الديوان » مصر » حسن الحضري » في وصف الصحراء والمطر والصيد

عدد الابيات : 21

طباعة

أَبْلِغْ رُعاةَ العِينِ في بَطْحائها

أنِّي سمعتُ اليومَ حُسنَ نِدائها

فعَدوتُ أستبقُ الرِّياحَ مهلِّلًا

والمُزْنُ تَهطلُ في فسيحِ فِنائها

يشتاقُ قلبي كلَّما هتفتْ له

وسَرَى إليه الطَّيفُ مِن أرجائها

بحدائقٍ غنَّاءَ ذاتِ مَباهجٍ

ذهبت بهذا القلبِ في أنحائها

أفَتِلكَ أمْ جرداءُ قَفْرٌ دُونَها

قَطْعُ المهامهِ في سبيلِ لِقائها

عاجلتُها وقطعتُ خلفَ ديارِها

أميالَ قَفْرٍ بِتُّ في غُلَوائها

بَكرتْ تَدُكُّ الرِّيحُ نَهْجَ مُتونِها

وغدتْ تَسُحُّ المُزْنُ في أشلائها

فتهدَّمتْ منها قِبابٌ بعدما

سَمقتْ وملَّ الدَّهرُ طولَ بقائها

وترقرقتْ بينَ السُّهولِ هُتونُها

فغدتْ تَهَشُّ بِصَفوِها وبهائها

في روضةٍ خَضِلتْ قِبابُ نخيلِها

وسمتْ إليها الطَّيرُ في عليائها

سبحتْ عليها العِيسُ مثلَ بَوارقٍ

يَرقبنَ بالبطحاءِ دَرْكَ نَجائها

أو قانِصٍ عَرِدِ الشَّكيمةِ مُعْنِتٍ

يَسعى بِسهمِ الموتِ بينَ ظِبائها

قَدْ راعَه خلفَ الكِناسِ شواردٌ

يعبثنَ بالأشطانِ تحتَ سمائها

فانقـضَّ مـثلَ البرقِ منه سـبعةٌ

لَمْ يَلتقِينَ اليأسَ في طَخْوائها

فاجتازَ أوَّلُهُنَّ يَسبقُ عَدْوَهُ

سهمُ المنيَّةِ في خَفِيِّ خِبائها

فعَدا فعادَ بِخِفْشِها فكأنَّما

يَجترُّ ماءَ القلبِ عندَ دُعائها

والبَرقُ تَصْحبُه الرَّواعدُ كلَّما

هَزَّتْ جوانبَها سَرَى بِضيائها

فبكتْ كمِثلِ (مُبَارَكٍ) فِي خَلعِه

أو مِثلِ (زَيْنٍ) رِيعَ في أنْدائها

أو فَقْدِ (سُوزانٍ) مَغانمَ نَهبِها

بالأمسِ بينَ (جَمالِها) و(عَلائها)

لَمْ يَرْفعوا إلَّا الوَضيعَ ولَمْ يَصِخْ

إلَّا رُعاةُ السُّوءِ مِن وُزرائها

وكذاكَ مَن ساسَ البلادَ بِخِسَّةٍ

فمآلُه التَّشتيتُ في لَأوائها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن الحضري

avatar

حسن الحضري حساب موثق

مصر

poet-hassan-alhadary@

55

قصيدة

218

متابعين

حسن عبد الفتاح خلف حسين الحضري، وُلِد في مدينة سمالوط بمحافظة المنيا في مصر يوم التاسع والعشرين من أكتوبر سنة ألف وتسعمائة وخمسٍ وسبعين (1975)، وحصل على ليسانس الآداب/ شعبة ...

المزيد عن حسن الحضري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة