الديوان » العصر الأندلسي » ابن شهيد » أما الرياح بجو عاصم

عدد الابيات : 82

طباعة

أَمَّا الرِّياحُ بجوّ عاصِمْ

فحلَبْنَ أَخْلافَ الغَمائِمْ

سَهِرَ الحيا برِياضِها

فأَسالَها والنَّوْرُ نائِمْ

حتَّى اغْتَدتْ زهَراتُها

كالغِيدِ باللُّججِ العوائِمْ

مِن ثَيِّباتٍ لم تُبلْ

كشْفَ الخُدُودِ ولا المَعاصِمْ

وَصِغارِ أبكارٍ شَكَت

خَجلاً فعاذَتْ بالكَمائِمْ

وَرْدٌ كَما خجِلَتْ خُدُو

دُ العِينِ مِن لَحظاتِ هائِمْ

وشَقِيقُ نُعْمانٍ شَكَتْ

صَفَحاتُه مِن لَطْمِ لاطِمْ

وغُصُونُ أَشْجارٍ حَكَتْ

رقْص المآثِمِ للمآثِمْ

حَييتْ بطُوفانِ الحيا

فتَضاحكَتْ والجوُّ واجِمْ

أَصْنافُ زَهْرٍ طُوِّقَتْ

دُرراً تذوب بكَفِّ ناظِمْ

مِن باسِمٍ باك إلَيْ

كَ نَد وباكٍ وهو باسِمْ

بَكَر الحِسانُ يرِدْنَها

مِن كُلِّ واضِحةِ الملاغِمْ

وضَحِكْنَ عُجْباً فالتَقَتْ

فيها المباسِمُ بالمباسِمْ

ضَحِكَتْ وأَوْمضَ بارِقٌ

فظَلِلْتُ للبرْقَيْنِ شائِمْ

وتَشَوَّفَتْ فتَطامنَتْ

أَجْيادُ أَظْبِيها الحوائِمْ

ورنَتْ فبادر نَرْجِسٌ

يشْكُو عَماهُ إِلى حَمائِمْ

طارَدْتهُنَّ بفِتْيةٍ

حُرْدٍ على حرْبِ المُسالِمْ

وكأَنَّني فِيهِمْ لَقِي

طٌ قاد مِن أَحْياءِ دارِمْ

وتَكاوستْ فيها الأَبا

رِقُ وهْي فاهِقةُ الحلاقِمْ

وكأَنَّها أَظْبٍ رَعَفْ

نَ فثُرْنَ دامِيَةَ الخَياشِمْ

وجَرى بها فلَكَ الصِّبا

باللَّهْوِ والقُضُب اللَّواثِمْ

وكأَنَّنا فيها العفا

رِتُ والكُؤوسُ مِن الرّواجِمْ

وَعلا بنا سُكْرٌ أَبى

إِلا الإِنابةَ لِلْمَحارِمْ

نَرْمِي قَلانِسنَا له

ونَجُرُّ مِن عَذَبِ العمائِمْ

وتَرنَّمتْ فيها القِيا

نُ لنا ورجَّعتِ البواغِمْ

قُمْنا نُصفِّقُ بالأَكُف

فِ لها ونَرْقُصُ بالجماجِمْ

وأَغَنَّ مِن سَدن المُلُو

كِ سَليلِ أَقْيالٍ خضارِمْ

يَشْكُو الرِّعاث تَنَعُّماً

ويضِجُّ مِن حمْلِ التَّمائِمْ

لا تَسْتَحِيهِ الرّاشِفا

تُ ولا تُبالِيهِ اللَّواثِمْ

يُجْنِينَهُ ثَمر النُّحُو

رِ ويعْتَلِينَ به المحازِمْ

مُتَجاهِلاتٍ أَنَّهُ

يَهْوى وهُنَّ به عَوالِمْ

لازَمْتُ باب مَحلِّهِ

والنُّجْحُ مِن قَنَصِ المُلازِمْ

حتى إِذا وثِقَتْ بنا

عُجُزُ الحواضِن والخَوادِمْ

أَيْقَنْتُ من أَخْذِي له

وتَلَوْتُ مِن سُورِ العزائِمْ

واقْتَدْتُهُ بشَكائِمِي

فانْقاد في تِلْكَ الشَّكائِمْ

فوردْتُ جَمَّاتِ المُنَى

وكَرُمْتُ عن لُؤمِ المآثِمْ

وأَغَرَّ قد لَبِس الدُّجى

بُرْداً فَرَاقَكَ وهْو فاحِمْ

يَحْكي بغُرَّتِهِ هِلا

لَ الفِطْرِ لاحَ لِعَيْنِ صائِمْ

فكأَنَّما خاضَ الصبا

حَ فجاءَ مُبْيضَّ القَوائِمْ

ويَسِيرُ في يَبَسِ الثَّرى

وكأَنَّهُ في البحْرِ عائِمْ

أَرمِي به بَقَر الحِمى

وَأَصُدُّ عن عُصُم العواصِمْ

وتجانبي فَتْقَ النُّفُو

سِ مِن المهارِيتِ الدَّلاقِمْ

حتى إِذا عَلَمُ الصَّبا

حِ أَشار مِن تِلْكَ المعالِمْ

وتَمايلَتْ أَيْدِي الثُّرَيْ

يَا وهي مُذْهَبةُ الخَواتِمْ

ورنَتْ ذُكاءُ بناظِرٍ

رمِدٍ مِن الأَقْذاءِ سالِمْ

طَلَعَ الصِّوارُ لحِينِهِ

وكأَنَّه الموْجُ المُراكِمْ

أَوْ عسْكَرٌ ركِبُوا الخُيُو

لَ الشُّهْبَ واحْتَقَرُوا الأَداهِمْ

فاشْتَدَّ سُبَّقنا له

يَكْشِرْنَ عن مِثْلِ اللَّهاذِمْ

وكأَنَّنا في رَمْيها

نَسْتَلُّ مِن بِيضِ الصّوارِمْ

فحمى أَواخِرَهُ أَغَرْ

رُ مُعاوِدٌ تِلْكَ الملاحِمْ

يَهْوِي برَوْقَى مِحْرَبٍ

طَبِنٍ بحَرْبِ الغُضْفِ حازِمْ

وكأَنَّما أَرْواقُها

مُسْوَدّةً أَقْلامُ عالِمْ

فَتَبَادَرَ الفِتْيَانُ مِن

جَنَبَاتِهِ أَشْهَى المَطَاعِمْ

شَيّاً ومُطَّبَخاً على

جَمْرٍ زَهَتْهُ الرِّيحُ جاحِمْ

وبَعِيدةِ الأَرْجَاءِ نا

زِحَةٍ على أَيْدي الرَّواسِم

لا تَدَّعِي جَوْباً لها

ذاتُ الخَوافِي والقَوادِمْ

مِنْ فِتْنَةٍ قد أُسْبِلَتْ

ظُلُماتُها بيَدِ المَظَالِمْ

عَمَهَتْ لها أَحْلامُنَا

وكأَنَّهَا أَضْغَاثُ حالِمْ

وتَضَاءَلَتْ أَجْرامُنا

فيها بمُوبِقةِ الجَرائِمْ

وتَحَوَّلَتْ فينا الذُّنا

بَى الرأْسَ وابْنُ المَجْدِ راغِمْ

وأَدارَ كُلُّ صَغِيرِ قَدْ

رِ المُنْتَهَى أَرْحى العَظَائِمْ

فكأَنَّنَا عُمْيٌ نُسا

قُ على العَمَى في ظِلِّ عاتِمْ

حتَّى انْتَضَى عَبْدُ العَزِي

زِ عَزِيمَةً مِن صَدْرِ عازِمْ

فَبَدَتْ لنا سُبُلُ الهُدَى

بنَوَاجِمٍ غَيْرِ الهَواجِمْ

ضَرَبَ الأَعاجِمَ سُودَها

بالسَّدِّ مِن بيضِ الأَعاجِمْ

فاسْتَجْفَلوا فكأَنَّمَا

ضَرَبَ الثَّعَالِبَ بِالضَّرَاغِمْ

أَبْنَاءُ مَلْكٍ حِمْيَرِي

يٍ قامَ بالغُرِّ القَمَاقِمْ

مِن عامِرٍ أَهْلِ المصَا

نِعِ وَالصَّنَائِعِ والكَرَائِمْ

الكُفْرُ عنهُم قاعِدٌ

قِدْماً ودِينُ اللَّه قائِمْ

حَكَمَ الزَّمَانُ بظُلْمِهِمْ

دَهْراً وصَرْفُ الدَّهْرِ ظالِمْ

فارْتَدَّ بَهْجةَ مُلْكِهِمْ

كَرُّ الخُبَعْثِنةِ الضُّبَارِمُ

واشْتَدَّ يَنْظِمُ حَزْمَهُمْ

شَيْحَانُ طَلاع المخارِمْ

ذكَرٌ على ذَكَرٍ يَصُو

لُ وصارِمٌ يَسْطُو بصارِمْ

إِيه هَيا عَبْدَ العَزِي

زِ وأَنْتَ رَجّامُ المَرَاجِمْ

قَمَرٌ تُضِيءُ له الخُطُو

بُ على دَآدِيها الفَواحِمْ

تَسْرِي الرِّياحُ بمَجْدِهِ

فنَسِيمُها بالغَوْرِ فاغِمْ

لم يَرْوَ مِن ماءِ الشَّبا

بِ وكُلُّ أَشْيَبَ عنه خائِمْ

رَعْياً لمُؤْتَمَنٍ رَعَى

فينَا الحَدايِثَ والقَدايِمْ

بَدَأَتْ أَوائِلُه وعا

دَ لكَشْفِ غاشِيَةِ الغَيَاهِمْ

لا تَتْرُكَنْ صرم الزمَا

نِ على ظُبَى تِلْكَ الصَّوارِمْ

وارْمِ الخُطُوبَ بمِثْلِهَا

عَزْماً فأَنْتَ لها مُسَاهِم

وإِلَيْكَها من نَاطِقٍ

يَدْعُوكَ إِذْ صَمَتَ البَهَائِمْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن شهيد

avatar

ابن شهيد حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-al-Shahid@

84

قصيدة

114

متابعين

عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد القرطبي، أبو مروان. وزير، من أعلام الأندلس ومؤرخيها وندماء ملوكها. ولد ومات بقرطبة. له (تاريخ) كبير يزيد على مئة جزء، بدأه ...

المزيد عن ابن شهيد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة