عدد الابيات : 60

طباعة

ما آذنته بينها أسماء

فتقول ثاو مل منه ثواء

لكنه ادكر الحمى فتقاسمت

احشاءه الأشجان والبرحاء

متوقد الزفرات يطفى وحجدي

المامة بلوى الحمي لا الماء

اضحى لقي في الحي ليس يتيمه

إلا اللقا وما هناك لقاء

يهوي الكلام لذكرهم وهو الذي

يشجيه فهو داؤوه والداء

ويروقه حر الهواجر في السرى

نحو الحمى فلهيبها انداء

وغذا جرى ذكر العقيق جرى له

دمع حكاه إذ الدموع دماء

يا حبذا وادي العقيق وحبذا

بقبا ظلال الدوح والأفياء

ومسارح بين النخيل تأرجت

منها بعرف نسيمها الأرجاء

فكأنما في كل أرض بالحمى

مغنى غنى أو روضة غناء

لا برتوي صاد الهوى إلاإذا

لحظته منها عينها الزرقاء

وإذا بدا بان المصلي بان من

تلك القباب أشعة وضياء

ولوا مع تغشي الورى فلنورها

في كل قلب وحد الألاء

وإذا تقابلت الوفود وأقبلوا

وهم كضغر عيسهم انضاء

يعلو أنينهم وفرط حنينها

فغدا سوأ أنة ورغاء

وسرى وهم موتى جوى نفس الرضى

فغدوا وهم من فوزهم أحياء

وتبادروا نحو اللقاء وقد مضى

عنهم غناء وانقضى أعياء

فكباؤهم يوم القدوم سلامهم

وسلامهم يوم الرحيل بكاء

وهناك تهمي للنوال سحائب

تروي بها الآمال وهي ظماء

وتعمهم خلع الندى فملأوة

تضفو عليهم بالرضى ورداء

وقرى من الرضوان ليس وراءه

إلا القبول وجنة فيحاء

صدروا به عن روضة أجنتهو

ثمر الرضى وتبوؤا ما شاؤوا

طوبى لمن أضحىة بطيبة داره

وله بها الأصباح والإمساء

لم يدر هل رحل الفريق واسرعوا

بالسير أم لمسيرهم إبطاء

دار الهدى والمنزل الرحب الذي

كانت به تنزل الأنباء

ومقام خير العالمين بأسرهم

عند الإله ومن له افسراء

ولهإذا حشر الخلائق حسراً

حوض به تروي الورى ولواء

ووسيلة وشفاعة ننجوا غدا

بهماإذا حفت بنا اللاواء

هادي البرية عند ما نذقتهموا

من قبل في لهواتها الأهواء

وسروا على عشواء ظلم الهوى

فتلألأت لهم به الأضواء

فرأ وأهدوا مسوي امري ذي شقوة

بصيرة قلبه عمياء

وسرى الهدى فأجاب دعوة دينه

طوعاً رجال منهم ونساء

وضح الطريق لهم فلم يك فيهم

من بعد ما وضح الطريق إباء

وبدت لهم من بعد ظلمة غيهم

بهدي الرسول محجة بيضاء

وتفرقت بين الضلالة والهدى الأ

خوان والأباء والأبناء

صاروا فريقي نعمة وشقاوة

والحق أبلج ما عليه غطاء

عجباً وهل في ذلك النور الذي

وافى به بين العقول مراء

فاستشهدت منهم نفوس حرة

غدت الجنان بهن وهي ملأ

وهوت إلى دارك الجحيم عصائب

غلبت عليهم شقوة وبلاء

ثم استقام الأمر واتضح الهدى

لا بيهم فالكل فيه سواء

هل بالنهار وقد جلا ظلم الدجا

للناظرين إذا رأوه خفاء

هل يستوي شمس الظهيرة أشرفت

أنوارها والليلة الليلاء

لولا الهوى غطي الباهرات ترفعت

عن أن يميز وصفها الإحصاء

منهن تسبيح الحصا في كفه

وكذا الطعام وفاض منها الماء

وسلام أحجار رأي بطريقه

غرفته وهي الصلدة الصماء

وإجابة الشجار حين دعابها

تسعى إليه كأنهن الماء

ورجوعها بالأمر نحو مكانها

سيان منها العود والأبناء

وكذاك عين قتادة أذردها

من بعد ما سقطت واعيا الداء

فغدت كأحسن مقلتيه يرى بها

الشيء البعيد كأنها الزرقاء

وكذا على إذ دعاه بخيبر

فأتى إليه وعينه رمداء

فاجال فيها ريقه فغدا لها

برء به في وقتها وشفاء

وحبي عكاشة يوم بدر محجنا

فغدا له في الدار عين مضاء

سيف ولم يضر به قبين صاغته

من يصنع الأشياء كيف يشاء

وكذاك ما عين الحديبة الذي

لم يلف فيه لظلامئ أرواء

يا قاصداً ما ليس يدرك حصره

من وصفه مالا ينال عناء

فاتت مدائحه القصائد فاقتصد

يغنيك عن تصريحك الأثماء

هل يبلغ الشعراء شيئاً قد أتت

بصفاته الأحزاب والشعراء

الأمر أعظم أن يحاط بكنهه

ما ذاك مما تبلغ البلغاء

صلى عليه الله ما سرت الصبا

فوق الربا وتلاقت الأنواء

وترقرت سحب وأومض بارق

وشدت على أوراقها ورقاء

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشهاب محمود بن سلمان

avatar

الشهاب محمود بن سلمان حساب موثق

العصر الايوبي

poet-Shehab-Mahmoud-bin-Salman@

85

قصيدة

16

متابعين

محمود بن سلمان بن فهد بن محمود الحنبلي الحلبي ثم الدمشقي، أبو الثناء شهاب الدين. أديب كبير. استمر في دواوين الإنشاء بالشام ومصر نحو خمسين عاماً. ولد بحلب، وولي الإنشاء ...

المزيد عن الشهاب محمود بن سلمان

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة