الديوان » العصر الايوبي » داود بن عيسى الايوبي » إذا ما انبرت هوج المهارى بمعشر

عدد الابيات : 21

طباعة

إذا ما انبرت هوجُ المهارى بمعشرٍ

يُؤمِّمنَ بيت اللَهِ مشياً على القَدم

سَرت بي مَهارى الفكرِ في مهمهِ التُّقى

إلى اللَهِ رَبِّ البيتِ جَرياً على القِمم

يلوحُ لنفسي مشرقاً بيتُ قدسهِ

كما لاحَ ضوءُ الفجرِ في غيهبِ الظُلَم

بنورٍ جلالٍ لم يزل متألقاً

لدى كلِّ سيارٍ اليهِ مِن القِدم

اذا ما أتت ميقاتَ لقياهُ أَحرمت

ملبِّيةً تَستنزِلُ الجودَ والكرم

تُلبِّي بلفظٍ يقرعُ الذّهنَ سُجعُهُ

فينقذُ أَسماعَ العقولِ مِن الصَّمم

ولهَو الذي يَشفي اذا انهلَّ فائِضاً

على لُبِّ ذي الآدابِ من عارضِ البكم

إذا قابلت بابَ المهابةِ سبَّحت

بأسماءِ ذي الطَّولِ الممجَّدِ والعِظم

فتستلمُ الركنَ الذي هو كائنٌ

وما انفك بالعلمِ اليقينِّي مُستلم

وطافت بهِ سبعاً بِخُسَّرِ أَيدِها

محيطَ القُوى عن ذلكَ المنكبِ العَمم

مجرَّدةً طافت بهِ مستكينةً

فأدهشتها اجلالُ ذلكمُ الحَرم

فلما انثنت مِن مروةَ القربِ بالرَّوا

تريدُ الصّفا أصفى لها الموردَ الخِضم

بسبعةِ أشواطٍ أتمَّت بها السُّرى

الى مِلكٍ سيلُ المواهبِ منه جم

وفي عرفاتٍ عرَّفَتها معارفٌ

بأنَّ لها من علمِها طلعةَ العلم

وفي رميها الحصباءُ من جَمراتها

أتت بعدَ خوفِ الخَفيفِ في سَلمِ السّلم

رمت بحصاةِ العالمين تكبُّراً

على كلّ موجودٍ سواهُ وإن أتَم

وأضحت تُضحِّي بالهُدى أينقُ الهوى

تَمنَّى مناها بالتنعُّمِ في النِّعم

وتُخِلقُ عنها كلَّ خُلقٍ يَشِينُها

بشَينٍ فلم تندم هناكَ ولم تدم

تفيضُ جلابيبُ الحِجا بيدِ النُّهى

عليها من الفيضِ المُجلّلِ بالحِكم

وعادت لتطوافِ الزّيارةِ تَرتجي

بهمتّها عُقبى التيمُّنِ بالهِمم

فذاكَ هو الحجُّ الذي هو غايةٌ

لمن لاذَ بالبابِ الإِلهيِّ واعتصم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن داود بن عيسى الايوبي

avatar

داود بن عيسى الايوبي حساب موثق

العصر الايوبي

poet-Dawood-bin-Issa-Al-Ayyubi@

97

قصيدة

1

الاقتباسات

23

متابعين

داود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين. صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء. ولد ونشأ في دمشق. وملكها بعد أبيه (سنة 626 هـ) وأخذها منه ...

المزيد عن داود بن عيسى الايوبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة