يا حليف الشوق كم تغني ضنى
لو تعرضت لنا نلت المنى
ناد في نادي الكرام معلنا
أنا للّه وللّه أنا
ليس للعبد عن المولى غنى
لي مولى قد تعالى قدره
وجرى كيف يشاء أمره
قهر الخلق جميعا قهره
إذ يقول الله عز ذكره
أنا مولاكم ومن مثلي أنا
كل شيء فيّ معه رحمتي
لعبادي قد خلقت جنتي
كم وكم واليت فيكم نعمتي
أنا مولاكم وأنتم صفوتي
لا يطيب العيش إلا بأنا
كم تغاضينا على جهلكم
وبذلنا اللطف في وصلكم
فصلوا ما أنبت من حبلكم
واذكروني في دجى ليلكم
يا أحبائي أذكركم أنا
طائع النفس أطعت غيّها
كيف ذا وقد علمت عيّها
خل عنها صاح واحذر بغيها
يوم تجزى كل نفس سعيها
وينال المتقي كل المنى
نهنه الأجفان من نوم الهوى
واله عن لهو بخيمات اللوى
وابك يا حلف الونا وقع النوى
فبدمع العين يستشفي الجوى
نازح يشكو تباريح الضنا
من أتانا عائذاً منا بنا
لائذاً بعفونا من هجرنا
قادماً يرجو نوال فضلنا
نال ما أمله من قربنا
وارتقى مرقى الصفاء عندنا
محمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ...