الديوان » العصر الايوبي » الأبله البغدادي » ألمت وواشيها مع الصبح راقد

عدد الابيات : 43

طباعة

ألمت وواشيها مع الصبح راقد

وقد عبقت بالمسك منها القلائد

يرنحها سكر الشباب فتنثني

كما اهتز ممطور من البان مائدُ

ولولا سكر الشباب فتنثني

عليك ولولا الطيب ما ارتاب حاسدُ

ذروني وماثور العتاب فدونه

أكابد من لذع الهوى ما أكابدُ

ول تنكروا مر النسيم فعنده

حديث على دين الصبابة شاهد

يذكرني مسراه ربعا الفته

وعيشا تقضي ليت باديه عائدُ

واهيف معسول الشمائل بينه

وبين وصالي برزخ متباعد

أقل بلائي أنني فيه راغب

وأكثر حزني أنه في زاهدُ

له من بديع الحسن خد مورد

ولي من دموعي فوق خدي مواردُ

يهون عليه أن أبيت مسهدا

يذود الكرى عن جفن عيني ذائدُ

تمر الليالي دونه وهو هاجر

واقني ولا يقضى الذي هو واعد

لعل الهوى يحلو فينعم عاشق

ويظفر مشتاق ويطرف ساهدُ

إذا هبت النكباء مال كأنه

نزيف سقته الراح هيفاء ناهدُ

إليك فما يشتد للمرء ساعد

إذا كان من يهواه ليس يساعدُ

فأقسم أني في الصبابة واحد

وإن كمال الدين في الجود واحدُ

هو الملك الزاكي النجار ومن به

تجمعت الآمال وهي بدائدُ

مهونة أمواله وعداته

مكرمة قصاده والقصائد

كريم المساعي والجدود مهذب

له مورد ما ذمه الدهر وارد

وجود كسوب الغيث يهمي فيستوي

لديه الأداني والأقاصي الأباعدُ

شهاب ر داه للمعادين محرق

وظل نداه للموالين باردُ

سريع القرى للضيف في كل أزمة

طويل نجاد السيف أروع ماجدُ

يلين لعاف يجتديه تكرّما

ويشتد ما ألقت عصاها الشدائدُ

تقلده العلياء أبهى عقودها

وتلقى إليه في الأمور المقالدُ

وتستقبل الآمال غرة وحههه

كما استقبل البيت المعظم ساجدُ

إذا رفد قوم جاء بالمطل ناقصا

أتانا ابتداء رفده وهو زائد

فأدنى عطاياه البدور صوامتا

لراج ضريك والحسان الخرائد

أبا الفضل يا أسنى الآنام مواهبا

كرمت فما خلق لفضلك جاحدُ

أبى الله أني واجد لك في الندى

ضريبا وأنت المرء بالجود واحدُ

سحابك سحاح وربعك مخصب

ووجهك وضاح وجدك صاعدُ

وغير طريف أن تجود بطارف

ويتبعه للمجتدي منك تالدُ

وأنت من القوم الذين وجوههم

مصابيح من ضل الدجى والفراقد

أكاسرة شم الأنوف إذا احتبوا

زهت بهم تيجانهم والمعاقدُ

أقام جداهم والغمام مقوض

وذاب نداهم والأكف جوامدُ

فيا من حكت أخلاقه الروض راضه

حيا وزكت أعراق المحاتدُ

إذا سار يوما ركب مدح فانده

بغيرك مجتاز ونحوك قاصدُ

عتادك للهيجاء بين صوارم

تؤى من دم الأجساد وهي جواسدُ

وجرد عتاق لم تزل بطرادها

لدى كل حرب تسترد الطرائد

فها أنت مريخ إذا احتدم الوغى

وفي السلم أنت المشترى وعطاردُ

بدولتك الغراء يأمن خائف

وينصر موثور ويصلح فاسدُ

لقد كنت من قبل اجتادائك في لظى

وها أنا من نعماكفي الخلد خالدُ

فهنيت عيد النحر يا ابن محمد

ولا برحت وقفا عليك المحامدُ

فإنك للنعي معيد ومبدىء

ولله عند المنعمين عوائدُ

فلا حطت الأقدار من أنت رافع

ولا حلت الأيام ما أنت عاقدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأبله البغدادي

avatar

الأبله البغدادي حساب موثق

العصر الايوبي

poet-alablah-AlBaghdadi@

300

قصيدة

1

الاقتباسات

45

متابعين

محمد بن بختيار بن عبد الله البغدادي. شاعر، من أهل بغداد. كان ينعت بالأبله، لقوة ذكائه. في شعره رقة وحسن صناعة. وكان هجاءاً خبيث اللسان. يتزيا بزي الجند. له (ديوان ...

المزيد عن الأبله البغدادي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة