خاطري عندك يا مسكين
مَن بقى يبلغ فيك سبعين
مَن بقى يحبّك يا مشكاح
مَن بقت روحه لك ترتاح
يا جسر يا جسر يا مسكين بقيت خالي
الناس خلّوك وراحوا في أنكد حال
كم فيك قاعة وكم فيك من رواق عالي
خلّوه أهله وراحوا خوفاً من الوالي
كم فيك مقصف قصف
في طيبة أيامه
عين الخليج باكية
بالسيل قدّامه
والزهر شقّق من
الأحزان أكمامه
حين نَمّ له بالخبر
في الروض نمّامه
كم كان بساط الهنا مبسوط على أرضك
من بعد بسطه انطوى لمّا انتشر قبضك
لا أوحش اللَه من طولك ولا عرضك
ولا فرّح قلب مَن في خاطره بغضك
كم جسر بالقطع
راح ينقطع عمره
وأنت بقيت في قطوع
من شي يطول ذكره
لكن ذا قطع كان
مكتوب وزال أمره
قد راح شرعه سوف
يأتي بشير خيره
يعظّم الله أجري فيك وأجر الناس
من بعد موتك فَرحٌ ما يرتفع في راس
لكننا من رجوعك ما قطعنا الياس
فالدهر ما دام فيه شدّة ولا دام باس
علي بن سودون الجركسي البشبغاوي (أو اليشبغاوي) القاهري، ثم الدمشقي، أبو الحسن.
أديب، فكه. ولد وتعلم بالقاهرة. ونعته ابن العماد بالإمام العلامة. وقال السخاوي: شارك مشاركة جيدة في فنون، وحج مراراً، ...