الديوان » العصر الأندلسي » ابن الحداد الأندلسي » هن الأماني مدمنات حران

عدد الابيات : 34

طباعة

هُنَّ الأَمانِي مُدْمِنَاتُ حِرَانِ

فَصِلِ اعتِزَاماً لاَتَ حيِيْنَ تَوّانِ

وإِذا انقَضَى زَمنُ الفَتَاءِ عن الفَتَى

فَبَقَاؤُهُ وَفَنَاؤُهُ سِيَّانِ

لا تُخْدَعَنَّ فما لإِحْسَانِ الصِّبَا

عِوَضٌ ولا لِرُوَائِهِ الحُسَّانِ

واخْلَعْ على رَيْعَانِهِ حُلَلَ المُنَى

فَمَحاسِنُ الأشياءِ في الرَّيْعَانِ

وزيادَةُ الأَقْمَارِ بَدْءُ شُهُوْرِهَا

وتَعَقُّبُ الأَعْقَابِ بالنُّقْصَانِ

والشَّمْسُ في الحَمَلِ الذي هو أَوَّلٌ

تَسْمُو كما تَنْحَطُّ في المِيْزانِ

ليس الصِّباَ زَمَنَ الصِّبَا لكنَّهُ

قَمْعُ العِدَى ورَعَايَةُ الخُلاَّنِ

حالٌ يَحُوْلُ الهِمُّ فيها يافعاً

والخَمْرُ تَثْنِي والشِّيْبَ كالشُّبَانِ

فَيَرَى تَيَمُّمَهُ وتَقْلِبُ قَلْبَهُ

حَدَقُ المَهَا وسَوَالِفُ الغِزْلاَنِ

فالنَّفْسُ تَزْدَادُ النَّفاسَةَ والهَوَى

هُوْنٌ وما أَرْضَى لها بِهَوَانِ

وَلَرُبَّ ذي أَيْدٍ سَعَى لِيَضُمَّهَا

فَرَمَتْهُ بالإِيْهاءِ والإِيْهَانِ

وَوَعِيْدُ أَقْوَامٍ صَمَمْتُ لِسَمْعِهِ

سَمْعُ الأَذَى من آفَةِ الآذانِ

وتَغَطْرُسٌ من مَعْشَرٍ قد أَنْبَأُوا

أنَّ الوِهَادَ تَعُوْدُ شُمَّ رِعَانِ

قَلَبَ الزمانُ عِيَانَهُمْ وعِيَالَهُمْ

وكَذَا الزَّمانُ مُغَيِّرُ الأَعْيَانِ

يا سَائِلِي عمَّا زَكِنْتُ من الوَرَى

والسِّرُّ قد يُفْضِي إلى الإِعْلانِ

إيْها سَقَطْتَ على الخَبِيْرِ بِحَالِهِمْ

عند العَرُوْضِ حَقَائِقُ الأَوْزَانِ

هُمْ كالقَرِيْضِ وَكَسْرُهُ من وَزْنِهِ

يَبْدو من التَّحْرِيْكِ والإِسْكانِ

ومتى تَحُلْ حالاهُما عن كُنْهِها

أَنْكَرْتَ منه واضِحَ العِرْفَانِ

كم من خليلٍ سَاعَدَتْهُ سَعَادةٌ

وَطَوَى بها كَشْحاً على الأَضْغَانِ

مِنْ كلِّ ذي حَسدٍ يُشانِئُ شانئٍ

إنَّ التَّحَاسُدَ باعِثُ الشَّنآنِ

هَاجُوا سُكُوْنِي فاستَدَمْتُ هِيَاجَهُمْ

إنَّ الحَرَاكَ دَلالَهُ الحَيَوَانِ

فانْجَابَ عن شَمْسِي دُجَى إجْلاَبِهِمْ

وَلَرُبَّ بُرْءٍ كان في بُحْرَانِ

لَمَّا فَضَلْتُ رَمَوْا بكلِّ عَضِيْهَةٍ

والفَضْلُ مَوضعُ أَسْهُمِ البُهْتَانِ

يا ما لِدَهْرِي ليس يَعْدُلُ حُكْمُهُ

أَتَرَاهُ خالَ العَدْلَ في العُدْوانِ

أو رَدَّ حَظِّي في الحُظُوْظِ مُصَلِّياً

أنْ كان ذِهْنِي سَابِقَ الأّذْهَانِ

هَلاَّ تَنَاءَتْ في التَّسَابُقُ حَلْبَةٌ

حتى يُبَرِّزَ رَبُّ كلِّ رِهَانِ

لو مُدَّ مَيْدَانُ التَّنَاظُرِ بيننا

عَلِمَ الوَرَى مَنْ فَارِسُ المَيْدَانِ

ذِكْرُ الفَتَى يُبْدِي خَفِيُّ سِنَانِهِ

والنارُ حامِيَةٌ بِغَيْرِ دُخَانِ

وعَسَى إِثَارَتُهُ تُرِي آثارَهُ

وَلَكَمْ تُدَالُ إدَالَةٌ بِطِعَانِ

ومَلاكُ بُغْيَتِكَ المَلِيْكُ مُحَمَّدٌ

يَمِّمْهُ تُحْمَدْ صَرْفَ كل زَمَانِ

شَادَ ابنُ مَعْنٍ في تُجِيْبَ مَكَارِماً

ليستْ لِمَعْنٍ في بني شَيْبَانِ

يا مَنْ يُضِيْفُِ إليه حاتمُ طَيِّءٍ

مَرْعىً ولكنْ ليس كالسَّعْدَانِ

أَعْطَتْهُ أهواءَ القلوبِ سياسَةٌ

خَفِيَتْ لَطَائِفُها على سَاسَانِ

وَبَدَتْ إلينا منه صورةُ سِيْرَةٍ

تُنْبِيْكَ عَمَّا سَنَّهُ العُمَرَانِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الحداد الأندلسي

avatar

ابن الحداد الأندلسي حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Al-Haddad-Al-Andalusi@

81

قصيدة

178

متابعين

محمد بن أحمد بن عثمان القيسي، أبو عبد الله، ابن الحداد. شاعر أندلسي. له (ديوان شعر) كبير مرتب على حروف المعجم، وكتاب (المستنبط) في العروض. أصله من وادي آش (Guadix) ...

المزيد عن ابن الحداد الأندلسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة