الديوان » العصر العثماني » العُشاري » ثنى قدها ريح الصبا فتأودا

عدد الابيات : 49

طباعة

ثَنى قَدها ريح الصبا فَتأَودا

وَغَنى بِها طَير الغَرام وَغَردا

وَحَركها ريع الشَباب وَهاجَها

فَهَزَّت لَنا رُمحاً وَسَلت مهندا

نفور رَنَت بِالرقمتين مَطارفا

مِن الوَجد حاكتها النَواظر سهدا

فَرد بِها غُصن رَطيب وَعاقها

كَثيب فَماجَت حيرة وَتَجلدا

أَلا بِأَبي تِلكَ النَواظر كَم رَمَت

فَباتَ بِها طَرف الصَبابة أَرمَدا

نَواظر ضاقَت أَن تَرانا بربعها

وَما ذاكَ إِلا كانَ مَنعاً مُجَردا

وَمرشف شَهد قَد فَقَدنا رضابه

وَيا طالما أَضحى لِقَلبي مَوردا

حوى عقد در لاح مِن تَحت خاتم

عَقيقته بالوشم صارت زبرجدا

وَروض مُحياكم قَطَفنا وروده

صَباحاً فَصارَ الشَوق فيهِ مجددا

صَفيحة بَلور سَقاها بِمائه

نمير الحَيا حسنا فَعادَ موردا

سَقى اللَه عَصراً قَد أَقمنا فُروضه

عَلى سنَن الأَصحاب جَمعاً وَمُفرَدا

وَقُرآن حسن قَد بَدت فيهِ آية

تَضيءُ فَأَصبَحنا مِن الوَجد سُجدا

لَيالي سعود قَد بَدَت في خلالها

نُجوم وَصال كل عُضو بِها اِهتَدى

وَقائِلَة قَد أَسبَلَت در دَمعِها

عَلى شعل الياقوت نَثراً مُبَددا

رَأَتني وَقَد جَردت للسَير هِمة

حَكَت في مضاء العَزم سَيفاً مهندا

إِلى أَين تَبغي السَير عَنا وَإِننا

غَرائر لا نَقوى عَلى البُعد وَالرَدى

قُلوب عَطفناها عَلَيك أَينبغي

لِمَعطوفِها يَنآى وَتَتركها سُدى

وَأَخبار وَصل فيكَ كانَ ابتِداؤُها

أَتعقل أَخبار وَما ثم مبتدا

فَقُلت دَعيني وَالقِياس فَإِنَّني

سَأَتلو أَحاديث الأَماجد مسنَدا

ظَمئت إِلى لُقيا الكِرام وَإِنَّما

يَطيب ورود الماء في الحر وَالصدى

سَأَقصد بَحراً كُلما بانَ قاصد

لَهُ هاجَ بِالفَضل الجَزيل وَأزبدا

وَأنزل بَيتاً كُلما طُفت حَوله

تَسنمت مِن ظهر الفَراقد مقعَدا

محلاً بِهِ توفى الحُقوق لأَهلِها

وَيَمتاز أَهل الفَضل شَيخاً وَأمرَدا

فَقالَت وَمَن يُعطيك حَقك كُله

وَيوليك عزاً قُلت وَالد أَحمَدا

كَريم إِلى العَباس تنمى فُروعه

فَيلقى بِها بَدر التَمام محمدا

نجار عَنت زَهر النُجوم لضوئه

نَعم وَحَكى شَمساً وَبَدراً وَفرقدا

هُم العرب الغُر الَّذين تَشَرفوا

بِخَير الوَرى أَزكى النَبيين محتدا

لَقَد لَبِسوا ثَوب الخِلافة ضافياً

وَكانَ لَهُم ماء السقاية مَورِدا

بعم رَسول اللَه طالَ فَخارهُم

وَنالوا بِهِ مَجداً رَفيعاً وَسُؤددا

وَما أَنس وَالبَحر دَرويش نَجله

سوى لَمحة مِن نورِهم قَد تَوَقدا

بِوالده في كُل فَضل وَمَشهد

تَأسى فَأضحى في المكارم سيدا

جَزيل أَياد أَخجل الغَيث وَبلها

فَأَحيا بِها رَوض النَوال وَأَوجَدا

تَعود أَسداء الجَميل وَإنما

لكل امرئ مِن دَهره ما تَعودا

بَنى بَيت مَجد أَسسته أُصوله

فَأَضحى لَهُ سوراً حَصيناً مشَيدا

وَقور إِذا طاشَت عُقول أولي النُهى

غَدا علما في قوة الرأي مُفرَدا

يُنير ظَلام الشك نير عقله

فَيرفَع مَخفوضاً وَينصب مُبتَدا

جَرى في سَبيل الجود حَتّى علمته

جواداً وَمِن سَيل المَواطر أجودا

محط حال الوافِدين وَكَهفهم

إِذا جارَ فيهم جائر الدَهر وَاِعتَدى

مَوائده للطارِقين تَمدها

أَياد لَهُ لَم تَعرف الجزر سَرمَدا

فَيا مَظهر الجود الَّذي حَل روحه

بِهَيكله حَتّى عَرَفناه بِالنَدى

وَيا عَيبه الفَضل الَّذي لَم يَزَل بِه

معاناً عَلى أَهل الفَساد مُؤيدا

جعلت لِهَذا الدهر إِنسان عَينه

وَلَولاك أَضحى أكمه الجفن أَرمَدا

وَطالَت بِكَ الفَيحا وَلَولاك لَم تطل

وَزانَت بِكَ الدُنيا وَذلت لَكَ العِدى

لَقَد صمت مَأجوراً وَأَفطرت شاكِراً

وَنلت مِن الرَحمن أَجراً مؤبدا

فَهنيت بِالعيد الَّذي جاءَ زائِراً

إِلَيكَ يهنيك السعادة وَالهُدى

وَهَذا هِلال الشَهر قَد صيغ خنجَراً

فَقُم سالِماً وَانحر عَدواً وَملحِدا

فَلا زالَ عَبد اللَه ما دامَت العلى

يَعود إِلى لُقياك عوداً مُجَددا

وَلا بَرحت أَقمار غرك تَرتَقي

إِلى فلك الأَفلاك عزاً مُخَلدا

مَدى الدَهر ما هَب النَسيم مهينما

وَغَنى بِه طَير الغَرام وَغَردا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن العُشاري

avatar

العُشاري حساب موثق

العصر العثماني

poet-aloshari@

191

قصيدة

33

متابعين

حسين بن عليّ بن حسن بن محمد العشاري. فقيه أصولي، له شعر. من أهل بغداد. نسبته إلى العشارة (بلدة على الخابور) ولد وتعلم في بغداد. وغلب عليه الفقه حتى كان ...

المزيد عن العُشاري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة