الديوان » العصر العباسي » الحسين بن الضحاك » بدلت من نفحات الورد بالآء

عدد الابيات : 39

طباعة

بدلتَ من نفحات الورد بالآءِ

ومن صبوحك در الإبلِ والشاءِ

ما بين بطن بثيران حللت به

إلى الفراديس إلا شوبلإ أقذاءِ

فعد همك عن طرفٍ يمارسه

جلفٌ تلفعَ طمراً بين أحناءِ

ففي غد لك من زهراءَ صافيةٍ

بطيرنا باذ ماء ليس كالماء

مما تخير أولاها وأودعها

رب الخورنق في جوفاءَ ميثاءِ

راح الفُراتُ عليها في جداوله

وباكرتها سحاباتٌ بأنواءِ

فاستنفض القطر ما وشى المصيف لها

واستبدلت جدداً من بعد أنضاء

تنشي فواصل كالآذان منشأة

مثل الجمان عقوداً أي إنشاء

حتى إذا حكت الحبشان شائلةً

دهم العناقيد في لفاءَ خضراء

راحت لها عصبٌ شعثٌ ملوحةٌ

دكن التباين من كوثى وسوراء

تجني على العين ما أنت مقاطفه

حتى إذا هيل في كلفاء جوفاءِ

واستخلص العفو من ذوبٍ مسلسلةٍ

من قبل جائلةٍ فيها بإبطاء

صارت إلى وطنٍ أرسى بمعتركٍ

ما بين عقبة إبرادِ ورمضاء

حتى إذا أنضج الوسمي صفحته

قطراً واعقبه قرا بأنداء

صينت عن الشمس في قيطونِ محتنكٍ

من اليهود لأمِّ الراحِ غداء

ما زال يُهمِلها كالمستخف بها

عصر الشباب كناسٍ غير نساءِ

يُطري سواها إذا سيمت مدافعةً

عنها ويوسعها من كل إزراء

يسومها البيع أحياناً فيمنعه

أن قد يؤملها يوماً لإثراء

حتى إذا الدهر أبقى من سلالتها

جزءَ الحياةِ وقد ألوى بأجزاء

دبت اليه من الأحداثِ باسلةٌ

أبكت عوابدَ من أحبارِ تيماء

فمات والقلب مشغولٌ بحظوتها

لم يشف من شجنيه علة الداء

حتى اذا أُسندت للشرب واحترضت

عند الشروق ببسامين أكفاء

فضت خواتمها في نعت واصفها

عن مثل رقراقةٍ في جفنِ مرهاء

لم يبق من شخصها إلا توهمه

فالشيء منها اذا استثبت كاللاء

تمازج الروح في أخفى مداخله

كما تمازج أنوارٌ بأضواء

لا يدرك الحس منها حين تبعثها

إلا التنسم أو لذعاً بأحشاء

ريحانةُ النفس تهوى عند شمتها

جاءت بذاك روايات ابن ديحاء

جاش المزاجُ لها رقصاً على طربٍ

فاهتاج في قعرها رقمٌ بشدراء

يحكي تطوقها بالكأس من ذهبٍ

طوقاً أطافت به واوات عسراء

ثم استحال لها درٌّ فعرشه

حتى استقل لها عرشٌ على الماء

عرشٌ بلا طنبٍ من فوقه زبدٌ

قد جل عن صفةٍ في حسن لألاء

لا يستطيع سنا نورٍ لها نظرٌ

حتى تعود له لحظات حولاء

كأن تأليفَ ما حاك المزاجُ لها

سلخٌ تجللها عن ظهر رقشاء

لا شيء أحسن منها في تصرفها

من كف منتطق الأعطاف وشاء

اذا جرت لك تحت الليل سانحةً

مدت خلالك أطناباً بلألاء

تلك التي وسمتني غير محتشم

وسم المجونِ وسمتني بأسماء

لا أتبع اللهو فيها غير مترعةٍ

منها تفنن لي في كل سراء

ما أطيبَ العيش لولا ذكرُ واحدةٍ

فيها مفارقةٌ بين الأحباء

هذا النعيم ولا عيشٌ تكونُ به

هندٌ برابيةٍ من بعد أسماء

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الحسين بن الضحاك

avatar

الحسين بن الضحاك حساب موثق

العصر العباسي

poet-Ibn-al-Dahhak-al-Bahili@

146

قصيدة

161

متابعين

الحسين بن الضحاك بن ياسر الباهلي، من مواليهم أو هو منهم، أبو علي. شاعر، من ندماء الخلفاء، قيل: أصله من خراسان. ولد ونشأ في البصرة، وتوفي ببغداد. اتصل بالأمين العباسي ...

المزيد عن الحسين بن الضحاك

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة