الأرضُ طاؤوسيَّةٌ
والجوُّ جُؤْجُؤُ فاخِتِ
متبسِّمٌ عن نَشْر حُ
بٍّ عندَ صَبٍّ ثابِتِ
والوردُ دُرٌّ نابتٌ
أحسِنْ بدُرٍّ نابِتِ
لكنَّ في عيني قذًى
من نورِ شيبٍ سابتِ
لما بكيتُ دَمَ الفؤ
البيت الأول:
الأرض طاؤوسية
الأرض: هي الأرض التي نمشي عليها.
طاؤوسية: مشبهة بالطاووس في جمالها وتعدد ألوانها.
البيت الثاني:
والجو جؤجؤ فاخت
الجو: الهواء أو السماء.
جؤجؤ: صدر الطائر.
فاخت: نوع من الحمام.
البيت الثالث:
متبسم عن نشر حب عند صب ثابت
متبسم: مبتسم.
نشر حب: انتشار الحب.
صب: عاشق.
ثابت: ثابت العاطفة.
البيت الرابع:
والورد در نابت أحسن بدر نابت
الورد: الزهور.
در: اللؤلؤ.
نابت: نابتة أو مزروعة.
أحسن بدر نابت: أفضل من اللؤلؤ المزروع.
البيت الخامس:
لكن في عيني قذى من نور شيب سابت
عيني: عين الشاعر.
قذى: شيء يعكر العين.
نور شيب: بياض الشيب.
سابت: منتشر.
البيت السادس:
لما بكيت دم الفؤاد على الحبيب الفائت
بكيت: دمعت.
دم الفؤاد: دم القلب (دموع غالية).
الحبيب الفائت: الحبيب الذي رحل.
البيت السابع:
ضحك المشيب بعارضي ضحك الغوي الشامت
المشيب: الشيب.
عارضي: جانب وجهه أو لحيته.
الغوي: الضال.
الشامت: الذي يشمت في الآخرين.
الشرح العام:
الثعالبي يصف في هذه الأبيات جمال الطبيعة من حوله، الأرض المزينة بألوان الطاووس، والجو النقي كالحمام، وانتشار الحب بين العشاق. لكنه يعبر عن حزنه العميق لفقدان حبيبه، مشبهاً دموعه بدم الفؤاد الثمين. ويشير إلى أن الشيب في شعره يضحك منه كما يضحك الضال الشامت.
تجتمع في القصيدة تشبيهات رائعة وصور جمالية تعبر عن حالة من الحزن والتأمل في جمال الطبيعة وما يمر به الشاعر من مشاعر متناقضة بين الجمال والحزن.
عبد الملك بن محمد بن إسماعيل، أبو منصور الثعالبي. من أئمة اللغة والأدب. من أهل نيسابور. كان فراءاً يخيط جلود الثعالب، فنسب إلى صناعته. واشتغل بالأدب والتاريخ، فنبغ. وصنف الكتب ...