الديوان » العصر الاموي » عبيد الله بن الرقيات » أقفرت بعد عبد شمس كداء

عدد الابيات : 60

طباعة

أَقفَرَت بَعدَ عَبدِ شَمسٍ كَداءُ

فَكُدَيٌّ فَالرُكنُ فَالبَطحاءُ

فَمِنىً فَالجِمارُ مِن عَبدِ شَمسٍ

مُقفِراتٌ فَبَلدَحٌ فَحِراءُ

فَالخِيامُ الَّتي بِعُسفانَ فَالجُح

فَةُ مِنهُم فَالقاعُ فَالأَبواءُ

موحِشاتٌ إِلى تَعاهِنَ فَالسُق

يا قِفارٌ مِن عَبدِ شَمسٍ خَلاءُ

قَد أَراهُم وَفي المَواسِمِ إِذ يَغـ

ـدونَ حِلمٌ وَنائِلٌ وَبَهاءُ

وَحِسانٌ مِثلُ الدُمى عَبشَميّا

تٌ عَلَيهِنَّ بَهجَةٌ وَحَياءُ

لا يَبِعنَ العِيابَ في مَوسِمِ النا

سِ إِذا طافَ بِالعِيابِ النِساءُ

ظاهِراتُ الجَمالِ وَالسَروِ يَنظُر

نَ كَما يَنظُرُ الأَراكَ الظِباءُ

حَبَّذا العَيشُ حينَ قَومي جَميعٌ

لَم تُفَرِّق أُمورَها الأَهواءُ

قَبلَ أَن تَطمَعَ القَبائِلُ في مُلـ

ـكِ قُرَيشٍ وَتَشمَتَ الأَعداءُ

أَيُّها المُشتَهي فَناءَ قُرَيشٍ

بِيَدِ اللَهِ عُمرُها وَالفَناءُ

إِن تُوَدِّع مِنَ البِلادِ قُرَيشٌ

لا يَكُن بَعدَهُم لِحَيٍّ بَقاءُ

لَو تُقَفّي وَتَترُكُ الناسَ كانوا

غَنَمَ الذِئبِ غابَ عَنها الرِعاءُ

هَل تَرى مِن مُخَلَّدٍ غَيرَ أَنَّ الـ

ـلَهَ يَبقى وَتَذهَبُ الأَشياءُ

يَأمُلُ الناسُ في غَدٍ رَغَبَ الدَهـ

ـرِ أَلا في غَدٍ يَكونُ القَضاءُ

لَم نَزَل آمِنينَ يَحسُدُنا النا

سُ وَيَجري لَنا بِذاكَ الثَراءُ

فَرَضينا فَمُت بِدائِكَ غَمّاً

لا تُميتَنَّ غَيرَكَ الأَدواءُ

لَو بَكَت هَذِهِ السَماءُ عَلى قَو

مٍ كِرامٍ بَكَت عَلينا السَماءُ

نَحنُ مِنّا النَبيُّ الأُمِّيُّ وَالصِد

ديقُ مِنّا التَقِيُّ وَالخُلَفاءُ

وَقَتيلُ الأَحزابِ حَمزَةُ مِنّا

أَسَدُ اللَهِ وَالسَناءُ سَناءُ

وَعَلِيٌّ وَجَعفَرٌ ذو الجَناحَي

نِ هُناكَ الوَصِيُّ وَالشُهَداءُ

وَالزُبَيرُ الَّذي أَجابَ رَسولَ الـ

ـلَهِ في الكَربِ وَالبَلاءُ بَلاءُ

وَالَّذي نَغَّصَ اِبنَ دومَةَ ما تو

حي الشَياطينُ وَالسُيوفُ ظِماءُ

فَأَباحَ العِراقَ يَضرِبُهُم بِال

سَيفِ صَلتاً وَفي الضِرابِ غَلاءُ

غُيِّبوا عَن مَواطِنٍ مُفظِعاتٍ

لَيسَ فيها إِلا السُيوفَ رَخاءُ

فَسَعوا كَي يُفَلِّلوكَ وَيَأبى الـ

ـلَهُ إِلّا الَّذي يَرى وَيَشاءُ

حَسَداً إِذ رَأَوكَ فَضَّلَكَ اللَـ

ـهُ بِما فُضِّلَت بِهِ النُجَباءُ

فَعَلى هَديِهِم خَرَجتَ وَما طِب

بُكَ في اللَهِ إِذ خَرَجتَ الرِياءُ

إِن تَعِش لا نَزَل بِخَيرٍ وَإِن تَه

لِك نَزُل مِثلَ ما يَزولُ العَماءُ

إِنَّما مُصعَبٌ شِهابٌ مِنَ اللَـ

ـهِ تَجَلَّت عَن وَجهِهِ الظَلماءُ

مُلكُهُ مُلكُ قُوَّةٍ لَيسَ فيهِ

جَبَروتٌ وَلا بِهِ كِبرِياءُ

يَتَّقي اللَهَ في الأُمورِ وَقَد أَفـ

ـلَحَ مَن كانَ هَمَّهُ الإِتِّقاءُ

إِنَّ لِلَّهِ دَرَّ قَومٍ يُريدو

نَكَ بِالنَقصِ وَالشَقاءُ شَقاءُ

بَعدَما أَحرَزَ الإِلَهُ بِكَ الرَتـ

ـقَ وَهَرَّت كِلابَكَ الأَعداءُ

وَرِجالٌ لَو شِئتَ سَمَّيتَهُم مِنـ

ـنا وَمِنّا القُضاةُ وَالعُلَماءُ

مِنهُمُ ذو النَدى سُهَيلُ بنُ عَمروٍ

عِصمَةُ الجارِ حينَ حُبَّ الوَفاءُ

حاطَ أَخوالَهُ خُزاعَةَ لَمّا

كَثَرَتهُم بِمَكَّةَ الأَحياءُ

حينَ قالَ الرَسولُ زولوا فَزالوا

شَرَعَ الدينَ لَيسَ فيهِ خَفاءُ

وَرِجالٌ مِنَ الأَحابيشِ كانَت

لَهُمُ في الَّذينَ حاطَ دِماءُ

وَالَّذي أُشرِبَت قُرَيشٌ لَهُ الحُب

بَ عَلَيهِ مِمّا يُحَبُّ رِداءُ

وَأَبو الفَضلِ وَاِبنُهُ الحِبرُ عَبدُ الـ

ـلَهِ إِن عَيَّ بِالرَأيِ الفُقَهاءُ

وَالَّذي إِن أَشارَ نَحوَكَ لَطماً

تَبِعَ اللَطمَ نائِلٌ وَعَطاءُ

وَالبُحورُ الَّتي تُعَدُّ إِذا النا

سُ لَهُم جاهِلِيَّةٌ عَمياءُ

يُطعِمونَ السَديفَ مِن قَحدِ الشَو

لِ مَن آوَت إِلَيهِمُ البَطحاءُ

في جِفانٍ كَأَنَّهُنَّ جَوابٍ

مُترَعاتٍ كَما تَفيضُ النِهاءُ

وَهُمُ المُحتَبونَ في حُلَلِ اليُم

نَةِ فيهِم سَماحَةٌ وَبَهاءُ

أَقسَموا لا نَزالُ نُطعِمُ ما هَبـ

ـبَت رِياحُ الشَمالِ وَالأَصباءُ

وَعِياضٌ مِنّا عِياضُ بنُ غَنمٍ

كانَ مِن خَيرِ ما أَجَنَّ النِساءُ

عَينِ فَاِبكي عَلى قُرَيشٍ وَهَل يُر

جِعُ ما فاتَ إِن بَكَيتِ البُكاءُ

مَعشَرٌ حَتفُهُم سُيوفُ بَني العَلـ

ـلاتِ يَخشَونَ أَن يَضيعَ اللِواءُ

تَرَكَ الرَأسَ كَالثَغامَةِ مِنّي

نَكَباتٌ تَسري بِها الأَنباءُ

مِثلُ وَقعِ القَدومِ حَلَّ بِنا فَال

ناسُ مِما أَصابَنا أَخلاءُ

لَيسَ لِلَّهِ حُرمَةٌ مِثلُ بَيتٍ

نَحنُ حُجّابُهُ عَلَيهِ المُلاءُ

خَصَّهُ اللَهُ بِالكَرامَةِ فَالبا

دونَ وَالعاكِفونَ فيهِ سَواءُ

حَرَّقَتهُ رِجالُ لَخمٍ وَعَكٍّ

وَجُذامٌ وَحِميَرٌ وَصُداءُ

فَبَنَيناهُ مِن بَعدِ ما حَرَّقوهُ

فَاِستَوى السَمكُ وَاِستَقَلَّ البِناءُ

كَيفَ نَومي عَلى الفِراشِ وَلَمّا

يَشمَلِ الشامَ غارَةٌ شَعواءُ

تُذهِلُ الشَيخَ عَن بَنيهِ وَتُبدي

عَن بُراها العَقيلَةُ العَذراءُ

أَنا عَنكُم بَني أُمَيَّةَ مُزوَر

رٌ وَأَنتُم في نَفسِيَ الأَعداءُ

إِنَّ قَتلى بِالطَفِّ قَد أَوجَعَتني

كانَ مِنكُم لَئِن قُتِلتُم شِفاءُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبيد الله بن الرقيات

avatar

عبيد الله بن الرقيات حساب موثق

العصر الاموي

poet-Ubayd-Allah-bin-Al-Roqayat @

113

قصيدة

66

متابعين

عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك، من بني عامر بن لؤي. شاعر قريش في العصر الأموي. كان مقيماً في المدينة، وقد ينزل الرقة. وخرج مع مصعب بن الزبير على ...

المزيد عن عبيد الله بن الرقيات

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة