ منهُ لها الأَكلُ

وكلُّ شرابٍ دُونَها غيرُ سائغٍ

أُجاجٌ بهِ قد يَشرَق الشيخُ والطِفلُ

وكلُّ حديثٍ لم يكن عن رُواتِها

فقُل انهُ سَمٌّ ونافثُهُ صِلُّ

فما أَثلجَت أَحلامَها قَطُّ خُدعةٌ

ولا إِن طَغَى أَفهامَها المَكرُ والخَتلُ

ولا عادلٌ الّضا بها غيرَ عادلٍ

عن العَدل من عَذلٍ وإِن اكثرَ العَذلُ

ولا مستقيمُ الرأيِ مستنهج الهُدَى

سِوَى مَن لهُ منها توضَّحَت السُبلُ

فدُونَكَ أُورَشليمَ نازلةً مِنَ ال

سَماءِ لها اثنا عَشرَ باباً هِيَ الرُسلُ

وما كان الاها فَسادُومُ انها

دِيارٌ عَفاها الإِثمُ واغتالَها الأَزلُ

فأَغصان أورشليمَ نُضرٌ وَرِيقةٌ

وأَغصانُ تلكَ النارُ والحَطَبُ الجَزل

وأَثمارُ أُورَشليمَ طابقَ خُبرُها

لأَخبارها والنوعُ ميَّزَهُ الفصلُ

وتلك لئن راقت لدى الوَهم مَنظَراً

فلكنَّها بالخُبرِ اولى بها الخَذلُ

أَطِع فَرضَها كيما تفوزَ بنَفلِها

فطاعتُها الفُضلَى هيَ الفَرضُ والنَفلُ

فمن يهتدي يوماً اليها فمُهتدٍ

ومن ضلَّ عن أَعلامِها فَهُوَ الضلُّ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نيقولاوس الصائغ

avatar

نيقولاوس الصائغ حساب موثق

العصر العثماني

poet-nicolaos al-sayegh@

342

قصيدة

33

متابعين

نيقولا (أو نيقولاوس) الصائغ الحلبي. شاعر. كان الرئيس العام للرهبان الفاسيليين القانونيين المنتسبين إلى دير مار يوحنا الشوير. وكان من تلاميذ جرمانوس فرحات بحلب. له (ديوان شعر - ط) وفي ...

المزيد عن نيقولاوس الصائغ

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة