الديوان » العراق » إبراهيم الطباطبائي » تجهم وجه الموت وازور حاجبه

عدد الابيات : 40

طباعة

تجهم وجه الموت وازورَّ حاجبه

فراح يرينا كيف تجثو غياهبه

تعصب أو يمري القلوب مصمما

ومازال حتى استفرغ الضرع عصابه

ولن يرجع الموت الزؤام ابن نجدة

على عقب أو يرجع الدرَّ حالبه

وما لبس الدرع الحصيدة حازم

من القوم إلا بزّه الدهر سالبه

هو الخطب لم تكفف بسلم كتائبه

يحارب بالأرزاء من لا يحاربه

له الويل كم يسعى بسود أراقم

لبيض المساعي وهو تسعى عقاربه

وشوهاً له يفري بحمر مخالب

قلوب العلى والموت حمر مخالبه

نعاتب هذا الدهر والدهر لم يزل

يخيب من قد جاء يوماً يعاتبه

فلا تصحبن الدهر إن كنت كيسا

فحسبك أن الدهر يخذل صاحبه

عذيريَ من دهر إذا ما وجدته

لدفع ملم أدركتني مصائبه

فيا لائميّ اليوم كفّا فما بقي

مع القلب صبر يوم زمت ركائبه

قضى البين ممن يزجر الطير قلبه

بيوم غراب البين ينعق ناعبه

لقد قاد صرف الحتف للحتف قائداً

تناقل بالسلب اللدن سلاهبه

وقد كان ورد الفضل عذباً شرابه

فمذ بان عاد الفضل رنقا مشاربه

خليليّ ما الأيام صادقة الجدا

تخيل مخيل البرق أومض كاذبه

وللمرء أحباب مضت وحبائب

فافجعنه أحبابه وحبائبه

هل غالمرء يلقى بالتصفح صحبه

وقد أدرجت تحت الصفيح صحائبه

وما الناس إلا كالأنامل أن تقس

تجد أصبعا من أصبع لا يناسبه

فمن ظاعن يمضي وتبقى مناقبه

ومن قاطن يبقى وتبقى مثالبه

وليس ابن أم المجد إلا ابن قفرة

ملوّح مبدي صحفة الوجه شاحبه

إذا ثار في الصفين نقع عجاجة

يخوض عجاج النقع شعثاً ذوائبه

هل المشهد الأعلى قضى بابن مشهد

بلى بعليّ فيه قامت نوادبه

فتى أغرب المطري المطيل بوصفه

فاعجزت المطري المطيل غرائبه

فتى بث في الآفاق بيض مناقب

فسارت مسير النيرات مناقبه

فتى إن رجونا منه دفعا لفاقة

أمدت بدفاع العطاء رواجبه

إذا غربت عن عينه نفس طالب

إنما له عيناً عليها تطالبه

فتى رد بالكتب الكتائب فانبرت

تثير عجاجاً كتبه لا كتائبه

فتى العزم إن أجرى العدو مقانبا

فعزمته في الجحفلين مقانبه

وذي قلم قد عاض عن كل لهذم

إذا خط في الخطي أوجز كاتبه

وهوب إذا استر فدت إحدى هباته

أتتك ثبا ملء الفجاج مواهبه

طلوب لأسباب العلى مدرك لها

وقد يدرك المطلوب من هو طالبه

لقد نال أقصى ما ينال من العلى

وقد تجلب الشيء البعيد جوالبه

بعيد عن الأقران من ذا يقاربه

ومن ذا يجاريه ومن ذا يغالبه

فمن ينزل الفج الذي هو نازل

ومن يركب النهجل الذي هو راكبه

فما زال يرعى المجد في المهد يافعا

ويكلؤه طفلاً لدن طرّ شاربه

أعاد وأبدى في الجميل ولم تزل

أوائله محمودة وعواقبه

سأبكيه مبكى الفاقدات ثواكلا

بدمع جرت مجرى العزالي سواكبه

وذي عصبة أمسى مقيماً بحفرة

عشية لا تجدي فتيلاً عصائبه

ومحتمل فوق المناكب زاحمت

مناكب رضوى يوم سارت مناكبه

لتعول بالويلات بعدك فتية

يجاوبها فيك الصدى وتجاوبه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الطباطبائي

avatar

إبراهيم الطباطبائي حساب موثق

العراق

poet-Ibrahim-Tabatabai@

225

قصيدة

346

متابعين

إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم. شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف. كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره. له (ديوان شعر - ...

المزيد عن إبراهيم الطباطبائي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة